رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحركة السنوية للشرطة المصرية

تعودنا فى كل عام، وفى مثل هذه الأيام أن نترقب الإعلان عن حركة الترقيات والتنقلات لضباط الشرطة، حيث تتباين المشاعر بين التهنئة لمن تم تصعيده أو نقله من موقع إلى موقع آخر أو من استمر فى مكان عمله.. والتعاطف مع من تمت إحالته للتقاعد من منطلق أنه أوفى العطاء خلال سنوات عمله.. ولكل هؤلاء وهؤلاء أقول إن التغيير من سنن الحياة وإن المناصب لا تدوم وإنه من المهم أن يتقبل كل منا القرار الذى صدر بشأنه.. فمن أوفى العطاء عليه أن يستعد لمرحلة جديدة فى حياته يحاول من خلالها أن يحقق ما عجز عن تحقيقه إبان فترة عمله وأن يستمتع بالحياة وأن يعتبر القادم هو بداية وليست نهاية.. وأما من بقى فى الخدمة فعليه أن يستكمل مشوار الكفاح والنجاح وأن يجتهد لتطوير الأداء، وأن يضع ميزان الجهد والعدل والإنسانية صوب عينيه وأن يعمل لصالح الوطن والمواطن الشريف وأن يكون عونًا لكل من يلجأ إليه، وفى ذلك فليتنافس المتنافسون، فى إطلاق طاقات الإبداع والفكر فى مواجهة الجريمة ومكافحتها، بل ووأدها قبل وقوعها إن أمكن ذلك.
أما إذا نظرنا بشكل موضوعى لحركة تنقلات هذا العام لوجدنا أن هناك قيادتين أساسيتين احتفظ بهما السيد اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، حيث جدد سيادته الثقة فى السيد مساعد أول الوزير لقطاع الأمن الوطنى والسيد مساعد أول الوزير لقطاع الأمن العام، وهو ما يشير إلى أن هناك نجاحات حقيقية على أرض الواقع، سواء من ناحية الأمن السياسى أو الأمن الجنائى، فقد حقق قطاع الأمن الوطنى ضربات استباقية غير مسبوقة فى مجال ملاحقة العناصر الإرهابية والتخريبية وتتبع مصادر تمويل الجماعات المتطرفة، وكذلك التعامل مع حروب الجيل الرابع التى تعتمد على نشر الفتن والشائعات ونشر الأكاذيب والدعاوى إلى القيام بأعمال عدائية ضد مصالح الوطن.. كذلك فقد حقق قطاع الأمن العام نجاحات ملموسة فى مجال ضبط الجريمة وتحقيق الانضباط فى الشارع المصرى، خاصة على ضوء التحديات التى تمر بها البلاد، والتى دفعت العديد من التجار الى إخفاء البضائع ورفع أسعارها وكذلك زيادة جرائم النفس والجرائم التكنولوجية وغيرها من الجرائم التى تحدث ارتباكًا وقلقًا فى الشارع المصرى.
من ناحية أخرى فقد شهدت الحركة هذا العام الدفع بدماء جديدة من القيادات الشابة كذلك تفعيل دور العنصر النسائى بالوزارة من خلال تعيين قيادة نسائية فى وظيفة مساعد الوزير لقطاع حقوق الإنسان وهنا تجدر الإشارة إلى اهتمام وزير الداخلية بتطوير المؤسسات العقابية والاستمرار فى هذا النهج تطبيقًا للمعايير والقوانين الخاصة بحقوق الإنسان وفق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التى أطلقها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى سبتمبر 2021، والتى تضمنت ضرورة إعادة النظر فى الفلسفة العقابية، وهو الأمر الذى كان محل اهتمام كبير من قبل وزير الداخلية منذ أن تولى المسئولية.
كذلك الحال فقد كان اهتمامًا كبيرًا بطلبة كلية الشرطة؛ تطبيقًا لفلسفة الوزارة، حيث يتم تقسيم وتخصص الطلبة منذ السنة الثالثة على أعمال المرور والأمن العام والحماية المدنية والأمن المركزى، وهو الأمر الذى جعل هناك اتجاهًا محمودًا فى تطبيق المعايير الموضوعية عند توزيع الطلبة حال تخرجهم وأيضًا عند خضوعهم عقب ذلك لحركة التنقلات وفقًا لما تم تدريبهم عليه أثناء دراستهم، ومن هنا جاء تجديد الثقة للسيد مساعد أول الوزير لأكاديمية الشرطة، والذى أحدث بها تطورًا وطفرة غير مسبوقة.
أعلم جيدًا مدى الحرص والدقة التى يعمل بها السيد وزير الداخلية، خاصة فيما يتعلق بحركة التنقلات السنوية ومدى مراعاته للعدالة والمساواة وتطبيق المعايير المطلوبة التى تهدف إلى وضع الرجل المناسب فى المكان المناسب لتحقيق الأهداف المرجوة من ذلك.
اليوم وقد استقر جميع القيادات والضباط فى مواقعهم الجديدة أود أن أقول لهم إن أمن البلاد وتأمين العباد أمانة فى أعناقهم وهم بلا شك جديرون بتحمل هذه الأمانة وأن ثقة الوزارة فى اختيارهم يجب أن تجعلهم لا يبخلون بأى جهد أو وقت للتأكيد على هذه الثقة.. وأن المرحلة التى يمر بها الوطن حاليًا لاشك أنها مرحلة صعبة تتطلب اليقظة التامة والتعامل بكل حزم وحسم تجاه محاولات الخروج على القانون.. كما أن محاولات أهل الشر فى إحداث الفتنة والوقيعة والإرهاب لن تنتهى والجريمة أيضًا لن تنتهى، طالما هناك حياة على الأرض ومن هنا فإن عليهم مسئولية كبيرة لاستكمال النجاحات التى حققها زملاؤهم وقياداتهم، سواء من بقى منهم فى المواقع المختلفة أو من أوفوا العطاء.
أما رسالتى لمن أوفوا العطاء أقول لقد انتهت مأموريتكم فى حفظ أمن وسلامة الوطن على خير وأوجه لهم الدعوة لاستقبال حياة جديدة مختلفة يجب أن يتقبلها بصدر رحب ويتعايش مع الواقع الجديد وأن يحاول أن يستمر فى العطاء فى مجالات أخرى من مجالات الحياة وأن يكون فخورًا بما قدمه لوطنه خلال سنوات خدمته وأن يكون على ثقة بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.
وأخيرًا إلى السيد وزير الداخلية أقول.. أعانك الله على ما حملك أنت ورجالك الأوفياء لتحقيق رسالة الأمن والأمان استكمالًا ودعمًا لمسيرة البناء الصعبة التى يقودها بكل الإخلاص والصبر والعزيمة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى.