قبل "لوحة العشاء الأخير".. كيف سخر "توم هانكس" من المسيحية؟
لم تكن واقعة لوحة العشاء الأخير، والتناول الساخر التهكمي الذي عرض خلال افتتاح دورة الألعاب الأوليمبية بفرنسا 2024، وأثار غضب الملايين حول العالم، سواء من المسيحيين أو المسلمين، نظرا لطابع السخرية والاستهزاء من رمز ديني مقدس ألا وهو السيد المسيح. وما تضمنته اللوحة من رسائل ترويجية للمثلية الجنسية ومجتمع الميم.
ويشهد التاريخ العديد من الوقائع التي تعرضت لشخصية السيد المسيح، سواء روائيا أو سينمائيا، وأشهر هذه الأحداث ما تعرض له فيلم “آلام المسيح” عام 2004، والذي يعرض لآخر 12 ساعة في حياة السيد المسيح وصنوف التعذيب التي تعرض لها. وقام بإخراج الفيلم النجم العالمي ميل جيبسون. وآثار الفيلم حينها ردود فعل غاضبة خاصة في العالم العربي، بل ووجهت إلي ميل جيبسون تهمة معاداة السامية.
لوحة العشاء الأخير برؤية مغايرة
في العام 2003 طرح الكاتب الأمريكي دان براون روايته “دافنشي كود”، أو “شفرة دافنشي”، والتي تعد أشهر الروايات في القرن الحادي والعشرين، والتي باعت أكثر من 60 مليون نسخة وترجمت إلي حوالي 37 لغة عالمية.
بعد ثلاثة أعوام من صدور الرواية التي طافت شهرتها أطراف العالم الأربعة، وبالتحديد في العام 2006، استقبلت دور العرض السينمائي حول العالم فيلم “دافنشي كود” أو شفرة دافنشي، للنجم العالمي توم هانكس، وأخرج الفيلم رون هاورد.
وأثار الفيلم بدوره السخط والغضب حول العالم، لما تضمنه من موضوعات دينية حساسة في الديانة المسيحية، وكيف أن السيد المسيح قد تزوج من “مريم المجدلية” وأنجب منها طفلة مازالت علي قيد الحياة وأنها من نسل المسيح، فضلا عن إخفاء الكنيسة الكاثوليكية تتستر علي أسرار في المسيحية وحياة السيد المسيح لأكثر من ألفي عام.
تتناول أحداث فيلم شفرة دافنشي، قصة عالم الرموز الدينية “روبرت لانجدون”، والذي تلجأ إليه السلطات الفرنسية لحل لغز مقتل “جاك سونيير” الحارس الأخير لما يعرف بـ “سر الكأس المقدسة”. في باريس يقابل لانجدون “صوفي نوفو” حفيدة حارس الكأس المقدسة وهي إحدي أفراد الشرطة الفرنسية، ليبدأ معا في تتبع وحل الألغاز والرموز التي تركها جاك سونيير. حيث تقودهما المغامرة من فرنسا إلي بريطانيا ومنها لفرنسا مرة أخري، لينكشف السر أخيرا عن جماعة سرية يمتد تاريخ تأسيسها إلي عهد السيد المسيح والتي تحافظ علي سر الكأس المقدسة، ألا وهي “صوفي نوفو” حفيدة السيد المسيح.
ومن بين شخصيات الفيلم أيضا، شخصية بروفسير “لي تيبينج” والذي قام بتجسيده الممثل البريطاني إيان ماكلين، الذي يقدم تفسيرا مغايرا تمام لـ “لوحة العشاء الأخير”، والذي يدحض التاريخ الرسمي للديانة المسيحية من تعرض المسيحيين للاضطهاد من قبل الوثنيين وأن الأمر علي النقيض وأن المسيحيين هم من قاموا بحملات تطهير ضد من لم يعتنق المسيحية وهو الأمر الذي قاد إلي تقسيم روما لنصفين.
هل تزوج السيد المسيح مريم المجدلية؟
يري “لي تيبينج” أن مجمع نيقية المسكوني ساده السجال والخلافات من كتابة الأناجيل أو حتي تواريخ الأعياد، وصولا إلي خلود المسيح وهل هو إنسان أم إله أم ابن الإله؟. يصل الحوار الذي يدور بين تيبينج ولانجدون وصوفي، إلي الحديث عن لوحة العشاء الأخير، وفي تحليله لرموزها يري لي تيبينج أن المقصود بالكأس المقدسة في لوحة العشاء الأخير، هو رحم المرأة ــ الذي كان يعبر عنه في العصور القديمة بالكأس ــ وبهذا المعني فالمقصود بالكأس المقدسة هو امرأة تحمل سرا من القوة بحيث إن كشف عنه، سيهدم الأسس المسيحية. وبتحليله لكل من ظهروا في لوحة العشاء الأخير يكشف لي تيبينج لصوفي أن من يجلس علي مقعد الشرف في اللوحة ذو شعر أحمر متموج ويدان أنثويتان، ليصل في تحليله الأخير إلي أنها مريم المجدلية، وكيف أن سمعتها شوهت من قبل الكنيسة عام 561 ميلادية، ولم تكن بصورة المرأة الخاطئة كما تظهرها الديانة المسيحية بل كانت زوجة السيد المسيح التي حملت طفلته، والتي بتتابع أحداث الفيلم يكتشف لانجدون أنها صوفي نوفو.