واشنطن بوست: الهجوم الروسى بدونيتسك يمثل تحولاً ملحوظاً فى التكتيكات الروسية
شنت القوات الروسية قوسًا من الهجمات في منطقة دونباس الشرقية في أوكرانيا، وتدفع في ظل حرارة الصيف الشديدة في محاولة لتوسيع المكاسب الإقليمية الثابتة لموسكو والسيطرة على مدينة بوكروفسك، وهي تقاطع رئيسي للنقل، وفق ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها اليوم السبت.
ويجري الهجوم في الوقت الذي تستمر فيه أوكرانيا في المعاناة من نقص في الجنود، وفي الوقت الذي أثارت فيه الاضطرابات الانتخابية في الولايات المتحدة تكهنات جديدة بأن كييف قد تضطر قريبًا إلى التفاوض على التنازل عن الأراضي.
وقالت واشنطن بوست، إن روسيا تتكيف مع التكتيكات وتتقدم في دونيتسك وتستولي على المزيد من الأراضي الأوكرانية.
وأضافت، أنه بعد تدفق الأسلحة والأموال الأمريكية التي ساعدت أوكرانيا في صد غزو متجدد لمنطقة خاركيف الشمالية الشرقية في مايو، ومنع تحقيق اختراق كبير وتحطيم آمال موسكو في تطويق ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، أعاد القادة الروس تركيز انتباههم على منطقة دونيتسك، التي ربما تكون الهدف الإقليمي الأسمى للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ونقلت عن أوليكساندر، قائد كتيبة في اللواء 47 الأوكرانية، الذي يقاتل بالقرب من أوشيريتين في منطقة دونيتسك، تأكيده أن القوات الأوكرانية تكافح وأن "جائزة بوتين تبدو في متناول روسيا بشكل متزايد"، على حد تعبيره.
وقال أوليكساندر، الذي يحمل علامة النداء "جينيوس"، والذي لا يتم التعرف عليه إلا باسمه الأول تماشيا مع البروتوكول العسكري الأوكراني في تصريح للصحيفة الأمريكية: "هذه الاستراتيجية ذكية: تحاول تركيز قوة عدوك في اتجاه واحد ثم تشتت انتباهه في اتجاه آخر".
وأضاف: "هدفهم الأول هو تدميرنا". "الأمر الثاني هو الضغط علينا حتى يتمكنوا من الحصول على المزيد من النفوذ في محادثات السلام والحصول على المزيد منا. لقد اقتربوا تقريبًا من الاستيلاء على منطقة دونيتسك".
الهجوم في دونيتسك يمثل تحولاً ملحوظًا في التكتيكات الروسية
وأوضحت واشنطن بوست أن "القوات الروسية تتقدم الآن على طول قوس من ثلاث نقاط رئيسية: تشاسيف يار، غرب مدينة باخموت مباشرة، التي استولت عليها روسيا في ربيع عام 2023؛ ومدينة توريتسك الصناعية الصغيرة؛ وفي التضاريس الريفية غرب أوشيريتين، وهي قرية على أرض مرتفعة استراتيجية تم الاستيلاء عليها في مايو بعد تقدم القوات الروسية شمال غربًا من أفدييفكا، والتي احتلتها في فبراير".
وذكرت، أنه بينما تدور معارك عنيفة في أماكن أخرى، بما في ذلك في كوبيانسك في الشمال الشرقي وفي بعض المواقع على طول الجبهة الجنوبية، فإن الهجوم في دونيتسك يمثل تحولاً ملحوظًا في التكتيكات التي يتبعها القادة الروس، الذين يبدو أنهم تعلموا من أخطاء الماضي ويحققون الآن مكاسب ثابتة للكرملين، كما يهددون مدينة كوستيانتينيفكا الأوكرانية، التي تقع على طريق سريع استراتيجي.
