رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإفتاء المصرية عطاء علمى وفكرى

لم تبخل دار الإفتاء المصرية، في  العطاء العلميّ والفكريّ الثري على مدار سنوات، بإشراف فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامّة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، وذلك  لاستشعارها المسئوليّة ولإدراكها خطورة ما يجري في الساحة العالمية والافتراضية من تطوّرات متسارعة.

إذا جاء موضوع مؤتمرها السنوي التاسع الذي يعقد في ٢٩ /٣٠ من يوليو الجاري، للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، وبرعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، تحت عنوان "الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع"، للمساهمة في تعزيز مكانة الإسلام في العالم، ونشر القيم والمبادئ الإسلامية، وتعزيز التعاون بين المسلمين.

ومع التسارع الذي يجري ويطرأ على المجتمعات فنحن في حاجة ضرورية إلى تجديد الخطاب الديني والإفتائي، وذلك لأن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والأحوال والأشخاص.

وإدراك الواقع وفهم تطوراته ومتغيراته، من أركان التجديد والاجتهاد، وإدراك الواقع يحتاج إلى دراسة متعمقة للمجتمعات وما يطرأ على أحوال الناس، من أعراف وعادات، سواء كانت سلبية أو إيجابية، فحركة التغيرات المجتمعية متسارعة ويلزمها حركة لفهم ودراسة التطور المعرفي والحضاري التي تستوجب تجديدًا يتواكب مع مناحي الحياة.

مؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، حدث يجمع بين مختلف الدور والهيئات الشرعية للإفتاء من جميع أنحاء العالم، هدفه تعزيز التعاون بين الدور والهيئات الإفتائية، وتبادل النقاشات حول القضايا ذات الاهتمام المشترك في الفقه والشريعة الإسلامية، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والمعرفة في مجالات الفتوى.

وفي عالم متسارع، تصبح الفتوى تلعب دورًا مهمًا في توجيه الناس في قضايا دينية وحياتية، ونحن في حاجه لعمل جماعي بين القادة في الشأن الديني أن يكونوا حذرين في إصدار الفتاوى، لتعزيز القيم والمبادئ الأخلاقية التي تسهم في بناء مجتمعات صحية ومستدامة، وضرورة التوازن بين القيم الدينية الثابتة وتطبيقها على الواقع المعاصر بطرق تعزز السلم والتسامح.

وننتظر من الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء العام توصيات ومخرجات للمؤتمر لتسهم في تحقيق أهداف المؤتمر ومواصلة عطاء دار الإفتاء المصرية الفكري والعلمي، الذي لم يقتصر على مصر فقط، بل يشمل عطاء الإفتاء المصرية نحو عدة دول، ذلك لما نشهده من الحرص الشديد من هيئات إفتائية عالمية على الحضور والمشاركة الفعالة في جلسات المؤتمر.