حسين عبد البصير: أول كتاب اشتريته"زقاق المدق" وكنت طفلا صغيرا (حوار)

المكتبة أبرز معالم منازل الكتاب والمثقفين، بل ربما تتحول منازل بعضهم إلى مكتبات يعيشون فيها، وحول مكتبات المثقفين، وكم فقدوا منها خلال تنقلاتهم وأسفارهم، وهل يُعير الكاتب كتبه أو يستعيرها، وغيرها من المحاور يقدمها "الدستور" في سلسلة حوارات مكتبات المثقفين.

وفي الحلقة الـ 41 من سلسلة حوارات مكتبات المثقفين، يحدثنا الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، عن مكتبته وأول كتاب اقتناه، وما الكتاب الذي لا يستطيع الاستغناء عنه وأهم الكتب في مكتبته وغير ذلك.

 ◄متي اشتريت أول كتاب؟
 

 أول كتاب اشتريته عندما كنت طفلًا صغيرًا، وهو رواية "زقاق المدق" للأديب المصري العالمي نجيب محفوظ. هذا الكتاب هو واحد من الأعمال الأدبية البارزة لنجيب محفوظ وحاز على شهرة كبيرة. 

ونجيب محفوظ قد حصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1988.

 وهو يعد من أعظم الكتاب في الأدب العربي والعالمي ومن المعروف أن رواية "زقاق المدق" نُشرت لأول مرة في عام 1947، وتتناول الحياة في أحد الأزقة الضيقة في القاهرة القديمة، حيث يبرز محفوظ من خلال شخصياته وحكاياتهم تفاصيل الحياة اليومية والثقافة الشعبية في تلك الفترة. ويعكس هذا الكتاب اهتمامي بالأدب العربي الكلاسيكي منذ سن مبكرة.

◄ ما أهم الكتب في مكتبتك؟ 
 

تحتوي مكتبتي على مجموعة متنوعة من الكتب التي تغطي موضوعات متعددة مثل الآثار، والتاريخ، والأدب العربي، والأدب العالمي. وهنا بعض الكتب المهمة في كل مجال، والتي تعد إضافة قيمة لمكتبتي مثل: كتب عن الآثار والتاريخ والآثار المصرية: تاريخ الحضارة المصرية لسيريل ألدريد. 

وهو كتاب شامل عن تاريخ مصر القديمة. كفاح طيبة لنجيب محفوظ. وهي رواية تاريخية تدور حول النضال ضد الهكسوس في مصر القديمة.The Oxford History of Ancient Egypt - Ian Shaw ويعطي نظرة شاملة على تاريخ مصر القديمة من عصور ما قبل التاريخ إلى نهاية تاريخ مصر القديمة.

The Complete Gods and Goddesses of Ancient Egypt - Richard H. Wilkinson: وهو موسوعة مصورة لآلهة وأساطير مصر القديمة. كتب عن الأدب العربي مثل ألف ليلة وليلة: وهي مجموعة متميزة من القصص الشعبية التي تعكس ثراء الأدب العربي. ثلاثية القاهرة لنجيب محفوظ: المكونة من الروايات الجميلة "بين القصرين"، و"قصر الشوق"، و"السكرية". رجال في الشمس لغسان كنفاني. وهي رواية تعكس معاناة الفلسطينيين. الشعر الجاهلي للدكتور طه حسين. وهو تحليل نقدي للأدب العربي في فترة ما قبل الإسلام.

كتب عن الأدب العالمي، الحرب والسلام لليو تولستوي. 

وهي رواية تاريخية تتناول المجتمع الروسي خلال فترة الحروب النابليونية.مائة عام من العزلة لجابرييل جارسيا ماركيز. وهي تحفة أدبية عن الواقعية السحرية. 1984 لجورج أورويل. 

وهي رواية ديستوبية تستكشف موضوعات السلطة والرقابة. الكوميديا الإلهية لدانتي أليجييري. وهي ملحمة شعرية تصف رحلة دانتي عبر الجحيم، والمطهر، والجنة. كتب عن التاريخ العام:
-The History of the Peloponnesian War - Thucydides وهو تحليل تاريخي للحروب بين أثينا وأسبرطة. Guns، Germs، and Steel - Jared Diamond وهو كتاب يستعرض أسباب تفاوت الحضارات عبر التاريخ.A People’s History of the United States - Howard Zinn وهو كتاب عن تاريخ الولايات المتحدة من وجهة نظر الشعوب المهمشة.

هذه الكتب تغطي مجموعة واسعة من الموضوعات وتعطي نظرة عميقة على مجالات اهتمامي المختلفة.

◄ ما الكتاب الذي لا يمكنك الاستغناء عنه؟

بالتأكيد، القرآن الكريم هو الكتاب الذي لا يمكنني الاستغناء عنه. إنه ليس فقط كتاب ديني، بل هو أيضًا دليل للحياة اليومية ومصدر للقيم الروحية والأخلاقية. يحتوي القرآن الكريم على تعاليم الإسلام التي تشتمل على العقيدة، والعبادة، والأخلاق، والمعاملات. وترجع أهمية القرآن الكريم لما يمتاز به من توجيه روحي وأخلاقي. ويقدم القرآن التوجيه في جميع جوانب الحياة ويعلم القيم مثل الصدق، والأمانة، والعدل. ويعد القرآن مصدرًا للعلم والمعرفة. ويحتوي على إشارات علمية وفكرية. ويعد القرآن أساسًا للشريعة الإسلامية. والقرآن هو المصدر الرئيس للتشريع في الإسلام، إلى جانب السنة النبوية. وتجلب تلاوة القرآن وقراءته السكينة والراحة النفسية. ويعد القرآن نموذجًا أدبيًا فريدًا. يعد من أعظم الأعمال الأدبية في اللغة العربية، ويُدرس بلاغيًا ولغويًا. وتعد تلاوة القرآن الكريم عبادة بحد ذاتها، وتُكسب المسلم الأجر والثواب. كما أن التفسير والتدبر في معانيه يفتح أفقًا لفهم أعمق لأمور الدين والدنيا. القرآن الكريم ليس مجرد كتاب يُقرأ، بل هو منهج حياة ودليل للمسلمين في جميع جوانب حياتهم.

◄ما الكتاب الذي لديك منه أكتر من نسخة منه؟
 

عندي أكثر من نسخة من كتاب "ألف ليلة وليلة" في مكتبتي. 

ويعكس حبي وتقديري لهذا العمل الأدبي الفريد. "ألف ليلة وليلة" وهو مجموعة من القصص الشعبية التي تعود جذورها إلى التراث الهندي والفارسي والعربي، وتعد من أعظم الأعمال الأدبية في العالم. 

وترجع أهمية "ألف ليلة وليلة"، التنوع القصصي: يحتوي على مئات القصص التي تتنوع بين الرومانسية والمغامرة والتاريخية والفانتازية.  الثقافة الشعبية: يعكس جوانب متعددة من الثقافة والتقاليد والحياة اليومية في العصور الوسطى.  الإبداع الأدبي: أسلوب السرد والتشابك بين القصص يجعلها مثيرة وممتعة.  التأثير العالمي: ألهمت العديد من الأدباء والفنانين حول العالم، وما تزال تُقرأ وتُدرس إلى اليوم.

ويرجع أسباب وجود أكثر من نسخة عندي، الاختلافات في الترجمات: هناك العديد من الترجمات التي قد تختلف في التفسير والأمانة للنص الأصلي. الإصدارات الفاخرة: قد تحتوي بعض النسخ على رسومات توضيحية أو تكون مطبوعة بطباعة فاخرة. الطبعات النقدية: بعض النسخ قد تحتوي على تعليقات وشروحات نقدية تساعد في فهم أعمق للنص. الاهتمام الأكاديمي: وجود نسخ مختلفة يساعد في الدراسة المقارنة والتحليل الأدبي.

 ◄هل فكرت أن تستغني عن مكتبتك أو كتبت وصية بشأنها؟
 

في المستقبل إن شاء الله، أفكر في التبرع بمكتبتي لمكتبة الإسكندرية، وهي فكرة رائعة ونبيلة، فهي ليست فقط مؤسسة مصرية وطنية عالمية مشهورة، ولكنها أيضًا مركز ثقافي ومعرفي مهم. ومكتبة الإسكندرية الجديدة تسعى للحفاظ على التراث وتوفر المعرفة للجميع، وبالتالي، سوف يكون لتبرعي تأثير كبير وإيجابي. ولماذا مكتبة الإسكندرية؟ لأن مكتبة الإسكندرية تحتفظ بمجموعة ضخمة من الكتب والمخطوطات التاريخية، وهي مؤسسة عريقة تستحق الثقة في الحفاظ على الكتب النادرة والمهمة.

 ومكتبة الإسكندرية تجعل الكتب والمراجع متاحة للجمهور على نطاق واسع، مما يعني أن مساهمتي سوف تفيد الكثيرين. والمكتبة متخصصة في حفظ الكتب والوثائق بطرق تحافظ على جودتها لعقود طويلة.

 والمكتبة تشجع الأبحاث والدراسات الأكاديمية، وبالتالي، سوف تصبح كتبي جزءًا من مصادر علمية وبحثية مفيدة. وبهذه الخطوة، سوف أضمن أن إرثي الأدبي والمعرفي سوف يظل محفوظًا في مكان يقدّر قيمته العلمية والثقافية.

◄كم مكتبة فقدت لظروف خارجة عن إرادتك؟
 

كثيرًا جدًا بسبب سفري الكثير والتنقل بين القاهرة ولندن وأوكسفورد وبالتيمور وتوسان في أريزونا حيث كنت أعيش وأدرس وأعمل.

 ◄ما الكتاب الذي تمنيت اقتناءه ولم تعثر عليه؟
 

النسخة الأصلية من كتاب "وصف مصر"؛ لأنه عمل رائع وفريد من نوعه، ويعد من أهم المراجع التي توثق الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتاريخية في مصر خلال الحملة الفرنسية (1798-1801).

 وتم تجميع "وصف مصر" بواسطة مجموعة من العلماء والباحثين الفرنسيين الذين رافقوا نابليون بونابرت خلال حملته على مصر. والكتاب يتكون من عدة مجلدات تحتوي على نصوص ورسوم توضيحية مفصلة.

 ويغطي الكتاب مجموعة واسعة من الموضوعات بما في ذلك الآثار المصرية القديمة، والحياة اليومية، والعمارة، والجغرافيا، والنباتات، والحيوانات، واللغة، والعادات والتقاليد.

 ويعتبر "وصف مصر" مرجعًا أساسيًا لدراسة مصر في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، ويحتوي على معلومات قيمة ورسومات دقيقة توثق تلك الفترة.