رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المحاصر داخليًا.. الجميع في إسرائيل يرفض خطاب نتنياهو في الكونجرس: إضاعة وقت

نتنياهو
نتنياهو

استقبل الإسرائيليون خطاب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكونجرس بفتور وغضب كبير بعدما تجاهل التحدث عن صفقة الهدنة وتحرير المحتجزين في غزة، ووصفت عائلات المحتجزين خطابه بأنه استعراض سياسي في وقت يواجه فيه ضغوط كبرى لإنهاء الحرب والرحيل عن منصبه في أقرب وقت وإجراء انتخابات مبكرة.

نتنياهو يثير غضب المعارضة وعائلات المحتجزين: خطابه سياسي وإضاعة للوقت

وبحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فقد اتهم زعيم المعارضة يائير لابيد رئيس وزراء الاحتلال بإضاعة فرصة لمساعدة المتحتجزين وآخرين خلال خطابه أمام الكونجرس الأمريكي أمس الأربعاء.

وقال لابيد في مقطع فيديو: "ماذا عن المحتجزين، ماذا قلت عنهم في خطابك الفارغ، أتيحت الفرصة لنتنياهو لقول إنه قبل صفقة مع حماس وتحرير المحتجزين وإعادتهم إلى ذويهم قبل أن يموتوا جميعًا في الأنفاق، لكنه لم يفعل ذلك".

وتابع: "أتيحت له الفرصة، للتحدث عن اليوم التالي لغزة بعد الحرب، التي تعد أكثر الأمور واقعية في هذا الوقت، لكنه لم يفعل ذلك أيضًا، كما أتيحت له الفرصة للتحدث عن سكان الشمال والحرب مع حزب الله لكنه لم يفعل شئ".

وأضاف: "بدلًا من ذلك كان يتحدث عن 7 أكتوبر، وكأن لا علاقة له بما حدث في هذا الوقت، وكان رد فعل أعضاء الكونجرس في القاعة كان يبدو وأن الجميع يعلم أنه مذنب بالإهمال والتخلي الفظيع الذي أدى إلى الكارثة".

وأكدت الصحيفة أن خطاب نتنياهو ركز على ما حدث في 7 أكتوبر بعد عملية طوفان الأقصى، والحرب الوحشية التي تلت العملية في غزة، والصراع الإقليمي مع إيران وأهمية التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة.

وتابعت أن الخطاب كان أقل من المتوقع بالنسبة للكثيرين في إسرائيل وليس المعارضة فقط، حيث تعرض نتنياهو لانتقادات قاسية من أقارب المحتجزين وآخرين، لأنه لم يخصص سوى وقت قليل من الاهتمام للجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين، وكان البعض يأمل في أن يستخدم الخطاب للإعلان عن اتفاق، لكن المحادثات مستمرة.

وقال لابيد: “الشيء الوحيد الجدير بالثناء في الخطاب هو الشكر الحار الذي قدمه للرئيس الأمريكي] جو بايدن، الذي ظل يشوه سمعته منذ أشهر، إلى جانب ذلك، كان من الأفضل لنا جميعًا لو بقي في إسرائيل واستمر في مباحثات تحرير المحتجزين في غزة والنظر في أزمة عودة النازحين للشمال".

وقال رئيس حزب الوحدة الوطنية بيني جانتس، الذي استقال من منصبه كوزير حرب الشهر الماضي، "الشيء المهم الآن هو ليس فقط لتقديم الرؤية كما فعل نتنياهو في الكونجرس بل العمل على تحقيقها".

وتابع: "علينا في هذه اللحظة أن نتذكر أن هناك أكثر من 100 محتجز في عزة علينا إعادتهم حتى لو كان الثمن مؤلمًا، بالإضافة إلى ذلك، يجب علينا ضمان العودة الآمنة لسكان الشمال والجنوب إلى منازلهم، والعمل على خطة اليوم التالي لقطاع غزة والبحث عن بديل لحركة حماس وبناء تحالف إقليمي".

وعلى جانب آخر، أكدت الصحيفة أن آلاف المتظاهرون تجمعوا خارج السفارة الأمريكية في تل أبيب وأماكن أخرى في المدينة مساء الأربعاء لدعوة الحكومة الإسرائيلية إلى الموافقة على صفقة من شأنها إطلاق سراح المحتجزين في غزة، في الوقت الذي ألقى فيه نتنياهو خطابه أمام الكونجرس.

وقال نشطاء مناهضون للحكومة، بما في ذلك العديد من أقارب المحتجزين، إن خطاب نتنياهو لم يكن كافيا لأنه لم يلزم إسرائيل بشروط الصفقة التي تهدف إلى إطلاق سراح أكثر من 100 محتجز ما زالوا في غزة.

وقال إيلي ألباج، والد جندية المراقبة الأسيرة ليري ألباج: "على الرغم من أن نتنياهو أخبر الكونجرس عن إنقاذ نوعا أرغاماني، واعترف بألم المحتجزين، إلا أنه لم يتحدث عن شيء واحد عن صفقة لتحريرهم".

وتابع: " “رأيت أنك تحدثت عن الوحدة بين إسرائيل وأمريكا – ولم تتحدث عن وحدة شعبنا، ألا تعلم أنه لا توجد وحدة."

وأشارت الصحيفة إلى أن الإسرائيليون نظموا احتاجاجات أخرى في أماكن أخرى في جميع أنحاء إسرائيل وسط غضب من أقارب المحتجزين بشأن ما يقولون إنه إعطاء نتنياهو الأولوية لمصالحه الشخصية على إطلاق سراح أحبائهم، حيث اعتبر البعض الخطاب بمثابة رسالة سياسية ومحاولة يائسة من نتنياهو لحشد الدعم حوله مرة أخرى.

وفي بيان عقب الخطاب، ندد منتدى الرهائن والعائلات المفقودة غياب أي إعلان عن صفقة لتحرير ذويهم نهائية، والتي تشبثت بها بعض العائلات، على الرغم من أنها تبدو غير مرجحة بشكل متزايد في الأيام الأخيرة.

وقال البيان: "هذا المساء، عندما ألقى نتنياهو خطابه أمام الكونجرس، تجمع الآلاف من المؤيدين في ساحة المحتجزين، لقد جاؤوا لمشاهدة بث الخطاب والاستماع إلى خطابات أفراد عائلات المحتجزين، على أمل سماع رئيس الوزراء ينطق بالكلمات الحاسمة بأن هناك اتفاق".

وقال عمري شفيتي، الذي احتجز شقيقه عيدان من مهرجان الموسيقى سوبر نوفا للمتظاهرين الذين تجمعوا في ميدان ديزنحوف إن المحتجزين المتبقين في غزة "لا يعانون فقط، بل إنهم يموتون"، في إشارة إلى تأكيد نتنياهو الذي ورد أن الأسرى " يعانون لكنهم لا يموتون".

وقال مخاطبًا نتنياهو: “إذا كنت تطلب منا أن نحافظ على أملنا، فإن الطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي قول كلمتين فقط في خطابك الليلة في الكونجرس: هناك صفقة‘".

وقال عدي ألكسندر، والد المحتجز إيدن ألكسندر، إنه تحدث مع نتنياهو في حفل استقبال بعد الخطاب، وأخبره أن إسرائيل تحاول الضغط أكثر على حماس.

وتابع: "الكرة الآن في الجانب الإسرائيلي، وعندما نتحدث عن إسرائيل، فإننا نتحدث عن شخص واحد، بنيامين نتنياهو، عليه أن يقرر ما إذا كان نعم الآن، أو إذا كان يريد تحقيق المزيد".

لكن في تل أبيب، قال أقارب المحتجزون وآخرون إن هناك حاجة إلى التوصل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن، مع نفاد الوقت بالنسبة للمحتجزين.