عاصم الدسوقي: ثورة 23 يوليو أتاحت الامتيازات للبسطاء
أقامت دار الكتب والوثائق القومية، اليوم الثلاثاء، برئاسة دكتور أسامة طلعت، ندوة بمناسبة احتفالات وزارة الثقافة المصرية بذكرى ثورة 23 يوليو، وذلك بدار الكتب بكورنيش النيل.
ثورة 23 يوليو أسست لمبدأ السيادة الوطنية
في البداية تحدث الدكتور مينا رمزي، رئيس الإدارة المركزية لدار الكتب، نائبًا عن د. أسامة طلعت، رئيس مجلس الإدارة، مؤكدًا أن ثورة 23 يوليو أسست لمبدأ السيادة الوطنية وفي كل زمان كان هناك رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وفي مقدمة الصفوف رجال الجيش. ونحن ندرس التاريخ دائما لاستخلاص الدروس والعبر التي تنفع في الحاضر والمستقبل.
أدار الندوة الدكتور أشرف قادوس، رئيس الإدارة المركزية للمراكز العلمية، وتحدث فيها كل من:
الدكتور عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة حلوان الذي تحدث عن المغالطات التي أثيرت حول ثورة 23 يوليو. ومن بين تلك المغالطات أن قانون الإصلاح الزراعي نزع حيازة الأراضي الزراعية من الملاك، والحقيقة أن هؤلاء لم يشتروا تلك الأراضي بأموالهم ولكن أخذوها عن طريق السيطرة وبسط النفوذ.
وثاني هذه المغالطات كان اتهام الثورة بالقضاء على دستور 1923، والحقيقة أن هذا الدستور وضعه كبار الملاك، ولم يكن يتم إقرار أى مادة قبل عرضها على الملك والحصول على موافقته، فجاء الدستور في صالح الملك وكبار الملاك بدلا من الانحياز لعامة الشعب. وكانت عضوية مجلس الشيوخ ومجلس النواب قاصرة على الأثرياء وطبقة كبار الملاك.
وقد أرسلت السفارة الأمريكية عدة تقارير في 1949، و1950 للخارجية الأمريكية ورد فيها أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وقتئذ تنذر بقيام ثورة. وحذر عدد من السياسيين والمفكرين، ومن بينهم النائب أحمد حسين، من غياب العدالة الاجتماعية والنتائج الكارثية لذلك.
وقد أعطت الثورة امتيازات كبيرة للبسطاء حيث خفضت قيمة الوحدات السكنية المستأجرة، وحددت الملكية الزراعية، ومنعت الفصل التعسفي للعمال بالمصانع وذلك خلال الأشهر الأولى للثورة.
وتحدث الدكتور أحمد الشربيني أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر والعميد الأسبق لكلية الآداب جامعة القاهرة ورئيس الجمعية التاريخية، مؤكدا أهمية ثورة 23 يوليو التي قام بها ضباط شباب في وقت شديد الصعوبة.
وأشار الشربيني إلى اتجاه الثورة إلى الصناعة سعيا لاستيعاب البطالة في المدن والقرى، ولكن أصحاب رأس المال المحلي لم يتعاونوا في ذلك وبالتالي جاءت خطوات التأميم لوأد أى مؤامرة ضد أهداف الثورة.
وقد واجه رجال ثورة يوليو أيضًا مؤامرات خارجية تمثلت في حروب متتالية في 1956 و1967.
وقامت الثورة في وقت كانت الساحة السياسية في طور إعادة التشكيل بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وبداية بزوغ الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي كقوتين على الساحة الدولية في ظل خفوت نجم بريطانيا وفرنسا، وكان تردي الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية قبل يوليو 1952 دافعًا للشعب المصري ليؤيد الثورة بكل قوته.