انسحاب بايدن يربك المشهد السياسى.. هل يتغير الموقف الأمريكى من حرب غزة؟
أكدت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن الموقف الأمريكي من حرب غزة أصبح غير واضح بعد اضطراب المشهد السياسي الأمريكي وانسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الانتخابي لعام 2024، وهو القرار الذي زاد من ضعف "بايدن" كرئيس للولايات المتحدة، وإثارة الجدل حول قدرته الإدراكية والبدنية على استكمال فترة رئاسته التي تبلغ 6 أشهر.
توقعات بتغير الموقف الأمريكى تجاه حرب غزة بسبب اضطرابات السياسة
وتابعت أن المحللين يرون أن الإدارة الأمريكية قد لا تهتم كثيرًا في الوقت الحالي بالشئون الخارجية وبالتالي ستقلل من ضغوطها على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أجل وقف حرب غزة وعقد صفقة هدنة مع حركة حماس تؤدي في النهاية للإفراج عن المحتجزين.
وأضافت الإذاعة البريطانية أن البعض الآخر يرى أن قرار بايدن بالانسحاب من السباق الرئاسي قد يعزز من موقفه في الواقع ويمنحه فرصة أكبر للضغط على نتنياهو دون الخوف من رد فعل الجمهوريين أو الديمقراطيين المتشددين.
وأشارت إلى أن "بايدن" الآن لن يأخذ في اعتباره رد فعل الناخبين، ما يجعله حرا أكثر مما كان عليه في التعامل مع نتنياهو وحرب غزة، لكن المخاوف تتركز في أن نتنياهو قد يستغل انشغال الإدارة الأمريكية بالاضطرابات الداخلية والتعنت أكثر في إطالة أمد الحرب.
وأضافت الإذاعة البريطانية أن نتنياهو يصر على أن الضغط العسكري يجب أن يستمر لأنه أضعف حماس بشكل كبير بعد سلسلة من الضربات ضد القيادة العسكرية، وفي تصريحاته قبل مغادرته إسرائيل، أشار إلى أن هذه ستكون لهجة لقائه الرئيس بايدن.
وتابعت أنه من المتوقع أن يحمل نتنياهو نفس الرسالة إلى الكونجرس، "ساعيًا إلى ترسيخ الدعم الحزبي الذي يعد مهمًا جدًا لإسرائيل"، ولكن الحقيقة هي أن سياسات نتنياهو أضعفت هذا الدعم من الحزبين، فبالرغم من التفاف الجمهوريون حوله، فإن انتقادات الديمقراطيين تتزايد.
وأضافت أن زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر تسبب في زلزال صغير في واشنطن مؤخرًا عندما وقف في المجلس وقال إن نتنياهو هو إحدى العقبات التي تقف في طريق السلام الدائم مع الفلسطينيين.
ويقول الخبراء إنه من غير المرجح أن يكون هناك تغيير في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل في ظل رئاسة كامالا هاريس المحتملة، ولكن قد يكون هناك تغيير في اللهجة، خصوصًا أن هاريس معروف عنها رفضها إطالة أمد الحرب.
وأكدت الإذاعة البريطانية أن هناك وجهة نظر واسعة النطاق مفادها أن نتنياهو يستغل الوقت، على أمل فوز ترامب الذي قد يخفف بعض الضغوط التي كان يواجهها من إدارة بايدن.
وكتب مايكل كوبلو من منتدى السياسة الإسرائيلي: "هناك تصور شبه عالمي بأن نتنياهو حريص على فوز ترامب، على افتراض أنه سيكون قادرا بعد ذلك على فعل ما يريد".