رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مروى على الدين: سعدت بصعودى لجائزة خيرى شلبى لأراهن قلمى على الفوز

مروى علي الدين
مروى علي الدين

كشفت الكاتبة مروى علي الدين، عن سعادتها البالغة بوصولها للقائمة القصيرة لـ جائزة خيري شلبي للعمل الروائي الأول بدورته الخامسة لعام 2024، بعد صعودها من قبل في دورة الجائزة الثالثة، التي حملت اسم الراحلة إيمان خيري شلبي بروايتها "أطفال الشاي" إلى عتبة القائمة القصيرة، مستطردة: اليوم سعدت بصعود رواية "أسماك الزينة" أراهن قلمي على الفوز، لأن كل عمل روائي وصل إلى هذا المستوى من السباق عمل مميز وممتع بالتأكيد، ليست روايتي أفضل أو أقل، أراهن بمدى التأثير، وإلى أي عمق وصلت فيما أريد.

وعما يمثل لها ذلك الوصول؛ قالت: هل تعرف الشعور بأن تصل ولا تصل؟ هذه هي الكتابة، وهذا ما أشعر به الآن، أنني في مكان ما، مكان مرتفع، لست أعرف بالتحديد أين هذا المكان، لكنني أعرف أن الأديب "خيري شلبي" المصري الخبير بالشخصية المصرية، صاحب العين التي تراقب وتحكي وتندهش وتسخر؛ كان هناك ذات يوم. يسمع أشياء لم يسمع بها غيره، أو كان هناك آخرون شاركوه السمع، لكن كيف سمعه وكيف رآه، ثم كيف أعاد سردالحكاية، هذا هو تحديدا منطق الكتابة.. كيف تكتب.. كيف تحكي. ولا زلت أتعلم مهما ذهبت إلى أماكن بعيدة، وهذا مبهج.

وأوضحت كواليس كتابتها الرواية، التي وصلت بها للقائمة القصيرة لـ جائزة خيري شلبي للعمل الروائي الأول، قائلة: انتظرت بداية غير اعتيادية؛ كي أستهل بها أحداث هذه الرواية، خاصة وأنني لا أعيد تشكيلها من جديد. فقد قمت بتدوينها مرةً أولى ذات ليلة طويلة في دفتر، وتركتها بشعور مطمئن في المكتبة، لست أدري إن كان فعلا مُتعمدًا مني بالإهمال، أو كانت إحدى محاولاتي لتسجيل واقعٍ كان حدوثه واردا، لكنه حتى الآن؛ واقع لم يعرف به أحد غيري!. صحوت على صوت استغاثتها يتكرر، روحها تتداعى. وتسقُط أمام عيناي من جديد. عاودتني تُطالب في إلحاح، بحياة أكبر من كونها مجرد "رواية" احتفظت بما فيها لنفسي، وطلبت مني النجاة من بين تخوم الكتب، كي أنقلها في ملف على "الكمبيوتر" الشخصي فلم أجدها.

وتابعت: طيلة أشهر عدة، أروح وأجيء أمام المكتبة، علّني أتذكر أين هذا الدفتر! وكأن أجنحة خفية حملته بعيدًا تاركة وراءها شعورًا ما بين الضياع والاغتراب، شعورًا بالفقد، ومن عاداتي ألا أُفرط، والحزن عندي ليس بيسير، الحزن عندي يبدأ كبيرًا. هذا ما جُبلت عليه، فأعدت كتابتها، ومنيّت نفسي ألا أهملها هذه المرة، لكن، يبدو أن الأجنحة لا تحمل الدفاتر، بل تسعى وراء الأفكار، تنتشلها، تخلعها، كي تزرعها بالأرض التي تستحق، كي ينال حصادها أُناس يستحقون، ونالت رواية كتلك احترامي. روايتي التي بحثت عن الخلاص!

فكتبت لمرة ثالثة حكاية "شادي" و"سمو". كتبت كل ما ألحَّ عليّ في خلقه وتكوينه، ولم أتوقع أن أتجاوز حدود العناء، وأُكابد ما كابدته وقت كتابتها أول مرة، وسحب الحكاية كلمة كلمة، من ذاكرتي المُحتقنة وعقلي التعب، لكن هذه البداية الجديدة ليست إلا تكرارًا لمأساة حُب. واحدة كتلك التي عاشها "روميو" و"جولييت"، تسابقا لأجل أن يُثبت الميت للحي أنه يُحبه، وكأن  الضرورة أن تُخلّد الملحمة بموت البطلين، كي يبقى الحب!

وعن بداية دخولها عالم الكتابة؛ أضافت المتأهلة لقائمة جائزة خيري شلبي: علاقتي بالكتابة قديمة، بدأت منذ أيام الدراسة للأدب الانجليزي بكلية الآداب، لكن أول كتاب مطبوع كان متوالية قصصية "نصف تفاحة، ثم" "حذاء يدوي الصنع" قصص قصيرة ونصوص" ثم متتالية اللون والظل "جاليريا"، وفي مجال الرواية كتبت رواية "أطفال الشاي" غير منشورة بعد" وبعدها "أسماك الزينة" ورواية ثالثة لن أتحدث عنها الآن حتى تكون مستعدة للخروج إلى الشمس.

واختتمت كلامها قائلة: الكاتب يرى أشياء لا يراها غيره، يسمع أصواتا لا تصل إلى غيره، وهذا إما يقوده إلى الخبل؛ أوالتساؤل. لهذا أكتب، ليس لأنني أعرف، بل لأمارس حقي الإنساني في التساؤل. كنت أقرأ وأكتب، وأفسر مناماتي وأكتب، وأسمع بكائيات النساء وأكتب. أتعلم الطهي وأكتب، ألاعب القطط وأكتب، كل هذا بعيدا عن الورق، حتى بدأت "أسماك الزينة" تتجسد منذ 2013، كتبت الحكاية ذات ليلة ولم أنم، ولم أتوقف حتى كتبت النهاية، ثم ضاع الدفتر.