رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لهجة أكثر صرامة تجاه إسرائيل.. توجهات السياسة الخارجية الأمريكية بعد انسحاب بايدن

كامالا هاريس
كامالا هاريس

أكدت وكالة "رويترز" أنه من المتوقع أن تلتزم كامالا هاريس بقواعد السياسة الخارجية التي يتبعها الرئيس الأمريكي جو بايدن في السياسة الخارجية خصوصًا فيما يتعلق بأوكرانيا والصين وإيران، ولكن في حرب غزة من المتوقع أن تتبع لهجة أكثر صرامة مع إسرائيل في حرب غزة.

لهجة أكثر حدة تجاه إسرائيل.. كيف سيكون شكل السياسة الأمريكية بعد بايدن؟

وتابعت الوكالة، أن هاريس تعد المرشحة الأوفر حظًا للترشح عن الحزب الديمقراطي بعد انسحاب بايدن، نظرًا لخبرتها الكبرى في العمل  السياسي، وعلاقاتها الوثيقة مع قادة العالم، وإحساسًا بالشئون العالمية اكتسبته خلال فترة عملها في منصب الرجل الثاني في قيادة بايدن.

وأضافت أن خوض الانتخابات ضد المرشح الجمهوري دونالد ترامب سيكون تحديا كبيرا لهاريس خصوصًا أن لديها نقاط ضعف كثيرة فيما يتعلق بالقضايا الخارجية، خصوصًا الوضع المضطرب على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك الذي أربك بايدن وأصبح قضية رئيسية في حملته الانتخابية، تم تكليف هاريس في بداية فترة ولايته بمعالجة الأسباب الجذرية لارتفاع معدلات الهجرة غير النظامية، وسعى الجمهوريون إلى جعلها وجه المشكلة.

وقال المحللون إنه فيما يتعلق بمجموعة من الأولويات العالمية، فإن رئاسة هاريس ستشبه إدارة بايدن الثانية.

وقال آرون ديفيد ميلر، المفاوض السابق في الشرق الأوسط للإدارات الديمقراطية والجمهورية: "قد تكون لاعبًا أكثر نشاطًا، لكن هناك شيئا واحدا لا ينبغي أن تتوقعه، وهو أي تحولات كبيرة فورية في جوهر سياسة بايدن الخارجية".

أشارت هاريس، على سبيل المثال، إلى أنها لن تحيد عن دعم بايدن القوي لحلف شمال الأطلسي "ناتو" وستواصل دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا، ويتناقض هذا بشكل حاد مع تعهد الرئيس السابق ترامب بإجراء تغيير جذري في علاقة الولايات المتحدة مع التحالف والشكوك التي أثارها بشأن إمدادات الأسلحة المستقبلية إلى كييف.

وأوضحت الوكالة الدولية أنه في النصف الثاني من رئاسة بايدن، ارتقت هاريس، أول نائبة رئيس أمريكية سمراء وآسيوية في البلاد، بمكانتها في قضايا تتراوح من الصين وروسيا إلى غزة وأصبحت شخصية معروفة لدى العديد من زعماء العالم.

وفيما يتعلق بالصين، وضعت هاريس نفسها منذ فترة طويلة ضمن التيار السائد بين الحزبين في واشنطن بشأن حاجة الولايات المتحدة لمواجهة نفوذ الصين، خاصة في آسيا، ويقول محللون إنها من المرجح أن تحافظ على موقف بايدن المتمثل في مواجهة بكين عند الضرورة بينما تسعى أيضًا إلى مجالات التعاون.

كما أرسل بايدن هاريس في رحلات لتعزيز التحالفات مع اليابان وكوريا الجنوبية، الحليفين الرئيسيين اللذين لديهما سبب للقلق بشأن التزام ترامب بأمنهما.

وقال موراي هيبرت، الباحث البارز في برنامج جنوب شرق آسيا في مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية: "لقد أظهرت للمنطقة أنها متحمسة لتعزيز تركيز بايدن على منطقة المحيطين الهندي والهادئ".

وأضاف أنها رغم أنها لم تكن قادرة على مضاهاة المهارات الدبلوماسية التي طورها بايدن على مدى عقود، إلا أنها "قامت بعمل جيد".

ومع ذلك، مثل رئيسها، كانت هاريس عرضة للزلات اللفظية في بعض الأحيان، وفي جولة في المنطقة المنزوعة السلاح بين كوريا الجنوبية والشمالية في سبتمبر 2022 لإعادة تأكيد دعم واشنطن لسيول، روجت بالخطأ لـ "التحالف الأمريكي مع جمهورية كوريا الشمالية"، وهو ما صححه مساعدوها لاحقًا.

وتابعت الوكالة، أنه على الرغم من أنها، بصفتها نائبة للرئيس، رددت في الغالب صدى بايدن في دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها إلا أنها تقدمت في بعض الأحيان قليلًا على الرئيس في انتقاد النهج العسكري الإسرائيلي، ففي مارس الماضي، انتقدت إسرائيل بشدة، قائلة إنها لا تفعل ما يكفي لتخفيف "الكارثة الإنسانية" خلال هجومها البري في القطاع الفلسطيني، وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، لم تستبعد "العواقب" على إسرائيل إذا شنت عملية واسعة النطاق على مدينة رفح المكتظة بالنازحين.

ويقول محللون إن مثل هذه اللغة أثارت احتمال أن تتخذ هاريس، كرئيسة، خطًا خطابيًا أقوى على الأقل مع إسرائيل من بايدن، خصوصًا وأن هاريس ليس لديها أي علاقات قوية مع القادة في إسرائيل على عكس بايدن الذي وصف نفسه بأنه صهيوني.

وأوضحت الوكالة، أن هاريس لديها علاقات أوثق مع التقدميين الديمقراطيين، الذين ضغط بعضهم على بايدن لوضع شروط على شحنات الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل بسبب القلق من ارتفاع عدد الضحايا المدنيين الفلسطينيين في صراع غزة.

لكن المحللين لا يتوقعون حدوث تحول كبير في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، أقرب حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط.