«عامل قلق».. فضفضة مع الناس حول دوامة الحياة
كعادته، نجح المخرج المسرحى إسلام إمام فى المزج بين الكوميديا والجدية فى مسرحيته الجديدة، التى تعرض على مسرح البالون، بعنوان «عامل قلق»، وأقبل الجمهور على حضورها بكثافة.
ورغم أن الأفكار التى يقدمها «إمام» تبدو سوداوية فى طورها الأول، فإنه استطاع تخفيف أثرها على الجمهور، وجعله يبتسم حتى وإن كان الموضوع هو الانتحار أو المشكلات الزوجية أو الأمراض النفسية.
«الدستور» التقت المخرج الكبير للحديث عن مسرحيته، وهى من إنتاج البيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية «الفرقة القومية للموسيقى الشعبية»، ومن بطولة النجم الفنان سامح حسين والفنانة سمر علام، تأليف محمد زناتى وأحمد الملوانى، ديكور حازم شبل، موسيقى يحيى نديم، استعراضات هانى حسن، إضاءة عز حلمى، والمخرج المنفذ كريم محروس، فكرة وإخراج إسلام إمام.
■ تتميز عروضك بأنها جماهيرية وتتضمن رسالة قوية فى آن واحد، فكيف تفعل ذلك؟
- فى جميع العروض التى قدمتها سواء على مسرح القطاع العام أو مسرح القطاع الخاص أو العروض التى قدمتها خارج مصر، يكون هدفى الرئيسى أن أحافظ على شيئين؛ الأول أن أقدم عرضًا جماهيريًا والثانى أن تكون له رسالة.
من الصعب، على سبيل المثال، تقديم الضحك على مدار فصلين دون طرح أفكار ورسائل هادفة، والشىء المهم فى أى عمل فنى أن يكون قويًا على مستوى الفكرة، ليعيش سنوات طويلة، وأن يناقش موضوعًا يهم الناس. أنا أعتمد أساسًا على ما يسمى بـ«كوميديا الموقف»، وهى كوميديا تعتمد على وجود موقف مهم مؤثر؛ إذن فالكوميديا التى أقدمها ترتبط بتقديم موضوع مهم أتحدث عنه حتى تكون هناك شخصيات مهمة؛ وبالتالى أستطيع أن أنسج بمساعدة الممثل أشياء مهمة من الشخصية وينسج الضحك من خلالها.
■ هل الضحك عنصر أساسى لجذب الجمهور؟
- من جهتى، أعتمد على أهمية الموضوع لجذب الجمهور، وأدمج الكوميديا والاستعراض فى جميع مسرحياتى، ولا بد أن أشير إلى أن أهمية الموضوع لا تقلل من الضحك، والعكس صحيح. على سبيل المثال، قدمت رواية فولتير، وهى كلاسيكية، وأضفت إليها الضحك والاستعراض.. أكثر المسارح جاذبية للجماهير، التى تكون أسعار تذاكرها عالية، هى التى يندمج فيها الضحك بالاستعراض.
المسرح الغنائى «الميوزيكال» يضم أغنيات واستعراضات وملابس، وجميعها عوامل جاذبة لا تقل أهمية عن الضحك، فالضحك لا يجذب وحده الجمهور، فالغناء والرقص والموسيقى والبهجة والصورة جميعها مع الضحك عناصر جاذبة للجمهور؛ وبالتالى أهتم بجميع العناصر التى ذكرتها، فجميعها عناصر لا يستطيع الفنان أن يغفلها إذا أراد أن يقدم عرضًا متكاملًا.
■ تناقش خلال عروضك مشكلات إنسانية، فى الماضى تناولت الانتحار، وهذا العام تتناول مشكلة القلق والمخاوف الإنسانية، ما الهدف الذى تسعى إليه؟
- بالفعل قدمت خلال العام الماضى عرض «جوّه الصندوق»، وهو يناقش مشكلة الانتحار، كما قدمت عرض «رجالة وستات»، الذى يناقش علاقة الرجل بالمرأة واحترام الآخر وكيف يتفهم كل من الرجل والمرأة بعضهما البعض، وقدمت مسرحيات أخرى تناقش العديد من المشكلات الاجتماعية.
وأرى أن الفنان لا بد أن يشتبك مع مشكلات مجتمعه، بالكوميديا أو التراجيديا أو بالاثنتين معًا، خاصة مع تعدد وتنوع المشكلات فى عصرنا الحالى.
وفى عرض «عامل قلق» تحدثت عن الدوامة التى يعيش فيها المواطن المصرى، التى لا تمكنه من تغيير وظيفته أو أى شىء آخر، وذلك بسبب القلق والخوف من ضيق المعيشة، فأصبح شخصًا خاضعًا وذليلًا و«خوافًا»، ويعانى من حالة هلع مما يراه من جرائم على السوشيال ميديا.
كما ناقشت مشكلات الثانوية العامة والأمهات مع الأبناء والأزواج والموروثات الخاطئة، لأن كل ذلك يزيد من القلق.
وأرى أن هناك ركيزة أساسية يجب أن ينطلق منها الفنان، وهى كلما استطاع التواصل مع الجمهور بشكل أفضل؛ أصبح موجودًا فنيًا بشكل جيد.
■ تعاونت مع النجم سامح حسين فى عدة أعمال.. ما سر نجاح هذا الثنائى؟
- منذ أكثر من عشرين عامًا قدمت مع الفنان سامح حسين العديد من الأعمال، وأحمد الله فكل ما قدمناه كان ناجحًا.. نفهم بعضنا البعض، وأراه فنانًا متميزًا ويحب أن يقدم مسرحًا يتضمن رسالة بجانب الضحك، وبالتالى يجمعنا هدف واحد، وبيننا تناغم كبير، ونختار الموضوعات ونفاضل فيما بينها.
سامح يفضل أن يكون له دور فى مسرح الدولة، وهو أمر قد لا يقبله البعض من الفنانين، وأشكر سامح حسين على موقفه هذا، خاصة والمردود المادى من مسرح الدولة ليس كبيرًا، لذا فوجوده كنجم فى مسرح الدولة أمر مهم وشىء يحترم.
ومنذ عام ٢٠٠٣ قدمنا العديد من الأعمال، منها مسرحيات قطاع خاص ومسرحيات مصورة ومسرحيات خارج مصر وفى مسرح الدولة.
■ ضم العرض بعض الرسائل المباشرة.. هل ترى هذه الآلية مناسبة لمخاطبة الجمهور؟
- فكرة العرض تدور حول اثنين صنعا تطبيقًا للفضفضة مع الناس وحل مشكلاتهم؛ إذن نحن أمام ما يشبه الطبيب النفسى.
هناك طبيب يستمع للمريض ويعطى المريض الدواء، ونوع آخر يستمع له ويبادله الحديث ويخرج للمريض جوانب مختلفة فى حياته تجعله يفكر بشكل مغاير. العرض يلعب على تيمة «المعالج النفسى»؛ وبالتالى سيكون هناك حديث به شكل من أشكال المباشرة، وهذا نابع من الفكرة.