فشل فى تحديد المواقع العسكرية للحوثيين.. كواليس القصف الإسرائيلى لأكبر موانئ اليمن
قصفت إسرائيل ميناء الحديدة في اليمن، الذي يعد من أكبر وأهم الموانئ في اليمن، ما يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد التي دمرتها الحرب الأهلية، واعتماد الجزء الأكبر من الشعب على المساعدات الأجنبية لدرء المجاعة، وجاءت الضربة بعد اعتراف إسرائيلي بأن المخابرات فشلت في تحديد المواقع العسكرية للحوثيين.
إسرائيل تفشل في صد هجمات الحوثيين على تل أبيب
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي فشل في صد الطائرة بدون الطيار اليمنية التي ضربت تل أبيب، كما كشف مسئول دفاعي إسرائيلي عن أن بلاده فشلت في تحديد المواقع العسكرية التابعة للحوثيين في اليمن.
وقال مسئول دفاعي إسرائيلي كبير إنه بعد أن بدأ الحوثيون في إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل، أدرك الجيش الإسرائيلي أنه يفتقر إلى قائمة فورية للأهداف في اليمن، مضيفًا أن مديرية المخابرات العسكرية الإسرائيلية شكلت فريقًا للبدء في بناء مجموعة من المواقع لضربها في حالة وصول اللحظة.
وأضافت أنه حتى يوم السبت، لم تكن إسرائيل قد شنت هجومًا شاملًا ضد الحوثيين في اليمن، الذين يبعدون أكثر من 1000 ميل، ويبدو أن غارة الطائرات بدون طيار في تل أبيب قد قلبت الموازين، وبحلول بعد ظهر يوم السبت، شوهدت طائرات مقاتلة إسرائيلية تحلق في وضح النهار باتجاه اليمن.
وأشارت إلى أنه حوالي الساعة 6 مساءً بالتوقيت المحلي، بدأ الهجوم الإسرائيلي على الميناء وأشعلت الغارة حريقًا هائلًا في جميع أنحاء منطقة الميناء، ربما بسبب حرق الوقود.
وقال منير أحمد، أحد سكان الحديدة، إنه سمع حوالي 12 انفجارًا في قذيفتين وتمكن من رؤية الدخان يتصاعد، على الرغم من أنه كان على بعد حوالي ميلين من موقع التفجير.
وتابع أحمد: "كانت الضربات مكثفة للغاية لدرجة أنها ذكّرتنا بالأيام الأولى للحرب".
وأضاف أحمد أنه بعد الهجمات، هرع سكان الحديدة إلى محطات الوقود، خوفًا من النقص، وتشكلت طوابير طويلة حول المدينة.
وأوضحت الصحيفة أن القادة الإسرائيليين سارعوا إلى الإشادة بالهجوم باعتباره خطوة نحو استعادة الردع، وقال يوآف جالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي، إن الحريق المشتعل في الحديدة "شوهد في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وأهميته واضحة".
وقال داني سيترينوفيتش، ضابط مخابرات إسرائيلي سابق وزميل باحث في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، إنه لم يكن أمام إسرائيل خيار سوى الانتقام، لكن الهجوم في اليمن من غير المرجح أن يضع حدًا للقتال، خصوصًا وأن إسرائيل ليست لديها معلومات كافية عن المواقع العسكرية في اليمن.
وأضاف أن السبيل الوحيد لمنع الحوثيين من مواصلة إطلاق النار على إسرائيل هو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لإنهاء الحرب في غزة، كما قال حزب الله، الجماعة اللبنانية القوية سياسيًا، إنه سيواصل القتال طالما استمرت الحملة الإسرائيلية ضد حماس في غزة.