"الوزراء" يعقد ندوة تثقيفية عن مستقبل النظام العالمى الجديد وتداعياته على الأمن القومى
عقدت رئاسة مجلس الوزراء، اليوم الأحد، ندوة تثقيفية بعنوان "مستقبل النظام العالمي الجديد.. وتداعياته على الأمن القومي المصري"، وذلك في ضوء الحِرص على تفعيل الدور التثقيفي للأمانة العامة لمجلس الوزراء، وصقل مهارات الموظفين ومعارفهم السياسية والاقتصادية، وتعزيز وعيهم بالمستجدات العالمية وآثارها على الداخل المحلي.
ويأتي ذلك في إطار تكليفات أمين عام مجلس الوزراء، أسامة سعد، بتوعية الموظفين ومشاركتهم الرؤى، وتعزيز النقاش فيما بينهم وبين الكوادر المُتخصصة في المجالات ذات الصلة.
واستعرضت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، خلال الندوة، التي تعقد على مدار يومي الأحد والإثنين، محددات النظام العالمي الجديد والتغيُّرات التي يشهدها، فضلًا عن التحديات القائمة بالدائرتين الإقليمية والعالمية ذات التأثير على الأمن القومي المصري بمختلف أبعاده.
حراك كبير فى النظام الدولى
وأوضحت أن العالم بات نظامًا مُتعدد الأقطاب في ظل وجود حراك كبير في النظام الدولي، منوهةً إلى العلاقة الوثيقة بين الخارج والداخل؛ بحيث تؤثر الأحداث والمستجدات الدولية أو الإقليمية على الداخل المحلي لمصر بدرجة كبيرة، ما يُشير إلى ضرورة فهم النظام العالمي وتغيُّراته.
ونوَّهت أستاذ العلوم السياسية في هذا الشأن إلى التغيُّرات المهمة التي شهدها الغرب في ظل الانتخابات الأوروبية الأخيرة، والأمريكية المنتظرة نهاية العام الجاري، ومآلات ذلك على مصر وتوجُّه سياستها الخارجية في الفترة القادمة.
وقالت إن ثمّة تحديات جسيمة تلقي بظلالها على مصر، لافتةً إلى مثلث أزمات "التضخم، والطاقة، والركود العالمي"، فضلًا عن الاضطرابات الإقليمية في غزة، والسودان، وليبيا، والتصعيد الإسرائيلي الإيراني.
وأكدت أنه رغم التحديات الكبيرة على الصعيدين الاقتصادي والجيوسياسي، وكذا الصعيد الأمني؛ فإن مصر ما زالت تمتلك فرصًا كبيرة نابعة من صعود دور قوى الجنوب بشكل عام في سياق سياسة الاستقطاب المرِن للقوى الكبرى.
وأضافت أن الفرص النابعة من انضمام مصر كشريك حوار إلى منظمة "شنغهاي"، وكذلك انضمامها إلى تجمُّع "بريكس"- في ظل نظام اقتصادي عالمي جديد- والذي يتيح لها إمكانية زيادة التصدير عبر ربطها بالمشروعات العالمية والتجمعات الاقتصادية التي تقودها دول المجموعة، فضلًا عن جذب الاستثمارات الأجنبية.
ولفت إلى أن عضوية مصر في "بريكس" تفتح لها فرصًا أكبر لزيادة تدفقات السياحة، والحصول على تمويلات ميسرة لمشروعاتها، والتأثير الإيجابي بشكل عام في النظام الاقتصادي العالمي الجديد، لا سيّما في ظل الإمكانات التكنولوجية الهائلة التي تمتلكها دول المجموعة، وكذا مكانة مصر ومقوماتها.
وأكدت أستاذ العلوم السياسية، في الإطار ذاته، أن النظام الاقتصادي العالمي أضحى بالفعل نظام تكتلات، وهو ما يأتي في صالح مصر بعد انضمامها لـ"بريكس".
وأتاحت الدكتورة نورهان الشيخ الفرصة للنقاش الثري بين الحضور من الموظفين؛ لطرح الأسئلة والاستفسارات وتبادُل الأفكار بشأن الوضع الراهن والمستقبلي لمصر في ظل التغيرات العالمية الماثلة.