أمين سر الفاتيكان يختتم زيارته الرعوية للحج المسيحي في أوكرانيا
ترأس أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، كموفد خاص لقداسة البابا فرنسيس، صباح اليوم الأحد، القداس الختامي لحج مسيحيي كنيسة الكاثوليك اللاتين في أوكرانيا إلى مزار برديتشيف المريمي.
وفي بداية عظته أعرب أمين السر عن سعادته لوجوده هنا موفدا من البابا فرنسيس الذي أراد أن يرسلني إلى هنا كي أؤكد لكم أنه يحمل في قلبه بلدكم الحبيب ويقاسمكم الألم، ولكي أنقل لكم قربه الخاص وأحمل إليكم عناقه الأبوي المحب وبركته.
كلمة عن مزار زارفانيتسيا
تحدث أمين السر خلال كلمته عن هذا المزار المريمي والذي أصبح، حسبما قال الكاردينال، إلى جانب مزار زارفانيتسيا الهام جدا بالنسبة لكنيسة الروم الكاثوليك، واحدا من المراكز الروحية للجماعة الكاثوليكية في أوكرانيا والذي ترتفع فيه إلى الله لا فقط صلاتنا وشكرنا عمّا نلنا من نِعم، بل في المقام الأول تضرعنا من أجل ما قد يبدو لكثيرين مستحيلا، من أجل معجزة، معجزة السلام المنشود.
وواصل الكاردينال بارولين مشيرا إلى أن هذا المكان كان بالفعل شاهدا لمعجزات عديدة، وعاد نيافته إلى تأسيس هذا المزار سنة 1627على يد حاكم كييف وجيتومير والذي كان أسيرا خلال القتال مع التتار ووعد في حال تحرره من الأسر أن يفعل شيئا ليكرِّم الله والعذراء.
التأكيد على الإيمان بأن ما هو مستحيل بالنسبة للإنسان هو ممكن بالنسبة لله
وقال أمين السر مواصلا عظته إنه يتذكر هذا التاريخ ليؤكد الإيمان بأن ما هو مستحيل بالنسبة للإنسان هو ممكن بالنسبة لله، وهو ما نجده يتكرر في الكتاب المقدس. وذكَّر على سبيل المثال بكلمات رئيس الملائكة جبرائيل إلى مريم: ما من شيء يُعجز الله. ومن هذا اليقين فلنَعُد إلى كلام الله الذي استمعنا إليه في قراءة اليوم.
وتابع قائلا:"اليوم الكنيسة في أوكرانيا أيضا مدعوة إلى القيام برسالة نبوية، تابع الكاردينال بارولين، ألا وهي الدعوة إلى صلاة لا تتوقف كي يجعل الله ترتد قلوب مَن ابتعدوا عن دربه وأصبحوا عبيدا لعنجهيتهم ليزرعوا العنف والموت ويدهسوا في الآخرين كرامتهم كأبناء الله، وواصل أمين السر مشددا على ضرورة عدم فقدان الثقة والرجاء في الله، خاصة اليوم حين يبدو أن الغلبة هي للشر وحين تضع أهوال الحرب والألم والدمار الإيمان بصلاح الله في أزمة.
وفي حديثه عما تعيش أوكرانيا من أوضاع وآلام، أراد أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان التشديد على أنه ورغم صعوبة أن نلمح في الأفق نور السلام فإن قيامة المسيح، التي هي انتصار الحياة، تقوي إيماننا ورجاءنا، وتكشف لنا أن الموت لن تكون له الكلمة الأخيرة، فقيامة المسيح تؤكد لنا أن ما يبدو مستحيلا للإنسان هو ممكن لله.
مريم على الجلجلة أسفل الصليب قد وسَّعت أمومتها لتشمل البشر جميعا
هذا وأراد الكاردينال بارولين التذكير بما وصفه بفعل المحبة العظيم الذي قام به يسوع حين أوكل إلى مريم، أمه، تلميذه الحبيب، وقال إن اسم هذا التلميذ غير مذكور في النص، مضيفا أنه بإمكان كلٍّ منا أن يجد نفسه في هذا التلميذ. فمن الجميل والمعزي إدراك أن الرب، وفي شخص تلميذه يوكل كلًّا منا إلى عناية أمه الحنونة، فمريم على الجلجلة، أسفل الصليب، قد وسَّعت أمومتها لتشمل البشر جميعا.
وفي ختام عظته مختتما الحج إلى مزار برديتشيف المريمي رفع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين الصلاة طالبا بشفاعة مريم العذراء السلام في أوكرانيا. طلب الكاردينال في صلاته شفاعة أم الله كي يكون لأطفال وشباب هذا البلد مستقبل تطبعه السكينة، وأن تكون العائلات بؤرات محبة، أن يتلقى المسنون والمرضى المتألمون العزاء، أن يعود مَن يدافعون عن بلدهم والأسرى إلى أحبائهم.