رغم اكتشافها.. لماذا لم تهاجم القوات الجوية الإسرائيلية مُسيرة الحوثيين؟
رغم اعتراضهم قرابة 200 قذيفة من اليمن منذ بدء الحرب في غزة، فإن القوات الجوية الإسرائيلية فشلت فجر الجمعة في اعتراض المسيرة التي أطلقتها جماعة الحوثيين على تل أبيب وأسفرت عن مقتل إسرائيلي واحد وإصابة 10 آخرين، تشير التحقيقات إلى أنه على الرغم من اكتشاف الطائرة دون طيار، إلا أنها لم تُصنف على أنها تهديد، ولم يتم إطلاق أي إنذار ولم يتم إجراء أي محاولة لاعتراضها، وهو ما فتح بابا لتساؤلات عدة حول أسباب عدم اعتراض المُسيرة.
الهجوم على تل أبيب
سمع دوي انفجار كبير، فجر اليوم الجمعة الماضي، في شارع بن يهودا في تل أبيب، نتيجة هجوم بطائرة مسيرة، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة نحو عشرة آخرين.
فيما يواصل الجيش الإسرائيلي التحقيق في الحادث غير العادي الذي وقع في ساعة مبكرة من صباح الجمعة عندما عبرت طائرة دون طيار أطلقها الحوثيون في اليمن إلى الأراضي الإسرائيلية وتحطمت في تل أبيب وتسببت في مقتل إسرائيلي كان نائمًا في منزله.
وقال رئيس بلدية تل أبيب رون هولداي، في تغريدة على تويتر، صباح السبت: "بلدية تل أبيب يافا تنتقل إلى حالة تأهب قصوى في ضوء حادثة الطائرة دون طيار الخطيرة الليلة، الحرب ما زالت مستمرة وهي صعبة ومؤلمة". وأمس السبت، شنت القوات الجوية الإسرائيلية غارات جوية استهدفت منشآت لتكرير النفط في محافظة الحديدة غربي اليمن، كرد على هجوم تل أبيب.
لماذا لم يتم تحديدها كهدف مُعاد؟
لا يزال الجيش الإسرائيلي يحقق في سبب عدم تحديدها كهدف معاد وبالتالي عدم اعتراضها من قبل سلاح الجو، على الرغم من أنه تم اكتشافها بالرادار قبل حوالي سبع دقائق من الاصطدام المميت، فيما أفادت التقديرات بأن فشل التصدي للمُسيرة بسبب “خطأ بشري”، حسب صحيفة "جيروزاليم بوست".
ولا تزال القوات الجوية الإسرائيلية تحاول معرفة المسار المفترض للطائرة دون طيار، وحسب التقديرات الأولية، فإنها انطلقت من اليمن وحلقت لمسافة ألفي كيلومتر عبر مصر حتى شواطئ البحر الأبيض المتوسط، وعلى الأرجح في منطقة العريش، ومن هناك واصلت الطائرة دون طيار رحلتها شمالا حتى تحطمت في منطقة سكنية في شارع بن يهودا في تل أبيب.
وذكرت تقارير أن الولايات المتحدة اعترضت صاروخا بالستيا وثلاثة صواريخ أطلقها الحوثيون على إسرائيل خلال الليل، لكن الصاروخ الرابع نجح في ضرب تل أبيب.
لماذا يعتبر الهجوم خطيرًا؟
الهجوم بالمسيرة على تل أبيب يعد حلقة في سلسلة حرب الاستنزاف التي يقودها محور إيران ضد إسرائيليين وهو المحور الذي يشمل الميليشيات الشيعية في العراق وسوريا، والحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان. وهم يهدفون إلى تآكل قوة الجيش الإسرائيلي واستنزافه من خلال هجمات الطائرات دون طيار والقصف الصاروخي، ويعتبر أي ضرر يلحق بالجبهة الداخلية الإسرائيلية انتصارا لهم.
الحرب الطويلة التي تخوضها إسرائيل في غزة، والتي تتزامن مع حرب الاستنزاف التي يقودها محور إيران، تظهر بشكل واضح أن إسرائيل تواجه تحديًا فيما يتعلق بهجمات الطائرات دون طيار من مختلف الأنواع. إن التهديد الناشئ المتمثل في أسراب الطائرات دون طيار القادرة على شن هجمات جماعية على مناطق واسعة يشكل تحديًا هائلًا للجيوش الغربية الحديثة.
200 صاروخ من الحوثيين
منذ بداية الحرب، نجحت منظومات الدفاع الجوي وطائرات القوات الجوية في إحباط آلاف عمليات إطلاق الصواريخ من كل جبهات القتال.
وحسب بيانات الجيش الإسرائيلي، تم إطلاق 200 طائرة دون طيار وصواريخ كروز من اليمن فقط، وكانت في طريقها لضرب أهداف في إسرائيل. وباستثناء الطائرة دون طيار التي ضربت تل أبيب يوم الجمعة، تم اعتراض جميع عمليات الإطلاق.