رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف سيواجه العالم كارثة جديدة مثل أزمة نظام ويندوز؟

مايكروسوفت
مايكروسوفت

كشف الانقطاع الكبير لتكنولوجيا المعلومات على مستوى العالم، الذي نتج عن تحديث أمني أجرته شركة الأمن السيبراني الأمريكية "كراود سترايك" والذي أثر على  نظام التشغيل ويندوز من مايكروسوفت، عن الجانب الآخر الذي غالبًا ما يتم تجاهله من الأمن السيبراني، الذي ينظر إليه على أنه عدسة الدفاع ضد الهجمات الضارة.

وأدى تحديث البرامج الفاشل الذي أجرته "كراود ستريك" الجمعة، إلى تعطيل الملايين من أجهزة الكمبيوتر والخوادم التي تعمل بنظام ويندوز حول العالم، ما أدى إلى حدوث فوضى عالمية في مختلف القطاعات، بدءًا من الرحلات الجوية وسوق الأوراق المالية والعمليات المصرفية، حتى الإعلام وقنوات البث التليفزيونية، والاتصالات السلكية واللا سلكية، إذ لم يتمكن آلاف المستخدمين من تسجيل الدخول إلى أنظمتهم، بسبب تعطل أجهزتهم بعد تشغيلها.

وكتب إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا على منصة "إكس": إنه "أكبر فشل في مجال تكنولوجيا المعلومات على الإطلاق".

وحسب شركة "أي إم دي" الأمريكية المتخصصة في صناعة المعالجات، في تقرير لها، كان انقطاع خدمة مايكروسوفت، بمثابة تذكير صارخ بالعواقب المترتبة على تعرض توفر نظام ويندوز للخطر، والاعتماد على الأنظمة السحابية المتكاملة، وضرورة وجود خطط قوية للاستجابة للحوادث. إذًا كيف سيواجه العالم منع كارثة جديدة مثل أزمة نظام ويندوز؟

إعادة تقييم استراتيجيات الأمن السيبرانى

قالت أويكو إيشيك أستاذة الاستراتيجية الرقمية والأمن السيبراني في "أي إم دي": "ينبغي أن يدفع هذا الحادث المؤسسات إلى إعادة تقييم استراتيجيات الأمن السيبراني الخاصة بها، مما يضمن عدم تركيزها فقط على الدفاع ضد الهجمات من الدول المارقة أو الباحثين عن الإثارة - ولكن أيضًا على استعداد للحفاظ على توافر النظام قبل وقوع الحادث وأثناءه وبعده".

وأضافت: "انقطاع خدمة مايكروسوفت كان بمثابة دعوة للاستيقاظ لصناعة الإنترنت والتكنولوجيا على نطاق أوسع، وتذكير مهم بأن الأمن السيبراني لا يتعلق فقط بالدفاع ضد الهجمات الضارة ولكن أيضًا بضمان توفر النظام".

وأشارت إلى أن استراتيجية الأمن السيبراني القوية تعتمد على ثلاث ركائز أساسية: السرية والنزاهة وتوافر الأنظمة، وأن انقطاع خدمة مايكروسوفت سلط الضوء على الأهمية الحاسمة للركيزة الأخيرة التي غالبًا ما يتم إهمالها، لا سيما في ظل الاعتماد على موفري الخدمات السحابية اليوم، حيث يعد التوفر مسئولية مشتركة، ويصبح وجود خطة بديلة وحتى خطة ج أكثر أهمية من أي وقت مضى.