الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى القدّيس المجيد النبي إيليّا التشبيّ
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيس المجيد النبي إيليّا التشبيّ، وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها:
"ها أنا أقف في وحدتي... أفتح شفتيّ نحوك، يا ربّ، وأبحث عن النَفَس. وأحيانًا يا ربّي تضع شيئًا في فم قلبي، ولكنّك لا تسمح لي بمعرفة ماهيّته. طبعًا، أتذوّق طعمًا عذبًا، عَطِرًا ومريحًا، لدرجة أتوقّف فيها عن البحث عن أيّ أمرٍ آخر؛ وحين يحصل هذا، فإنّك لا تسمح لي بمعرفة ماذا أتذوّق... ولكن حين أتذّوق هذا الطعم، أريد أن أحتفظ به وأن أجتره، أن أتذوّقه، ولكنّ الطعم يزول سريعًا.
سَمَحَت لي الخبرة بإدراك ما تقوله عن الرُّوح في الإنجيل: "لا تَدْري مِن أَينَ يَأتي وإِلى أَينَ يَذهَب". في الواقع، كلّ ما عملتُ على تخزينه في ذاكرتي، حتّى أتمكّن من العودة إليه وإرضاخه لإرادتي، أجده الآن زائلاً ولا طعم له. أسمع هذه الكلمات "الروح يهبّ حيث يشاء"، وأكتشف أن الرّوح يهبّ فيّ متى يشاء هو لا متى أشاء أنا...
"إلَيكَ رَفَعتُ عَينَيَّ يا ساكِنَ السَّموات" .. كم تراك ستنتظر بعد؟ "إِلامَ أُودِعُ نَفْسي الهُموم ولَيلَ نهارَ قَلبِيَ الغُموم؟ إِلامَ علَيَّ يَتَغلَبُ عَدُوَي؟" . أتوسّل إليك يا ربّي أن تخبئني في أسرار وجهك، بعيدًا عن مكائد البشر، احمني، فإنّك "في سِتْرِ وَجهِكَ تَسترهم مِنَ الناسِ ودَسائِسِهم وفي خَيمَةٍ تَصوُنهم مِن مُخاصَمةِ الأَلسِنَة".
يمكننا إذاً أن نتعلّم من القدّيس يعقوب عدّة أمور: السّرعة في تلبية نداء الربّ حتّى عندما يطلب منّا أن نترك "سفينة" أمننا البشري، الحماسة في اتّباعه على الطرقات التي يدّلنا عليها متخطّين انطباعاتنا الوهميّة، الاستعداد للشهادة له بشجاعة، حتّى التضحية بالحياة عند الحاجة. هكذا ظهر لنا يعقوب الكبير كمثال حيّ عن الانتماء غير المحدود للمسيح. هو الذي طلب في البداية، من خلال والدته، أن يجلس إلى جانب المعلّم في ملكوته، كان هو بالتحديد أوّل مَن شرب كأس الآلام، ومَن تشارك الشّهادة مع الرّسل.