رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى البارّة مكرينا

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى  البارّة مكرينا وهي أخت القدّيس باسيليوس الكبير. ترّملت حديثة السن. وعكفت مع والدتها اميليا على الحياة في الله وتربية اخوتها الصغار العشرة. انتقلت إلى الله في كانون الأول من سنة 379، وهي تتحدّث مع أخيها القدّيس غريغوريوس اسقف نيصص عن النفس وخلودها.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: نُصلّي في هيكل الله عندما نُصلّي في سلام الكنيسة، وفي وحدة جسد المسيح، لأن جسد المسيح يتألّف من جماعة كبيرة من المؤمنين الموزّعين في أرجاء المسكونة... ففي هذا الهيكل تٌجدر الصلاة للاستماع إليه، "بِالرُّوحِ والحَقّ" وليس في هيكل أورشليم الزمني، فما هذا الهيكل "إِلاَّ ظِلُّ الأُمورِ المُستَقبَلة"  ولهذا السبب دُمِّر... ولا يمكن لهذا الهيكل الذي سقط أن يكون بيت الصلاة الذي قيل فيه، “بيتي بَيتَ صَلاةٍ يُدعى لِجَميعِ الأُمَم”.

وهل حقًا أن أولئك الذين أرادوا أن يجعلوا من بَيت الصَلاة "مَغارَةَ لُصوص" سبّبوا سقوطه؟ كذلك، فإنّ أولئك الذين يعيشون ضمن الكنيسة حياةً مضطرّبة أو يسعون إلى جعل بيت الله مغارة لصوص على قدر ما في وسعهم، لن يقووا هم أيضًا على إسقاط هذا الهيكل. وسيأتي زمنٌ يُطردون فيه بواسطة سوط خطاياهم. وجماعة المؤمنين هذه ألا وهي هيكل الرب وجسد الرّب يسوع المسيح، لها صوتٌ واحد وتغنّي كإنسانٍ واحد... ولو أردنا، يكون هذا الصوت صوتنا؛ ولو أردنا، فإننا نُغنّي أيضًا في قلبنا حين نسمع هذا الصوت يُغني.

يمكننا إذاً أن نتعلّم من القدّيس يعقوب عدّة أمور: السّرعة في تلبية نداء الربّ حتّى عندما يطلب منّا أن نترك "سفينة" أمننا البشري، الحماسة في اتّباعه على الطرقات التي يدّلنا عليها متخطّين انطباعاتنا الوهميّة، الاستعداد للشهادة له بشجاعة، حتّى التضحية بالحياة عند الحاجة. هكذا ظهر لنا يعقوب الكبير كمثال حيّ عن الانتماء غير المحدود للمسيح. هو الذي طلب في البداية، من خلال والدته، أن يجلس إلى جانب المعلّم في ملكوته، كان هو بالتحديد أوّل مَن شرب كأس الآلام، ومَن تشارك الشّهادة مع الرّسل.