رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفقر الغذائي يجتاح القطاع ويهدد أرواح أطفاله.. حكايات من دفتر أحوال «الجوع» بغزة

غزة
غزة

على مواقع التواصل الاجتماعي بالتأكيد صادفك، مقطع فيديو أو صورلأطفال من قطاع غزة يصرخون، نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل منذ 9 أشهر، أوبسبب الجوع وعدم كفاية المساعدات لتعنت الكيان فى منع دخولها للقطاع.

أغلب أطفال غزة في الوقت الحالي يعانون من انعدام الأمن الغذائي وفقر الدم وشتى الأمراض المتعلقة بنقص الطعام الصحي السليم في ذلك السن الصغير، بسبب حالة الحصار التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين والنازحين في مراكز الإيواء حتى أصبحت فلسطين بأكملها محاصرة.

 

90% من الأطفال يعانون فقرًا غذائيًا

واتساقًا مع ذلك، قالت مسؤولة الإعلام في الهلال الأحمر الفلسطيني نيبال فرسخ، إن 90% من الأطفال في غزة يعانون فقرًا غذائيًا، وأكثر من خمس السكان يعانون انعدام الأمن الغذائي.

وشددت فرسخ في تصريح تلفزيوني، على أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف المدنيين العزل بشكل متكرر في مناطق غزة كافة ولا أماكن آمنة في القطاع، موضحة أن الاحتلال استهدف المستشفيات بما فيها من نازحين وجرحى، علاوة على عشرات المدارس التابعة للأونروا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة.

وأشارت إلى أن أعداد الشهداء تجاوز أكثر من 38 ألفًا، بينهم 70% من النساء والأطفال، بالإضافة إلى 88 ألف جريح؛ ما يلقي بمزيد من الأعباء على المستشفيات القليلة المتبقية التي لا زالت تعمل؛ لاسيما وأن جميعها تعاني من شح في الخدمات.

 

«الدستور» تحدثت مع عدد من أهالي القطاع وخبراء لمعرفة الوضع الغذائي في ظل الحصار الإسرائيلي 

 

رائد النمس: «الأسر تظل بلا طعام أياما»

رائد النمس، مسؤول الهلال الأحمر الفلسطيني، يوضح أن إسرائيل تتعنت في إدخال المساعدات الإنسانية وتحديدًا الغذائية، مما جعل هناك أزمة ضخمة في توفير الطعام للأهالي أو كفايته.

وقال لـ«الدستور»: «الاحتلال يدخل كميات قليلة من المساعدات بعد معاناة طويلة، وبالتأكيد لا تستوعب حجم الكارثة الغذائية الموجودة في القطاع، ولا تتناسب مع الاحتياجات الحالية للأهالي في ظل الحرب التي اقتربت من عام».

يضيف: «عدد شاحنات الغذاء التي كانت تدخل القطاع قبل الحرب كانت أكثر من الآن، إذ أن الشاحنات تأخذ وقت طويل في المعابر بحجة التفتيش الجيد من قبل الاحتلال وهو تعنت لفرض مزيد من الحصار على الأهالي».

يؤدي ذلك الأمر وفق النمس إلى عدم وجود عدالة في توزيع المساعدات فالبعض لا يمكنه من الحصول على الغذاء بشكل كامل، وتظل الأسر بالأيام بدون قطعة خبز أو مياه نظيفة أو أدوية. 

 

وفق الصفحة الرسمية لمنظمة الأونروا فأن المساعدات الإنسانية لها آلية للدخول إلى قطاع غزة، تبدأ من وصول المساعدات إلى معبر رفح البري، ثم معبر العوجة الحدودي ثم يتم تفتيشها من الجانب الإسرائيلي ويتسلمها الهلال الأحمر الفلسطيني، وآخر محطة تصل المساعدات إليها هي مخازن (الأونروا) في قطاع غزة من أجل توزيعها.

 

إيمان: «أطفالنا مصابون بالأنيميا»

ذلك ما يحدث مع إيمان إسماعيل، فلسطينية من مخيم النصيرات، والتي أعتادت على تناول وجبة واحدة  كل ثلاثة أيام، من أجل توفير الطعام لأبنائها الثلاثة، لا سيما أن زوجها استشهد في الأيام الأولى للحرب.

تقول: «أصبح جلب الطعام للصغار مهمتي أنا فقط، في وقت المساعدات الإسرائيلية التي تدخل إلى القطاع لا تكفي ولا يتم توزيعها بعدالة فكلما ذهبت للحصول على طعام أجده نفد ولا أحصل سوى على كميات قليلة».

تضيف: «أغلب الأطفال مصابون بالفقر الغذائي والأنيميا، ولا يستطيع الأطباء تقديم العلاج لهم لعدم توافره، ولأن المستشفيات مكتظة بالجرحى والمصابين والمستلزمات الطبية لا تكفي أحد».