"الخيام تغلي".. أهالي غزة يعانون من ارتفاع درجات الحرارة: نسقط مغشيا علينا
يعاني العالم بأكمله من تغيرات مناخية شديدة، ودرجات حرارة مرتفعة بشكل غير مسبوق، بينما الأمر في قطاع غزة وتحديدًا المخيمات أعنف وأشد قسوة، بسبب حالة الحرب الدائرة لأكثر من 9 أشهر مضوا وما تزال.
إذ أن النازحين داخل المخيمات يعانون من ارتفاع شديد في درجات الحرارة، في وقت لا تتوافر فيه المياه الصالحة للشرب أو الاستحمام، ولا تتوافر أي مكيفات أو مرواح تلطف من درجات الحرارة حولهم.
الصحة العالمية تحذر من درجات الحرارة في الخيام
واتساقًا مع ذلك، سبق وحذرت منظمة الصحة العالمية، من أن درجات الحرارة المرتفعة في غزة قد تؤدي إلى تفاقم المشاكل الصحية التي يواجهها الفلسطينيون الذين نزحوا بسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع.
كما حذّر برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة من أن أزمة صحية عامة هائلة تلوح في الأفق في غزة، بسبب نقص المياه النظيفة والغذاء والإمدادات الطبية، في وقت ترتفع فيه درجات الحرارة داخل الخيم.
وقال ريتشارد بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة والضفة الغربية: "شهدنا نزوحًا هائلًا خلال الأسابيع والأشهر الماضية، ونعلم أن هذا المزيج من الظروف مع الحرارة يمكن أن يسبب زيادة في الأمراض".
"الدستور" تحدثت مع عدد من النازحين داخل الخيم حول ما هية الوضع المعيشي داخل الخيم في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
ولاء: "نسقط مغشيًا علينا من الشمس"
ولاء عبدالله، فلسطينية، تسكن في مخيم النصيرات، توضح أن درجة الحرارة في الخيم لا تطاق، فلا يوجد أماكن ظل على المخيم بأكمله لدرجة أن البعض يتعرض للإغماء وضربات الشمس خلال النهار.
تقول: "داخل الخيم لا يوجد تكييف أو ظل ولا حمامات أو مياه نظيفة، حتى الأكل والشراب لم يعد موجودًا، فالحياة أصبحت منعدمة داخل الخيم نتنفس الهواء الساخن حتى المراوح ليست متوفرة".
تضيف: "في ساعات النهار يتعرض كثيرون للإغماء أو الدوخة وغيرها من أعراض التعرض المباشر للشمس في ظل عدم وجود أي حماية منها، فالحرارة التي يعاني منها العالم كله ويشتكي لا تضاهي شيء من درجة حرارة الخيام وسخونتها".
وتستطرد: "وفي نفس الوقت المياه ليست متوفرة للشرب وتخفيض درجة حرارة الأجسام، فكل ما هو متوفر مواسير الصرف الصحي التي قصفها الاحتلال وملأت المخيمات بشكل غير آدمي".
وفق وكالة الأمم المتّحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فإن مليونًا و900 ألف من سكان قطاع غزة نزحوا من منازلهم منذ 7 أكتوبر الماضي، في وقت يعاني فيه جميع سكان القطاع من انعدام الأمن الغذائي، وأن مئات الآلاف منهم باتوا بلا مأوى.
إيمان: "المخيمات تغلي من الحرارة"
نفس المعاناة تعيشها إيمان، من مخيم النصيرات، تصف درجة الحرارة في الخيام أنها تصل إلى مرحلة الغليان، دون وجود أي مبردات سواء للمياه أو حرارة الجو في ظل تغيرات عنيفة لا تفرق بين أهالي غزة ومن سواهم.
تقول: "لا أحد يتخيل حجم المعاناة التي نعيشها داخل الخيم ودرجات الحرارة المرتفعة، الخيم في الشتاء كانت مثل الثلج وفي الصيف لهيب لا يحتمل، والأطفال طوال اليوم في صراخ مستمر من شدة الحرارة".
تضيف: "كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة لا يتحملون درجات الحرارة تلك، لا سيما أصحاب أمراض القلب فمع ارتفاع درجات الحرارة يزداد المرض مع نقص المثبطات والأدوية اللازمة لهم فالحرارة تؤثر على كل شيء".