رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

علي هامش المعرض العام

مراحل البناء الوجدانى والمعرفى للمَثَّال طارق الكومى بقصر الفنون

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

على هامش فعاليات الدورة الرابعة والأربعين لـلمعرض العام، وبحضور وزير الثقافة دكتور أحمد فؤاد هنو، شهد قصر الفنون بساحة دار الأوبرا المصرية بأرض الجزيرة، لقاء مفتوحًا مع الفنان المَثَّال طارق الكومي.

 

طارق الكومي.. حارس المعبد

ضمن سلسلة اللقاءات التي ينظمها قطاع الفنون التشكيلية مع عدد من أبرز العلامات الفنية التي أثرت في المشهد التشكيلي المصري المعاصر، علي هامش الدورة الرابعة والأربعين للمعرض العام، شهد قصر الفنون اللقاء الرابع من البرنامج الثقافي للمعرض مع الفنان طارق الكومي.

 

وبحضور لافت ومتنوع من الفنانين والمثقفين في مجالات الفن التشكيلي والسينما والدراما والمسرح والديكور، جاء لقاء الفنان التشكيلي المَثَّال طارق الكومي الذي استعرض مراحل تطور مشروعه الفني وفلسفته الخاصة في فن النحت المعاصر من مقام الأجداد ومفاهيم المصري القديم من حيث بناء الكتلة ورقي المشاعر الباطنة في جوف تماثيله.

 

عرض الكومي مراحل البناء الوجداني والمعرفي منذ مراحل الدراسة المبكرة، حيث الاهتمام بحصص التربية الفنية في مسقط رأسه بمحافظة المنوفية. وذكريات كلية الفنون الجميلة وزملاؤه وأساتذته وعلى رأسهم النحات العملاق عبدالهادي الوشاحي.

وانتقل الكومي إلى مراحل البدايات والتعبير الفني من خلال الخامات المتنوعة من الحجر الجيري، ثم قفز سريعًا نحو بورتريهات أصدقائه ومنها إلى حالات مختلفة ومعالجات متنوعة للسيدة أم كلثوم، ما بين التماثيل النصفية والصرحية وبورتريهات سعد زغلول والنحاس باشا.

وبرغم تعدد التناول للسيدة أم كلثوم إلا أن الكومي برع في أن يعبر في كل مرة عن جانب مختلف من جوانب شخصية ومقام كوكب الشرق.

ثم جاءت مراحل النضج الفني والإعلان عن المشروع الفني الخاص بأسلوب الفنان طارق الكومي، وعرض عدد كبير من التماثيل البديعة من خامات البوليستر والبرونز والحجر لمجموعة المرأة والرجل.. والتي اتسمت بالاختزال والرومانسية برز فيها نبل العلاقة بين الرجل والمرأة.

ثم جاءت مجموعة من التماثيل التعبيرية للمرأة والحصان ورؤية خاصة حافظ فيها الكومي بجدارة وإتقان عن جمال المرأة وحضور الحصان العربي في تعبير أشبه بحصان طروادة. الغريب أن الفنان لم يستسلم لجماليات التشريح العضلي للحصان بقدر ما اتحد مع اختزال الكتل بين المرأة والحصان لمرحلة أقرب لجماليات البناء المعماري.

وكشف طارق الكومي الكومي عن اهتمامه وعشقه الضمني والوجداني للعلاقة بين الجسم البشري للرجل والأسرة وتأثير عمارة البيوت الطينية بالريف المصري.

يتناغم مشروع الكومي النحتي بين مفاهيم وأدبيات النحت عند المصري القديم والذي يحترم الخامة ونوعها ويقدس الاختزال والبعد عن المحسنات البديعة والإبهار مقابل الحكمة والنور الداخلي للكتلة والبناء والخطوط.

ومن أهم محطات طارق الكومي التي تناولها في سرده لمشواره ومشروعه الإبداعي مرحلة تماثيل النحاس الأحمر والأصفر والتي قدمها لمرة واحدة في قاعة الفن بالزمالك.

والتي تميزت بأفكار وحلول مختلفة وغير معتادة عن أسلوب الفنان إلا أنها وثبت بإمكانياته كمثال إلى فضاء آخر. اتفق الحضور على أنها مراحل تحتاج المزيد والمزيد من الإنتاج.