تحية كاريوكا لرشدى أباظة: أنت صريح بقلة أدب.. ما القصة؟
كانت أولى زيجات الفنان رشدي أباظة، عام 1952 من الفنانة تحية كاريوكا، واستمرت هذه الزيجة لمدة ثلاث سنوات، خلالها تبادل الزوجان بعض الخطابات على صفحات مجلة الكواكب الفنية، والصادرة بتاريخ 8 يوليو من عام 1952.
رشدى أباظة لـ"كاريوكا": أنتِ قاسية فى صراحتك
وفي خطابه لـ"كاريوكا"، يستهل أباظة كلماته مشيرا إلى: زوجتي الحبيبة.. بعد تقديم واجبات الحب والزواج، أنتهز فرصة هذا الخطاب لأقول لك إني معجب بصراحتك المتناهية في مواجهة الحقائق ولو أني أعيب عليك طريقة التنفيذ.. فأنت قاسية في صراحتك، وما زلت أذكر ذلك الشاب المسكين الذي كان يمسك في يده بسلسلة فضية يطوحها ذات اليمين وذات اليسار، شأن بعض الشبان في هذه الأيام، مما سبب لك الضيق، فخطفت منه السلسلة ورميتها على طول ذراعك.. مع العلم بأننا كنا لا نعرفه ولا شأن لنا به، ويسعدني أن أسجل لك هذه الحسة أيضا فأنني ألاحظ أنك تجاملين زميلاتك وزملاءك في سرائهم وفي ضرائهم، مجاملة مخلصة تبذلين فيها كثيرا من الوقت والجهد والمال، تضحين بكل هذا وأنت راضية هانئة، ولا يفوتني أن أقرر بأنك محدثة لبقة، تجيدين توجيه دفة الحديث وقيادة الجلسة.
ويضيف رشدي أباظة في خطابه إلى زوجته تحية كاريوكا: بقيت كلمة أخيرة في باب الحسنات وهي ملاحظة عابرة تتعلق بفنك الراقص.. يخيل لي أنك تستمعين للموسيقى التي تصاحبك في الرقصة، وتسمحين لهذه النغمات أن تتسرب إلى جسمك فيهتز لها طربا، وتنتهزين فرصة هذا الطرب فتقدمين رقصتك لجمهورك الحبيب.. أي أنك "سميعة" قبل أن تكوني راقصة، والآن يا زوجتي العزيزة لا بد لي أن أواجهك ببعض النقائص حتى لا تتهمينني بالتحيز وبأني أحابي زوجتي.. أنت مسرفة في تبذيرك بينك وبين المادة عداء قديم، ولولا إسرافك لأمكنك أداء رسالتك علي وجهها الأكمل، لأن رسالة الفن لا غني لها عن المادة، أنت بوهيمية، ولو أني أسلمي ببوهيمية الفنان إلا أنك مبالغة في بوهيميتك.. وأخيرا أرجوك أن تتحكمي في أعصابك عندما يتملكك الغضب، ولا تثوري إلا بمقدار.. والحلم سيد الأخلاق يا زوجتي العزيزة، رشدي.
تحية كاريوكا لـ“رشدي أباظة”: أنت صريح بقلة أدب
وفي ردها المنشور بنفس العدد على خطاب زوجها رشدي أباظة تقول تحية كاريوكا: زوجي العزيز.. ردا علي خطابك السابق، أقول إني سررت من توجيهاتك التي أبديتها لتقويم نقائصي ولو أنه لم يلذ لي مديحك الذي كلته لي في مستهل خطابك، وطريقتك في حرق البخور وتقريظ تصرفاتي بمناسبة وبدون مناسبة.. ولا تنس أني زوجتك وأنه يخجلني منك هذا المديح، وأظن من الواجب على أن أرد عليك بعض توجيهاتك، وأن ألفت نظرك بدوري إلى بعض نقائصك ولو أني سأحتفظ بجزء كبير منها لعل الزمن وتجارب الحياة يقومانك ويصلحان ما أعوج من خصالك.. تعيب على يا زوجي العزيز صراحتي القاسية، ونسيت أنك أكثر مني صراحة.. أنت صريح بقلة أدب.
أما عن تبذيري فاسمح لي أن أسألك: ماذا أفدت من تقتيرك؟ وما هو رصيدك في البنوك وكم عمارة تقتني؟ أرجوك لا تعايرني ولا أعايرك.. الفقر طايلني وطايلك، ولعلك تسلم معي يا زوجي العزيز بأنك أهوج ومتسرع.. يخيل لك أنك توصلت لحل العويص من الأمور ثم تتكشف لك الحقيقة فنجد أن دواءك كان أبعد ما يكون عن موطن الداء، لا تغضب يا عزيزي ولا تنس أنك ما زلت شابا تنقصك الدراية والتجربة وأن الأيام كفيلة بتقويم هذه النقائص.. أركز يا زوجي العزيز وخليك تقيل.
وتمضي “كاريوكا” في خطابها لزوجها رشدي أباظة: يكفي ما وجهته لك من اتهامات، واسمح لي أن أرد مجاملاتك وامتدح ما رأيته ظاهرا من محاسنك، يعجبني فيك اهتمامك بالرياضة، وأنك تعطي جسمك حقه من التدريب لينمو نموا صحيحا.. ولعلك أدركت أن العقل السليم في الجسم السليم، وأن هذا الاهتمام موجه لجسمك وعقلك معا.. أشكر لك إخلاصك النموذجي لزوجتك ولو أن هذا من أول واجباتك.. كما أشجع فيك ما رأيته من حبك للناس وما تقدمه لأصدقائك من خدمات ومساعدات، ولو أني أعيب عليك أنك تخبرني بهذه المساعدات.. وكان من الأولي أن تكتم ولا تفشي هذه الأسرار، ولا تمن بذكر تلك الخدمات حتي تتم معروفك.. وما زلت زوجتك المخلصة.. تحية.