رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

52 عامًا على الرحيل.. كيف تناول غسان كنفاني الموت في رواياته؟

 غسان كنفاني
غسان كنفاني

52 عاما مرت على وفاة الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني، الذي وافته المنية في 8 يوليو لعام 1972، حيث استشهد في انفجار سيارة مفخخة قرب العاصمة اللبنانية بيروت، تاركا إرثا كبيرا في عمق الثقافة العربية والفلسطينية من روايات وقصص قصيرة.

ورغم رحيله المبكر؛ إلا أنه استطاع أن يضيف إلى تاريخ التراجيديا واحدة من أهم الموضوعات تتجسد في معنى المصير الإنساني، بكل ما اختزنته ذاته المدافعة عن الجماعة وشروط البقاء الإنساني،  صورة مخيمات اللجوء والشعب الرازح تحت الاحتلال، فقدم مثالا نبيلا عن التضحية وساهم في وضع الأساس القوي لأدب المقاومة عبر تراثه الخالد.

الموت والمصير في روايات غسان كنفاني

وفي تقرير نشر بجريدة "أخبار الأدب" عام 1999، تحدث عن الموت والمصير في روايات غسان كنفاني، موضحًا: أثناء بحثه عن المصير، قد أرقه السؤال، فكانت الفاجعة الكبرى بالرحيل المبكر عام 1972، ويكون الأدب الفلسطيني قد خسر مبدعا كبيرا، يتصف بالفرادة وبأنه سفير التراجيديا الفلسطينية على كوكب الأرص المتوزع عليها الشتات الفلسطيني، كما توزع جسده أشلام ممزقة في شوارع بيروت.

روايات غسان كنفاني

في رواياته؛ يتحدث غسان كنفاني عن الموت ليصل إلى معنى المصير راصدا فعل الموت كما جاء في "رجال تحت الشمس" و"ما تبقى لكم"، وهي ذات دلالة تأخذ حالة الوصف التراجيدي، بينما رواية "عائد إلى حيفا" و"أم سعد" جاءت كتعبير عن تصوير المأساة الفلسطينية والتفكير بالمصير المأساوي لأبطالها، أما رواية "ما تبقى لكم" فقد رصدت حالة الصراع والمواجهة ما بين الخير والشر، المدنس والمقدس في صورة الموت، بقوله: "كان القرار موتا"، وغسان ليس وحده الذي تحدث عن الموت في كتاباته الإبداعية، بل الكثير من الكتاب العالميين، إلا أنه ما من كاتب حمل هاجس الموت كما حمله كنفاني في فلسفة خاصة رأى فيها الحياة مسلوخة عن إنسانها، فكان هاجسه الموت لدرجة أنه قد حمله إلى أبطاله التراجيديين.

إذن يأخذ معنى المصير الإنساني عند غسان كنفاني بعدا تراجيديا، بحيث أنه استطاع أن يوفق بجدارة بين أثر الموت مع دلالة المكان، عبر رمز الصحراء، كما أن الزمن له دلالته عند غسان كنفاني في بحثه المستديم عن مصير إنسانه النهائي، وهكذا ارتبط معنى الموت التراجيدي مع الزمن.