رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"مانديلا فلسطين".. "البرغوثى" بين آمال فلسطينية لقيادة قوية ومخاوف إسرائيلية بإنهائه الانقسام

مروان البرغوثي
مروان البرغوثي

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن آلاف الفلسطينيين ينتظرون الإفراج عن مروان البرغوثي الزعيم الفلسطيني المعتقل في السجون الإسرائيلية منذ سنوات طويلة، وهو الشخصية الوحيدة التي تتمتع بدعم واسع النطاق من الضفة الغربية وحتى قطاع غزة، ويعتقد الكثيرون أنه الأمل الأخير في القيادة القوية الموحدة، ولكن تخشى إسرائيل من الإفراج عنه.

الفلسطينيون ينتظرون خروج مروان البرغوثي من المعتقلات الإسرائيلية

وتابعت الصحيفة أن صور البرغوثي دائمًا ما تنتشر في المقاهي وعلى الجدران في الضفة الغربية وفي غزة، وحتى على الجدار العازل الذي يفصل الأراضي الفلسطينية ويحاصر قطاع غزة، حيث توجد عليه لوحة جدارية ارتفاعها 25 قدمًا للبرغوثي.

وقال سعيد لطفي، وهو بائع متجول في الضفة الغربية يعمل بالقرب من الجدار: "أحيانًا أنظر إلى الحائط وأنسى أنه بقي لنا أي شيء، ولكن عندما أريد جمع الثقة أفكر في مروان قد يكون الأمل الوحيد المتبقي لنا نحن الفلسطينيين، المنقسمين جغرافيًا واجتماعيًا وسياسيًا".

وأشارت الصحيفة إلى أن البرغوثي يعتبر رمزا للنضال المعتقل من أجل الحرية، ويشبهونه في الأراضي الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة بأنه نيلسون مانديلا أو "مانديلا فلسطين"، الذي سجنته قوة محتلة ومستعد لقيادة شعبه إلى الحرية بالنسبة لإسرائيل، فهو مدان.

 احتُجز بمعزل عن العالم الخارجي طوال معظم فترة سجنه

وأضافت أن البرغوثي ظل بعيدًا عن الرأي العام لسنوات، واحتُجز بمعزل عن العالم الخارجي طوال معظم فترة سجنه، وكان يقوم أحيانًا بتوصيل رسائل إلى الجمهور من خلال عائلته أو محاميه. 

وبسبب القيود الإسرائيلية في السجون، لم يسمع الفلسطينيون آراءه بشأن الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر في عملية طوفان الأقصى.

ومع انقسام القيادة الفلسطينية بين السلطة الفلسطينية التابعة لفتح في الضفة الغربية وحماس في غزة، يُنظر إلى البرغوثي باعتباره المثال النادر للسياسي القادر على حشد الدعم الكافي من كلا الجانبين وسد الفجوة.

غير ملوث بالفشل والفساد واكتسب رمزية وطنية

وقال هيو لوفات، زميل السياسة البارز في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن السجن أبقى سمعته غير ملوثة بتصور الفشل والفساد الذي ابتلي به أقرانه السياسيون، حيث اكتسب رمزية وطنية أصبحت مستقلة عن ما فعله.

وتتجلى مكانة البرغوثي في ​​مطالبة حماس- المنافس السياسي- بإطلاق سراحه مقابل تبادل الأسرى الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل مقابل المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس في غزة، وفقًا لوسطاء عرب يعملون على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وأشارت الصحيفة إلى أن رفض إسرائيل المستمر لإطلاق سراحه هو مؤشر على مدى ابتعاد الجانبين عن التوصل إلى اتفاق، ناهيك عن أي اتفاق بشأن إدارة ما بعد الحرب في غزة.

خمسة أحكام بالسجن مدى الحياة

وحكم على البرغوثي، وهو مسئول في فتح منذ فترة طويلة ومستشار للزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بخمسة أحكام بالسجن مدى الحياة بعد أن أدانته إسرائيل بالقتل والعضوية في منظمة إرهابية. 

وقال ممثلو الادعاء الإسرائيليون إنه أمر المسلحين بارتكاب أعمال عنف تستهدف الإسرائيليين خلال الانتفاضة الفلسطينية المعروفة باسم الانتفاضة الثانية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ورفض تقديم التماس بحجة أن المحكمة الإسرائيلية غير شرعية.

وأضافت الصحيفة أن شعبية البرغوثي الدائمة بين الفلسطينيين مبنية على صورته كمدافع عن استخدام العنف ضد إسرائيل، وفي نفس الوقت سياسي براجماتي يسعى للتوصل إلى اتفاق سلام دائم. 

وقبل اعتقاله من قبل إسرائيل في عام 2002، التقى بمسئولين في البرلمان الإسرائيلي، وقام بالوساطة في الصراعات السياسية الداخلية الفلسطينية ودعم حل الدولتين، وهو ما كان يفرضه على الفلسطينيين.