كواليس العلاقة الجدلية بين الباحث والتراث.. نصر حامد أبو زيد وجها لوجه مع أدونيس
تحل اليوم ذكرى رحيل المفكر الكبير نصر حامد أبوزيد (10 يوليو 1943 - 5 يوليو 2010) الباحث المتخصص في الدراسات الإسلامية في فقه اللغة العربية والعلوم الإنسانية، والذى قامت أغلب أبحاثه على النظرية الهرمنيوطيقا.
الهرمنيوطيقا مصطلح قديم بدأ استعماله في دوائر الدراسات اللاهوتية ليشير إلى مجموعة القواعد والمعايير التي يجب أن يتبعها المفسر لفهم النص الديني خصوصا الكتاب المقدس.
نصر حامد أبو زيد وجها لوجه مع أدونيس.. وحديث حول التراث
ومن بين الدراسات التي نشرت لـ نصر حامد أبو زيد حول التراث؛ دراسته لكتاب "الثابت والمتحول بحث في الاتباع والابداع عند العرب" للشاعر الكبير أدونيس؛ والذي يرصد العلاقة الجدلية بين الباحث والتراث، ومنظوره للتراث، وتصوره للإبداع، وتصوره للإتباع، ومفاهيم الثبات والتحول عند أدونيس، وكنه العلاقة بينهما، وتصوره لعلاقة الماضى بالحاضر، وتصوره لعلاقته هو كمؤلف وشاعر بالتراث، وهو ما اشتبك معه نصر حامد أبو زيد ونشر ضمن دراسته في كتاب "إشكاليات القراءة وآليات التأويل" عن المركز الثقافي العربي عام 2014.
نصر حامد أبو زيد: أدونيس يتعامل مع التراث من منطلق موقعه في الثقافة الطليعية
ومن أهم ما قدمه نصر حامد أبو زيد في محل عرضه وتفنيده لافكار أدونيس في هذا الصدد، أن للماضى وجوده المستقل دون شك، بمعني أن له وجودًا تاريخيًا في الماضي"وجودًا بالمعني الأنطولوجي"، اما بالمعنى المعرفى "الأبستمولوجي" فالماضي مستمر يشكل الحاضر، كما يعيد وعينا الراهم إعادة تشكيله.
ويرى نصر حامد أبو زيد أن موقف أدونيس من الواقع يتحدد في تفرقته بين ثقافتين: الثقافة السائدة، والثقافة الطليعية التي ينتمي إليها، وأن الثقافة السائدة من وجهة نظر أدونيس هي جزء من الأيدولوجية السائدة وهي الأيدولوجية المتحققة في مؤسسات المجتمع العربي، والتي تعيد إنتاج العلاقات الإستغلالية الماضية، أما الثقافة الطليعية التي ينتمي إليها الكاتب في إشارة إلي "أدونيس" فهي ثقافة الطليعة للفئات المسودة وهي "طليعة تمتلك وعيها الخاص بوضعها كونها مسودة، وأنها تتململ من أجل التحرر والإنعتاق من شروط حياتها هذهن ومن الأيدولوجية السائدة".
ويرى نصر حامد أبو زيد أن مشكلة التراث في نظر "أدونيس" أنها تبدأ كرد فعل لتوظيف الثقافة السائدة للتراث لخدمة أهدافها، وإنه إذا كانت الثقافة السائدة، برؤيتها التقليدية للتراث، تتبنى الإتباع وترفض الإبداع، فأنها تحول دون اي تقدم حقيقي.