البيزنطية تحتفل بتذكار القدّيسَين الصانعَي العجائب قزما ودميانوس
تحتفل الكنيسة البيزنطية بتذكار القدّيسَين الصانعَي العجائب الزاهدَين في المال قزما ودميانوس، وانتشرت في أثناء الاحتلال البيزنطي لجزء من ايطاليا (554-752) عادة تخصيص القدّيسين قزما وداميانوس بإكرام فائق في البلاد، وبلغت روما نفسها، حيث شيّدت على اسمها تسع كنائس لا تزال ثلاث منها قائمة حتى الآن.
وهذه الشعبيّة التي تمتّع بـها القدّيسان هي التي أوهمت البعض إن هناك قدّيسين باسم قزما وداميانوس استشهدا في روما، علاوة على القدّيسين المعروفين بهذا الاسم والمستشهدين في كيليكية في عهد الإمبراطور ديوكليسيانوس، مما يفسّر لنا سبب وجود عيدين للقدّيسين في الكنيسة البيزنطيّة، واحد في اليوم الأول من يوليو، وآخر في هذا اليوم.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: كان يوسف الحارس، المحافظ والمدافع الشرعي والطبيعيّ عن المنزل الإلهي الذي كان يتولّى إدارته. فمارس هذه المهام طوال حياته الفانية. واجتهد في حماية خِطِّيبته والطفل الإلهي بمحبّة فائقة وعناية يوميّة. فكان يجني من عمله ما كان ضروريًّا لتوفير الغذاء والكساء للخِطِّيبة وللطفل؛ كما حمى الطفل المهدّد بالموت بسبب غيرة الملك...؛ وخلال مشقّات السفر ومرارة الغربة، كان دائمًا الرفيق والمعين والسند للعذراء وللربّ يَسُوع.
فإنّ المنزل الإلهي الذي تولّى يوسف إدارته بسلطان من الآب كان يضمّ بواكير الكنيسة الناشئة. وكما أنّ العذراء القدّيسة هي والدة الربّ يسوع، فهي أيضًا أمّ لجميع المسيحيّين الذين ولدتهم عند أقدام الصليب، وسط آلام فادينا المبرّحة؛ فالربّ يسوع هو أيضًا البكر لجميع المسيحيّين الذين اصبحوا إخوة له من خلال التبنّي والفداء
لهذه الأسباب، يعتبر الطوباوي يوسف أنّه مؤتمن على كافّة المسيحيّين الذين يشكّلون الكنيسة، أي تلك العائلة الكبيرة المنتشرة في كلّ أقطار العالم حيث يملك سلطة أبويّة بصفته خِطِّيب مريم ومربّي الربّ يسوع. لذا، فإنه لأمر طبيعي ولائق اليوم أن يغمر الطوباوي يوسف كنيسة الرب يسوع بِصَلَوَاتِه... كما كان يؤمّن سابقًا جميع حاجات عائلة الناصرة ويحيطها بعنايته المقدّسة.