عقب تعويض إمام عاشور.. متى يجوز التصالح ودفع الدية لتخفيف عقوبة المتهمين؟

عقب قضية تنازل أسرة ضحية عصام صاصا في واقعة الدهس وأيضا طلب تعويض للتعدي على فرد أمن من قبل لاعب نادي الأهلي إمام عاشور.. ترددت كلمات التصالح والدية وغيرها كمصطلحات مختلفة، لكن جميعها قد يحدث في القضايا التي تنظر أمام المحكمة وقد يأخذ بها في القانون وأحيانًا لا تجوز في بعض القضايا ولا تخفف العقوبة على المتهم.

الدية في الشرع

كان قديمًا وفقًا للشريعة الإسلامية يتم قبول الدية عن مرتكبي جرائم القتل الخطأ من قبل القتيل لأسرة الضحية لعدم توافر القصد الجنائي، ولكن مع القانون وتعدد جرائم قتل النفس من القتل الخطأ وضرب أفضى إلى موت بات ينحسر مفهوم الدية ويظهر بدلًا منه مصطلح التصالح وتنازل أسرة الضحية.

فالدية في الشريعة تستند للآية الكريمة في سورة النساء التي تنص على: «وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللهِ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا».

الدية في القانون

لكن في القانون لا يوجد ما يعرف بالدية وفقًا لتصريحات الخبير القانوني الدكتور وليد وهبة، الذي أوضح أن الحالة التي يجوز فيها التصالح تكون في قضايا القتل الخطأ عندما لا يتوافر القصد الجنائي والإصرار، وذلك في حالة المادة 238، من قانون العقوبات التي تنص على: "من تسبب خطأ في موت شخص آخر بأن كان ذلك ناشئًا عن إهماله أو رعونته أو عدم احترازه أو عدم مراعاته للقوانين والقرارات واللوائح والأنظمة يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تجاوز مائتي جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين".

وتابع أنه في حالة إذا كان المتهم متعاطيا المواد المسكرة أو المخدرة أثناء وقوع الجريمة هنا لا يجوز التصالح في تلك التهمة، لأنها حق النيابة العامة عن المجتمع، كما أن حالات القتل العمد لا يجوز التصالح فيها، سواء بدون مقابل أو مقابل تعاطي الدية، لأن هنا القتل العمد وإذا تم أي تصالح أو دفع مبالغ مالية لأسرة الضحية من قبل المتهم وأسرته لا تأخذ به المحكمة في القانون، لأن هنا لا تخفف العقوبة بتنازل أسرة الضحية.

الردع العام وسيادة القانون

وأوضح أن القانون لا يأخذ بالدية باعتبارها لا تحقق الردع العام، وأنه يجب الحفاظ على حق المجتمع في إنزال العقاب على المجرمين من قبل السلطات المختصة قائلًا: "لو القانون سمح بالدية في قضايا القتل وأقرها في مواده كل واحد هيروح يقتل ويدفع الدية دون ردع أو عقاب ولم يحقق مبدأ العدالة وسيادة القانون".

وأوضح الخبير القانوني وليد وهبة، أنه يمكن في قضايا القتل تخفيف عقوبة المتهم بعيدًا عن الدية أو التصالح ويكون وفقًا لخطة سير الجريمة أو ظروف المتهم الصحية أو صغر سن المتهم ويكون وفقًا لتقدير القاضي، ووفقًا لروح القانون.

وأوضح أن هناك حالات كثيرة للتصالح وفقًا للمواد في قانون العقوبات ويترتب على الصلح انقضاء الدعوى الجنائية، مثل قضايا السب والقذف والجنح والشيكات وخيانة الأمانة والنصب وانتهاك حرمة الغير والمشاجرة والتعدي بالضرب والاختلاس وقضايا التهرب الجمركي.

كما فرق "وهبة" بين الدية والصلح والتعويض المادي موضحًا أن الدية تكون في المجالس العرفية، لكن التصالح والتعويض في القانون، حيث إن التعويض يكون عن الضرر المادي وخاصة في قضايا القتل تحيل المحكمة دعوى التعويض للمحكمة المختصة، وهنا حتى إذا تقاضى أهل الضحية مبالغ مالية للتنازل عن اتهام المتهم بالقتل فهذا غير معترف به من قبل المحكمة، ويكون تعويض المحكمة التي تحكم به ليس ديه، ولكن تعويض عن الضرر لذوى المجنى عليه، ويمكنه التنازل عنه فى الدعوى المدنية فقط، ولكن لا تأثير له على الدعوى الجنائية وليس أيضًا في جريمة القتل العمد.

تصالح عصام صاصا مع أسرة ضحية الدهس

كان وقع حادث دهس ارتكبه مطرب المهرجانات عصام صاصا في  شم النسيم الماضي نتج عنه دهس سائق على الطريق الدائري.

وعقب تحقيقات موسعة وإخلاء سبيل المتهم على ذمة التحقيقات، تم التصالح مقابل مبلغ ثلاثة ملايين جنيه وتم تنازل أسرة الضحية وأقروا بالتصالح في أول أيام محاكمة عصام صاصا.

أصالة تنقذ ابنها من الحبس مقابل مليون جنيه

قضت محكمة جنح القاهرة الجديدة، بانقضاء الدعوى الجنائية فى اتهام خالد أيمن الذهبي، نجل الفنانة أصالة في اتهامه بقتل شاب يدعى هاني شاكر عقب التصالح مع أسرته وتنازلهم عن القضية.

وتبين أن الفنانة تصالحت مع أهل الضحية، ودفعت مبلغ مليون جنيه مقابل تنازلهم عن القضية، لأنها تعد قتلا خطأ، ويجوز فيها التصالح.

تصالح كريم الهواري وحبسه بسبب المخدرات

وفي قضية حادث كريم الهواري المتورط في دهس 4 طلاب في الشيخ زايد، تبين أنه تصالح مع أسر الضحايا مقابل مبالغ مالية، ولكن رغم ذلك تم القضاء بحبسه ثلاث سنوات؛ لأنه كان متعاطيا المواد المخدرة وقت ارتكاب الواقعة.

مشاجرة إمام عاشور

واقعة مشاجرة لاعب نادي الأهلي، إمام عاشور، مع أفراد الأمن الإداري بأحد المولات الشهيرة، لرغبته في الدخول للمكان بعدما أخبرته زوجته بتعرضها للتحرش، شهدت تطورًا جديدًا، فمحامي المجني عليه المٌصاب بالواقعة تقدم رسميًا بطلب ادعاء مدني وتعويض ضد لاعب الكرة بمبلغ 5 ملايين جنيه.

وقال على فايز، محامي فرد الأمن في واقعة تعدي إمام عاشور عليه في مول بالشيخ زايد، إنه قدم طلب للمستشار عمرو غراب، المحامي العام الأول لنيابات أكتوبر يفيد بتعرض موكله لإيذاء نفسي وبدني، جراء التعدي عليه بالضرب وسقوطه أرضًا درجة الإغماء مطالبًا بتعويض مالي قدره 5 ملايين جنيه.

كان إمام عاشور تعدى بالضرب على فرد أمن نتيجة تعرض زوجته لمعاكسة من قبل أحد الشباب خلال مشاهدتها فيلما سينمائيا وعدم تدخل أفراد الأمن.