منير فخرى عبدالنور: الإخوان منعوا الصعايدة من التصويت فى الانتخابات الرئاسية.. وفوز مرسى كان بالتزوير
قال السياسى البارز، القيادى بحزب «الوفد»، الوزير الأسبق منير فخرى عبدالنور، إن جماعة الإخوان لم تكن تملك أى خبرة فى الحكم أو الإدارة العامة للبلاد عندما تولت المسئولية بعد ثورة يناير فى عام ٢٠١١، حتى إنها عاملت الوزراء وقتها بـ«قلة احترام»، مؤكدًا أن فوز محمد مرسى بالانتخابات الرئاسية فى عام ٢٠١٢ كان بالتزوير، بعد طبع بطاقات اقتراع إضافية من المطابع الأميرية، ومنع أبناء الصعيد فى عدد من المحافظات من الإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات.
وأوضح «عبدالنور»، خلال حواره مع برنامج «الشاهد»، الذى يقدمه الإعلامى الدكتور محمد الباز على فضائية «إكسترا نيوز»، أن أداء حكومة الدكتور عصام شرف بعد ثورة يناير كان ضعيفًا ولا يرتقى لمستوى الحدث، فيما كان الدكتور كمال الجنزورى رئيس وزراء بكل معنى الكلمة، مشيرًا إلى أن المشير محمد حسين طنطاوى، وزير الدفاع وقتها، رئيس المجلس العسكرى، كان أكثر مَن يتعجل إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية فى أسرع وقت للتخلص من «كرة النار الملتهبة» والأحداث المتتالية، التى كان معظمها خارج التوقعات.
■ يوم ٢٢ فبراير ٢٠١١ كان تشكيل الوزارة الثانية للفريق أحمد شفيق ودعيت لتكون وزيرًا للسياحة فيها.. فلماذا قبلت القيام بهذا الدور والبلد فى حالة سيولة سياسية؟
- دعنى أعود إلى الوراء ٨ أيام، وتحديدًا يوم ١٤ فبراير ٢٠١١، فقد تلقيت يومها مكالمة تليفونية من الفريق أحمد شفيق، ولم تكن تربطنى به أى علاقة سابقة، وكنت معجبًا بأدائه كوزير للطيران المدنى، والإنجازات التى حققها فى المطارات المصرية سواء فى القاهرة أو الغردقة أو فى شرم الشيخ، كنت أراه رجلًا ودودًا ومبتسمًا.
وعندما كلمنى قال لى: «أحب أن تتعاون معى فى مجال السياحة»، فقلت له: «الظروف صعبة»، فقال: «تعال اقعد معايا».
وبالفعل، ذهبت إلى مجلس الوزراء فى اليوم التالى، ولم يكن به أى مخلوق ولا حتى حراسة، ودخلت إلى الاجتماع، وكان الفريق شفيق مع الوزيرة فايزة أبوالنجا والأستاذ فاروق جويدة، وقال لى: «عاوزك تشتغل معايا فى وزارة السياحة»، فقلت له: «أنت لم تقرأ المشهد، فالمظاهرات ما زالت فى الشارع ثائرة على الحزب الوطنى وأدائه، والوزارة بتاعتك وزارة حزب وطنى».
وقلت له إنه فى حاجة لتشكيل وزارة مكونة من جميع أطياف الخريطة السياسية المصرية، وتظهر الوحدة الوطنية، وتعمل على تحقيق آمال الشارع الثائر، فقال لى: «يعنى إيه؟»، فقلت: «يعنى تفتح البرجل، وممكن تجيب الدكتور يحيى الجمل، ومحمد أبوالغار وزير تعليم عالى، على أساس أنه قاد حركة الجامعات فى حركة ٩ مارس، ويمكن أيضًا تجيب الدكتور محمد غنيم وزير صحة، وجودة عبدالخالق وزير تموين، فهو كتب كثيرًا عن الدعم وتوصيله لمستحقيه، وهكذا، وإنما لو كنت تطلب منى الدخول فى هذه الوزارة فأرجوك أن تعفينى».
ووقتها اقتنعت الوزيرة فايزة أبوالنجا باقتراحى حول تشكيل حكومة من جميع الأطياف، واتصلت بالفعل بالدكتور محمد غنيم، لكنه اعتذر، ثم عرض الفريق شفيق على فاروق جويدة تولى وزارة الثقافة، وبعد الاجتماع تحدثت معه وقالى لى: «عندك حق فى كلامك»، فقلت له: «أنا معنديش شك إنى عندى حق من منظور ما»، وكنت أرى أنه من الواجب على الإنسان أن يواجه ويسهم فى الإصلاح وتحقيق آمال الشارع.
وبعدها بأسبوع اتصلت بى الدكتورة فايزة أبوالنجا وقالت لى: «معندكش عذر»، وتم الاتفاق مع بعض الأسماء التى ذكرتها فى الاجتماع، وبالفعل وافقت على قبول منصب وزير السياحة، لأنى كنت أرى أن هذا واجب، لكنى قلت لها أيضًا: «قبل الموافقة، أنا أمين عام حزب (الوفد) وسكرتير عام الحزب ويجب أحصل على موافقته».
وبالفعل قابلت رئيس الحزب الدكتور السيد البدوى، وحكيت له القصة، فقال: «مش بس تقبل لكن تقول لهم إنك داخل بصفتك سكرتير عام حزب (الوفد)».
وحزب «الوفد» فى المعارضة منذ عاد لممارسة نشاطه السياسى فى بداية ثمانينيات القرن الماضى، ونحن من شاركنا فى الثورة مع الشباب، لكن المعارضة سهلة والحكم صعب جدًا.
■ ماذا عن موافقتك الثانية على تولى الوزارة فى حكومة الدكتور عصام شرف وما تقييمك لأدائها؟
- فى يوم الخميس ٣ مارس، وزارة شفيق اجتمعت لتقديم استقالتها، وبعدها رشح الميدان الدكتور عصام شرف لرئاسة الوزراء، واتصل بى، وطلب منى أن أكمل فى الوزارة، فوافقت.
ووزارة الدكتور عصام شرف لم تتغير كثيرًا عن وزارة الفريق أحمد شفيق، ووقوف الإخوان إلى جواره أمر لم يكن واضحًا بالنسبة لى، والوزارة لم تتغير كثيرًا وضمت الدكتور جودة عبدالخالق والدكتور يحيى الجمل.
وعمومًا، الظروف كانت صعبة فى حكومة عصام شرف، لعدة أسباب، أولها أن المجلس العسكرى، وبالتحديد المشير حسين طنطاوى كان «مخضوضًا» مما يدور فى الشارع، وكانت هناك أشياء لم يكن يستطيع توقعها، مثل الاعتراض على تعيين محافظ قبطى لمحافظة قنا، على سبيل المثال، وكان هذا الاختيار يتم وفقًا لما جرت عليه العادة، لأن من سبقه كان قبطيًا وكان مقبولًا، وأداؤه كان ناجحًا جدًا، ولكن تم الاعتراض وقطع الطريق.
وقد تشكلت داخل الوزارة مجموعة إدارة أزمات، مكونة من بعض الوزراء وكنت من ضمنهم، وكان يتم تبادل الآراء مع المجلس العسكرى فى واقعة المحافظ بالتحديد، وقلت له إن سلطة الدولة على المحك ولا يمكن قبول ما يحدث، والمشير قال لى: «أنت صعيدى.. وعارف كمية السلاح الموجودة فى الصعيد، ولو الجيش تدخل ستحدث مذبحة»، وكانت كل الأحداث خلال تلك الفترة لا يمكن توقعها، أما من يحركها فهذا لغز يحتاج إلى بحث.
والظروف كانت صعبة جدًا والشارع كان ملتهبًا وشباب الثورة كان ملتهبًا، وكان يتم استخدام الظروف من طرف ما كان يريد الكسب من هذه المعركة، وبالتالى الرصاص الذى انطلق يمينًا ويسارًا وكان يموت كل يوم واحد أو اثنان أو ثلاثة كان فى الحقيقة عملية مؤلمة وصعبة جدًا فى المواجهة.
■ كيف أثرت كل تلك الأحداث على السياحة فى مصر؟
- حدث الثورة نفسه وثورة الشباب ألهما العالم، وكمية السياح الذين جاءوا من أجل زيارة ميدان التحرير والتعبير عن تأييدهم ثورة الشباب، والسياح الذين جاءوا إلى مصر فى هذه الظروف والشارع ملتهب والثورة فى كل مكان بلغ أكثر من ١٠ ملايين سائح فى عام ٢٠١١، لدرجة أنه كانت هناك إعلانات فى مطار القاهرة تشيد بالثورة وترحب بالسياح.
وقد بذلنا جهدًا جبارًا داخل وزارة السياحة مع مجموعة رائعة من المساعدين للوزير.
■ كيف كان تعامل الإخوان مع حكومة عصام شرف؟
- شعرنا بهم عندما دخلوا مجلس الشعب مع نهايات فترة هذه الحكومة، فقد بدأوا فى «فرد عضلاتهم» وكانوا يستجوبون الوزراء، وطلبونى على الأقل مرتين فى لجنة الإعلام والسياحة فى مجلس الشعب، والتعامل كان يتم بقدر كبير من «قلة الاحترام».
وأنا مارست العمل الشعبى وخضت الانتخابات كمعارض أقلية فى الشارع، أى إننى تعودت على هذا النوع من التعامل، لأننى فى النهاية أعرف أكسب الجولة، سواء بكلمة لطيفة أو بالإقناع أو بالحوار الموضوعى، وقد تعاملت مع ملف الحج خلال موسم ٢٠١١/٢٠١٢، وكان موسمًا ناجحًا جدًا، وخفضنا الأسعار، وغيّرت نظام التأشيرات المتداولة بين الشركات، وتخفيض الأسعار تم بعد تغيير نظام «الفيزا» الذى كان يتداول بين الشركات، وبعض الأمور كانت تتم على حساب الحجاج، الأمر الذى أحدث تغييرًا ملموسًا فى التعامل مع منظومة الحج.
■ ما تقييمك لهذه الحكومة؟
- الظروف كانت فى غاية الصعوبة على الدكتور عصام شرف وحكومته، ولم أرَ فى شخصيته أنه يمكنه الرد على الشارع، الذى كان ملتهبًا بشكل غير مقبول، ولم يستطع أحد أن يلجمه أو يوقفه، وكانت توجد عملية مزايدة مستمرة، كما أن المجلس العسكرى لم يكن مساندًا له فى مواجهة الظروف الصعبة.
والمشير طنطاوى، فى ذلك الوقت، كان يريد أن يتخلص من هذه المسئولية، وكان متعجلًا لإجراء الانتخابات، سواء كانت الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية، وكان أى تعطيل لهذه الانتخابات يعتبره عائقًا أمام تحقيق هدفه، فهو يريد أن يرمى الكرة الملتهبة فى حجر من سيتحمل المسئولية من بعده.
وكنا وقتها نجهز للانتخابات البرلمانية، ثم خرجت فكرة منح المصريين فى الخارج حق التصويت، وقد عطلت هذه العملية إجراء الانتخابات، والمشير طنطاوى تضايق جدًا من هذا التعطيل.
وعمومًا، أداء الدكتور عصام شرف كان ضعيفًا، وعلى سبيل المثال، كانت هناك الحادثة المؤلمة فى ماسبيرو فى ٧ أكتوبر ٢٠١١، وجاءتنى مكالمة تليفونية فى هذا اليوم وكانوا يطالبوننى بالحضور الفورى إلى مجلس الوزراء، وذهبت إلى المجلس، ووجدت رئيس مجلس الوزراء يجلس ومعه الدكتور عماد أبوغازى، وزير الثقافة فى ذلك التوقيت، والأستاذ أسامة هيكل، وزير الإعلام، وحكوا لى عما حدث.
والدكتور عماد أبوغازى حكى لى عن أن زوجته، السفيرة ليلى بهاء الدين، قالت له إنها سمعت فى التليفزيون المذيعة رشا مجدى وهى تدعو الناس للخروج والوقوف ضد الذين يهاجمون الجيش، وبالتالى، فإن الوضع كان مربكًا بشكل كبير.
واقترحنا بأن يلقى السيد رئيس الوزراء بيانًا، وكتب الأستاذ أسامة هيكل هذا البيان، ثم بعد ذلك طلبوا من رئيس الوزراء أن يلقى البيان ارتجالًا ليكون الكلام من القلب، ثم انتقلنا من مجلس الوزراء إلى التليفزيون، وبالفعل تم إلقاء البيان فى ظل ظروف مؤلمة ومشهد مربك ومرتبك، ولم نكن جميعًا على قدر الحدث لأنه حدث جلل، وانتهت الوزارة فى الشهر التالى.
■ ما تفاصيل اعتراض الإخوان على تكليف عمرو موسى بتشكيل الحكومة؟
- بعد استقالة وزارة عصام شرف فى نوفمبر ٢٠١١، كنا نسيّر الأعمال لفترة معينة، حتى تواصل المشير طنطاوى مع السيد عمرو موسى وطلب منه تشكيل حكومة، وفى صباح اليوم التالى، تواصل الفريق سامى عنان مع «موسى»، الذى اعتذر له عن عدم فعل ذلك، وفُهم حينها أن الإخوان اعترضوا على اسمه.
وظلت وزارة تسيير الأعمال تجتمع حينها، سواءً فى هيئة الاستثمار أو فى مجلس الوزراء، وكنا ننتظر تعيين رئيس وزارة وتشكل وزارة جديدة، حتى ننفض لأعمالنا.
■ ما كواليس المواجهة النارية بين جماعة الإخوان وحكومة كمال الجنزورى؟
- خلال عملى فى وزارة الدكتور كمال الجنزورى، التى تشكلت فى نهاية عام ٢٠١١، كانت قيادات جماعة الإخوان تطلب منى التخلص من هذه الوزارة بشكل نهائى وتشكيل وزارة جديدة سويًا، وكان أملهم حينها هو إسقاط حكومة الدكتور الجنزورى بأى شكل، ولكن مَن وقف ضدهم بشدة هو رئيس مجلس النواب حينها الدكتور محمد سعد الكتاتنى.
وقد كانت هناك مساحة احتكاك ضخمة بين الإخوان وحكومة الجنزورى التى انتهت ولايتها فى يونيو ٢٠١٢، وكان الإخوان داخل مجلس الشعب يستطيعون إسقاطها بنسبة ١٠٠٪، وأعتقد أنه كانت لديهم خطة فى أذهانهم لإسقاط الحكومة من أجل هدف تكتيكى.
■ ما الشروط الأساسية التى تم اتباعها من أجل إنجاح هذه الحكومة؟
- حين بدأت مشاورات تشكيل حكومة الجنزورى فى نهاية عام ٢٠١١ استغرق الأمر وقتًا طويلًا؛ لأنه كان يتم البحث فى كل وزارة عن البدائل الممكنة، وتم تشكيل الوزارة حينها باختيارات موفقة للغاية، كما تم الاهتمام بوزارة الداخلية، من خلال اختيار اللواء محمد إبراهيم يوسف وزيرًا لها؛ لأن حفظ الأمن كان شرطًا أساسيًا لنجاح الوزارة أو فشلها.
وكانت وزارة المالية أيضًا على رأس اهتمامات حكومة الجنزورى، من خلال تولى الوزير الراحل الدكتور ممتاز السعيد ذلك المنصب حينها، واستمررت فى هذه الحكومة وزيرًا للسياحة.
وكنت موجودًا داخل مجلس الشعب حين تفاقمت الأزمة بين الإسلاميين داخل البرلمان والدكتور الجنزورى، وطلب منى رئيس مجلس الشعب، الدكتور محمد سعد الكتاتنى، أن أبلغ الدكتور الجنزورى بأن يحضر فى الحال؛ لأن الهجوم كان قويًا للغاية ويتطلب صده.
وقد طلبت بالفعل من الدكتور الجنزورى أن يأتى إلى البرلمان، وبعد وصوله اشتد الهجوم عليه من قِبل النواب بطريقة فظيعة للغاية، ولوّح حينها بإمكانية حل البرلمان بشكل نهائى، وفهمت أن جماعة الإخوان تعلم بأن هناك اتجاهًا لإصدار حكم بحل البرلمان، ثم اشتعلت الأحداث بشدة، وذلك كان جزءًا من المناورة السياسية فى المواجهة، واعتبر الإخوان ذلك الأمر تهديدًا مباشرًا لهم، وكانوا يدركون أنهم مسيطرون، سواء داخل مجلس الشعب أو فى الشارع، وبالتالى لم يتقبلوا ذلك التهديد من قِبل الدكتور الجنزورى، ولكنه استطاع التصدى لهم حينها بذكاء سياسى.
والدكتور كمال الجنزورى كانت لديه قدرة أكبر على المواجهة وإدارة الأمور، كان رئيس وزراء بمعنى الكلمة، واجتماعات مجلس الوزراء معه لم تكن تزيد عن ساعتين، حيث كان يتم طرح الموضوع ومناقشته ومن ثم اتخاذ القرار.
وقد أجريت الانتخابات الرئاسية وكانت حكومة الدكتور كمال الجنزورى موجودة، وحتى تلك اللحظة، فإن الانتخابات التى فاز فيها محمد مرسى هناك ظلال من الشكوك حولها، ليس فى النتيجة المباشرة وإنما فيما قبل الوصول إلى الصندوق، وقد قيل الكثير من الكلام عن «بطاقات الاقتراع التى كانت قادمة من «المطابع الأميرية».
■ بعد ثورة ٣٠ يونيو توليت وزارة الصناعة والتجارة فى حكومة حازم الببلاوى.. أى أن المطابع الأميرية كانت تابعة لولايتك.. فهل حققت فى ذلك الموضوع؟
- لقد حدث تزوير فى الانتخابات الرئاسية التى فاز فيها محمد مرسى، وكانت توجد بطاقات اقتراع تم طبعها بزيادة كبيرة فى المطابع الأميرية، وتم توزيعها للإدلاء بالرأى، ويوجد فى المطابع الأميرية مَن تعاون مع مَن سعى للتزوير، وتمويل هذا التزوير، وهذا ما توصلت إليه فى التحقيق، والجهاز الأمنى هو من قام بالتحقيق، لأنه كان يراقب المسألة.
كما أن الإخوان منعوا بعض المواطنين فى الصعيد، ومن محافظة المنيا بالتحديد، من الإدلاء بأصواتهم وآرائهم، حيث تم منعهم من الخروج والوصول إلى صناديق الاقتراع فى الانتخابات الرئاسية.
أسألك، ليس بوصفك وزيرًا فى الحكومة التى تتابع عملية الانتخابات وإنما كمواطن مصرى لديك تاريخ سياسى ومُنتمٍ لحزب ليبرالى، كيف كنت ترى الإخوان وهم يقتربون من السلطة؟
- كنت قلقًا من اقتراب الإخوان من السلطة، وأعتقد أن الكثير من الناس شاركونى هذا القلق لعدة أسباب، فالإخوان لم يمتلكوا الخبرة فى الحكم ولا الإدارة العامة، وهذه الخبرة يتم اكتسابها من خلال الممارسة، فلا أستطيع المجىء بشخص وأقول له «تعالى شيل».
والإخوان لديهم حسابات مع أطراف عديدة من المجتمع السياسى، والقلق من أن يكون الإخوان قد جاءوا لأجل تصفية هذه الحسابات.
والسبب الثالث، الذى لا يقل أهمية عن السببين الأول والثانى، هو أن الإخوان يقحمون الدين فى السياسة، وهذا يقضى على الدين وعلى السياسة، بالإضافة إلى أنهم لا يؤمنون بالوطن، ومرشدهم قال: «طظ فى مصر»، وأعتقد أن جزءًا كبيرًا جدًا من المجتمع المصرى كان يشاركنى هذا القلق بغض النظر عن الاحتفاء الظاهر بنجاحهم فى الانتخابات وقتها.