مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية يكشف لـ "الدستور" أكاذيب الأفروسنتريك
أثارت زيارة مجموعة ينتمون إلى حركة "الأفروسنتريك" إلى المتحف المصري بالتحرير، الكثير من الجدل بين المصريين ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وخلف هذا الجدل موجة واسعة من الغضب بسبب إدعاءات الأفروسنتريك، المضللة بأنهم أصل الحضارة المصرية، وأن ما بداخل المتحف من آثار مصرية، تعبر عن حضارتهم الأفريقية القديمة.
وتواصلت "الدستور" مع مدير متحف الآثار، الدكتور حسين عبد البصير، للكشف عن أكاذيب الأفروسنتريك.
من هم الأفروسنتريك؟
يقول الدكتور حسين عبد البصير، في حديث خاص لـ الدستور، إن الأفروسنتريك أو المركزية الإفريقية هي حركة فكرية وثقافية تهدف إلى إعادة النظر في تاريخ وثقافة الشعوب الأفريقية من منظور يبرز مساهماتهم الحضارية ويعيد لهم الاعتبار الذي تم تهميشه أو تحريفه في التأريخ التقليدي، مضيفًا: ومع ذلك، تواجه هذه الحركة انتقادات كثيرة، خصوصًا عندما يتم طرح أفكار تعتبرها بعض الأوساط الأكاديمية غير دقيقة أو مبالغ فيها بخصوص الحضارة المصرية القديمة.
ما إدعاءات وأكاذيب الأفروسنتريك ضد الحضارة المصرية؟
يكشف الدكتور حسين عبد البصير إدعاءات وأكاذيب الأفروسنتريك ضد الحضارة المصرية، قائلًا: ادعت حركة الأفروسنتريك بالأصول الأفريقية السوداء للحضارة المصرية القديمة، وادعى بعض الأفروسنتريكيين أن المصريين القدماء كانوا بالكامل من العرق الأفريقي، وأن الحضارة المصرية هي حضارة أفريقية سوداء أصيلة.
ويؤكد عبد البصير أن هذه الادعاءات تتجاهل الطبيعة العرقية والثقافية للمجتمع المصري القديم، حيث تشير الأدلة الأثرية إلى تفاعل مصر مع شعوب من شمال أفريقيا والشرق الأدنى، ويسعى بعض الأفروسنتريكيين في التدليل على أكاذيبهم، بأن المؤرخين الأوروبيين تعمدوا تبييض التاريخ المصري القديم والتقليل من شأن الأصول الأفريقية للحضارة المصرية.
هل المصريين القدماء أفارقة سود؟
يوضح عبد البصير، بالدليل القاطع، أنه بينما يمكن القول بأن هناك تحيزات في بعض الدراسات التاريخية، فإن الأدلة العلمية الحديثة، بما في ذلك دراسات الحامض النووي وتحليل الهياكل العظمية، توفر صورة أكثر وضوحًا للأصول العرقية للمصريين القدماء.
ويضيف: يزعم بعض أنصار الأفروسنتريك أن المصريين القدماء كانوا أفارقة سود، وأن الثقافة المصرية القديمة هي جزء من التراث الأفريقي الأسود، ولكن تشير الدراسات الأثرية والأنثروبولوجية إلى مصر القديمة لم تكن متميزة بسيادة العرق الأفريقي الأسود، كما أظهرت دراسات حديثة، مثل دراسات الحامض النووي، أن المصريين القدماء كانوا مرتبطين جينيًا بشعوب شرق البحر الأبيض المتوسط والشرق الأدنى أكثر من ارتباطهم بشعوب أفريقيا جنوب الصحراء، وأيضًا أشارت دراسات الهياكل العظمية إلى أن المصريين القدماء كانوا متقاربين في الصفات الجسدية، مما يوضح التجانس في أصولهم العرقية.