"دماء على أعتاب الإنسانية".. مأساة قصف مكتب الصليب الأحمر فى غزة
في ليلة مظلمة، حيث كان الصمت يلف أرجاء غزة، اخترقت أصوات القذائف الهدوء، لتسقط على مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وكانت السماء تتلون بألوان النار والدخان، بينما كانت الأرض ترتجف تحت وطأة الانفجارات.
في محيط المكتب، كانت الخيام تترنح تحت تأثير الصدمة، وأصوات الصراخ والبكاء تتعالى من كل جانب، وبين الأنقاض، كانت الأجساد الممزقة تروي قصة الألم والمعاناة، بينما كانت الدماء تسيل لتروي الأرض العطشى.
في تلك اللحظات العصيبة، كانت الإنسانية تتعرض لاختبار قاسٍ، حيث كانت أرواح الأبرياء تُزهق بلا رحمة، وكان المكتب الذي كان يومًا ما ملاذًا آمنًا للنازحين يتحول إلى مسرح لمأساة إنسانية لا تُنسى.
وسط هذا الدمار، كانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تحاول جاهدة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، بينما كانت تحذر من خطورة إطلاق النار بمحاذاة المنشآت الإنسانية، وكانت الأعلام الحمراء، التي تحمل شارة الصليب الأحمر، ترفرف في الهواء، وكأنها تصرخ طلبًا للرحمة والعدالة.
دعوات لتحقيق مستقل
في صباح يوم السبت، دعا مسئول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إلى إجراء تحقيق مستقل في القصف العنيف الذي استهدف مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.
وكتب بوريل على منصة إكس: "يدين الاتحاد الأوروبي القصف الذي ألحق أضرارًا بمكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات، وثمة حاجة إلى تحقيق مستقل وينبغي محاسبة المسئولين عنه".
أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عبر منصة إكس عن سقوط مقذوفات من العيار الثقيل، ما أدى إلى مقتل 22 شخصًا وإصابة 45 آخرين بجروح، وألحق أضرارًا بمكتبها الذي يقع في محيطه مئات المدنيين النازحين.
وأضافت اللجنة أن "الضربة ألحقت أضرارًا مادية بمكتبنا المحاط بمئات المدنيين النازحين الذين يعيشون في الخيام، بمن فيهم العديد من زملائنا الفلسطينيين وأسرهم".
وحذرت اللجنة من أن "إطلاق النار بشكل شديد الخطورة بمحاذاة المنشآت الإنسانية المعلومة المواقع من أطراف النزاع، والتي تحمل شارة الصليب الأحمر بوضوح جلي يعرض حياة المدنيين وطواقم الصليب الأحمر للخطر".
وأشارت إلى أن "هذا الحادث الأمني الخطير يأتي تباعًا لعدة حوادث أخرى وقعت خلال الأيام الأخيرة؛ ففي وقت سابق أصابت عدة رصاصات مقرات اللجنة الدولية للصليب الأحمر".
استنكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بـ"أشد العبارات هذه الحوادث التي تعرض حياة العاملين في المجال الإنساني والمدنيين للخطر، وأكدت أنه بموجب القانون الإنساني الدولي، يتعين على أطراف النزاع اتخاذ جميع التدابير الممكنة لتجنب أذية المدنيين والإضرار بالأعيان المدنية، بما فيها المرافق الإنسانية".