الكنيسة تقرر إيقاف القس دوماديوس حبيب.. وأقباط: منحته فرصة أخيرة لمراجعة نفسة
طالب أقباط الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بتوضيح الأسباب الحقيقية وراء إيقاف القس دوماديوس حبيب عن الخدمة الكهنوتية لمدة عام، خاصة أن البعض قد يربط بين قرار الإيقاف وتوزيع القس لحومًا على الفقراء فى عيد الأضحى، ما قد يسبب بلبلة فى الشارع.
وقال كريم كمال، الباحث القبطى، إن الكنيسة الأرثوذكسية مطالبة بتوضيح سبب إيقاف القس دوماديوس عن ممارسة أعمال الكهنوت لمدة عام، فى ظل وجود لغط كبير بعد صدور القرار.
وأضاف «كمال»: «البيان الصادر عن الكنيسة لم يوضح صراحة سبب الإيقاف، وأدى إلى اعتقاد كثيرين أن السبب هو مبادرة القس بتوزيع لحوم على الفقراء بمناسبة عيد الأضحى المبارك، ما سيترك أثرًا سيئًا عند عموم المصريين، لذا كان على الكنيسة توضيح سبب الإيقاف».
وواصل: «فى اعتقادى، سبب الإيقاف هو حديث القس عن إيران، وتسجيل مقطع فيديو عن زيارة الأضرحة والمزارات، وإجراؤه مقارنة بين حياة السيد المسيح والحسين حفيد نبى الإسلام، وهو ما اعتبرته الكنيسة تدخلًا منه فى منطقة حساسة يمكن أن تسبب عدة مشاكل».
أما الدكتور وليم ويصا، الكاتب الصحفى المختص بالشأن القبطى، فرأى أن قرار الكنيسة لم يكن متأخرًا، مضيفًا: «الذين يرون أنه جاء متأخرًا، لا يضعون فى اعتبارهم أنه لا يمكن للبابا، بحكم مكانته ومهامه، أن يسارع برد الفعل السريع والعام تجاه أمور خطيرة، دون أن يضع فى اعتباره كثيرًا من المحاذير».
وواصل «ويصا»: «هذا فضلًا عن أن الكنيسة قد اتخذت موقفًا منه فى أغسطس من العام الماضى، عبر إصدار قرار بوقفه عن الخدمة»، معتبرًا أن «بيان الكنيسة جاء متوازنًا، وبين سبب إيقاف القس فى العام الماضى بسبب مشاكل أثارها فى الكنائس التى خدم بها، ولا يمكن الخوض فى تفاصيل أكثر لدواعى الخصوصية».
وأشاد بحرص قيادة الكنيسة على عدم الإسراع فى تجريده من رتبته الكنسية، لأن ذلك قد يدفعه إلى ارتكاب معاصٍ جسيمة وأكثر خطورة، فضلًا عما فى التأجيل من منحه فرصة للتوبة، قد تساعده على مراجعة نفسه، فى أحد الأديرة، فى جو روحى وتحت قيادة رهبانية يمكنها أن تعيده إلى الإحساس بجوهر دعوته كقس، وبالتالى «يكون الراعى الأول قد حافظ على خلاص نفس من الضياع بشكل كامل».
وقررت الكنيسة الأرثوذكسية استمرار إيقاف القس دوماديوس حبيب إبراهيم عن الخدمة الكهنوتية، ومنعه من التعامل بشكل كامل مع وسائل الإعلام أو منصات التواصل الاجتماعى بكل صورها، وقضاءه فترة خلوة روحية فى أحد الأديرة القبطية، لـ«منحه فرصة لمراجعة نفسه وتصرفاته، وحرصًا على خلاص نفسه، فى ظل بعض التصرفات الصادرة عنه وأثارت ضجة مؤخرًا».
وأوضحت الكنيسة، فى بيان، أن العمل بهذه البنود الثلاثة سيستمر لمدة عام، مع متابعة مدى التزام المذكور بهذه البنود خلال مدة العام، وفى حال خرقه أيًا منها، يعرض نفسه للتجريد من رتبته الكهنوتية.
وشددت على أن «كل ما صدر عن القس دوماديوس من تصرفات مثيرة للجدل لا يمثل سوى شخصه، والكنيسة غير مسئولة عنه»، مشيرة إلى أن «هذا الأب أثار الكثير من الأزمات والمشكلات عبر سنوات، فى كل كنيسة خدم فيها، مع تنقله بين عدة كنائس بسبب ذلك».