تبرأت منه الكنيسة.. كيف رأى الأقباط قرار البابا بإيقاف القس دوماديوس حبيب؟
قررت الكنيسة الأرثوذكسية قرارًا بإيقاف القس دوماديوس حبيب إبراهيم، مؤكدًة أنه لا يمثل سوى شخصه، والكنيسة غير مسئولة عن تلك التصرفات.
وتابعت في بيان لها، أن هذا الأب آثار الكثير من الأزمات والمشكلات عبر سنوات في كل كنيسة خدم فيها، وتَنَّقَّل بسبب مشكلاته بين عدة كنائس، فضلًا عن صدور تصرفات منه من حينٍ إلى آخر تثير الجدل في الشارع وعلى وسائل الإعلام والتواصل وطوال سنوات حاولت الكنيسة من خلال آبائها حل مشكلاته ومعالجة أخطائه بروح الأبوة، حرصًا على سلامه وإخلاصه، وتم نصحه كثيرًا ومُنِح فرصًا عديدة، فعلنا هذا بكل صبرٍ وأناةٍ وفي هدوء
"الدستور" تواصل مع عدد من الأقباط والباحثين لمعرفة آرائهم حول قرار قداسة البابا
◄ البيان لم يكن متأخرًا
من جهته، قال دكتور وليم ويصا الكاتب الصحفي المقيم بباريس، في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أعتقد أن البيان الذي أصدرته الكنيسة بشأن القس دوماديوس لم يكن متأخراً، والذين يرون أنه جاء متأخراً لا يضعون في اعتبارهم، أنه لا يمكن لقداسة البابا، بحكم مكانته ومهامه، أن يسارع برد الفعل السريع والعام تجاه أمور خطيرة دون أن يضع في اعتباره كثيرا من المحاذير هذا فضلا عن أن الكنيسة قد اتخذت موقفا منه في شهر أغسطس من العام الماضي واتخذت قراراً بوقفه عن الخدمة.
◄ البيان جاء متوازنًا
وتابع: في اعتقادي أن البيان جاء متوازنًا بالقدر الممكن لبيان يصدرعن قيادة الكنيسة، فقد أشار بشكل عام إلى سبب إيقافه في العام الماضي بسبب مشاكل أثارها في الكنائس التي خدم به، ولا يمكن الخوض في تفاصيل أكثر من ذلك لدواعي الخصوصية.
مضيفًا: أري أن قيادة الكنيسة قد راعت، بعدم الإسراع في تجريده من رتبته الكنسية، عددا من الأمور، في مقدمتها أن الإسراع بتجريده قد يدفعه إلي ارتكاب معاص جسيمة وأكثر خطورة قد ينجم عنها إحداث عثرات للبعض هذا فضلا عن أن إعطائه فرصة للتوبة، قد يساعده علي مراجعة نفسه، في أحد الأديرة، في جو روحي، وتحت قيادة رهبانية يمكنها أن تعيده إلي الإحساس بجوهر دعوته كقسًا، وبالتالي يكون الراعي الأول، قد حافظ علي خلاص نفس من الضياع بشكل كامل.
◄يجب توضيح سبب القرار
وفي السياق ذاته، قال كريم كمال الباحث القبطي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إنه كان على الكنيسة توضيح سبب إيقاف القس دوماديوس حبيب عن ممارسة أعمال الكهنوت لمده عام، وذلك لأن هناك لغط كبير حدث وسط الرأي العام بعد صدور البيان من الكنيسة الأرثوذكسية، الأمر الذي لم يوضح صرحًا سبب الإيقاف حيث أعتقد الكثير من الرأي العام أن سبب الإيقاف هو قيام الكاهن بتوزيع لحوم علي الفقراء بمناسبة عيد الأضحي المبارك وهذا الاعتقاد سوف يترك أثر سيئ عند عموم أبناء الشعب المصري؛ لذلك كان على الكنيسة توضيح سبب الوقف.
وتابع: أنه في اعتقادي أن سبب الإيقاف هو حديث الكاهن عن إيران وتسجيل وكليب عن زيارة الأضرحة والمزارات مع حديث الكاهن عن السيد المسيح وعمل مقارنة بين حياتة وحياة الحسين وهو ما اعتبرته الكنيسة تدخل الكاهن في منطقة حساسة يمكن أن تسبب مشاكل لذلك أصدرت قرارها.
وأضاف "كمال" أنه في نفس الوقت تسال العديد من أبناء الكنيسة على وسائل التواصل الاجتماعي لماذا الكنيسة توقف هذا الكاهن ولم توقف أو تحاكم الكهنة الذين أخطأوا في العقيدة، في عظات مسجلة مثل كاهن القوصية القمص بولس القمص ميخائيل الذي دأب على نقض أمور في العقيدة والطقس على وسائل التواصل الاجتماعي وطالب العديد من أبناء الكنيسة بمحاكمته ولكن لم يتم أخذ أي إجراء ضدة وليس هو فقط بل العديد من الكهنة الآخرين الذي يراء أبناء الكنيسة أنهم أحق بالإيقاف والمحاكمة من هذا الكاهن الذي لم يتحدث في العقيدة.
وناشد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إصدار بيان آخر يوضح أسباب وقف القس دوماديوس حبيب الشهير بالقس دوماديوس الراهب لأن ترك شعور لدي الشارع أن سبب الإيقاف هو توزيع لحوم وهداية في عيد الأضحي المبارك شعور غير جيد ويسىء للكنيسة.
◄ الكنيسة تأخرت كثيرًا في اتخاذ موقف حازم
وأشاد أشرف حلمي الكاتب والباحث القبطي المقيم بأستراليا، بقرار البابا إيقاف القس دوماديوس حبيب قائلاً إن الكنيسة تأخرت كثيراً في اتخاذ موقف حازم من القس دوماديوس حبيب إبراهيم، وذلك بعد تصرفاته المثيرة للجدل خاصة في الفترة بعد قرار إيقافه عن الخدمة في أغسطس من العام الماضي 2023، وكان لا بد من محاسبته قبل أن يتمادى في أخطائه التي أساءت للكنيسة بوجه عام خاصة القيادات الكنسية والشعب القبطى والآثار السلبية التي ترتبت علي هذه التصرفات، وذلك عقب الخطأ الكبير الذي ارتكبه وهو عدم التزامه بقرار الكنيسة بإيقافه من جانب، ووقوعه في خطأ عدم الطاعة "طاعة القرارات الكنيسة" من جانب آخر، وكان لابد من الأخذ في الاعتبار أن القس دوماديوس أخذ فرصة من قبل لدي استبعاده من الخدمة بالفيوم بمعرفة الأنبا إبرام مطران الفيوم عام ٢٠١٣.
وأضاف خلال تصريحاته: أنه أود أن انتهز الفرصة بمناشدة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بتشكيل لجنة مجمعية بمراقبة تصريحات وتصرفات الكهنة والأساقفة غير المسئولة والمثيرة للجدل باعتبارها آراء شخصية، مؤكدًا أن القرار يعد درساً وتحذيراً لجميع الكهنة والرهبان بتوخي الحذر في عظاتهم أثناء خدماتهم الكنسية وتصريحاتهم في المناسبات قبل الإدلاء بها لتجنب المشاكل والآثار السلبية التي قد تترتب عليها.
◄هناك تصرفات لابد من ضبطها لسلام الرعية
ومن جهته قال ماركو الأمين الباحث الكنسي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن القرار المعلن عبر صفحة المتحدث الرسمي هو قرار متعقل جدا وكنسي وتم بطريقة قانونية، مؤكدًا أنه فى تصرفات وتصريحات لازم يتم ضبطها لأجل سلامة الرعية وعدم تشويشها.