نرجس ونورهان.. خرجتا لتشجيع الأهلى فغدر بهما الموت فى حادث مأساوى
اتفقت «نرجس» مع صديقتها «نورهان» على حضور مباراة الأهلى والاتحاد السكندرى، لكن الموت كان فى انتظارهما فى حادث تصادم سيارة بالطريق الصحراوى، بعد المباراة التى أقيمت فى برج العرب.
«الدستور» التقت أهالى الفتاتين، لمعرفة تفاصيل ما حدث.. وفى الإسكندرية، مسقط رأس «نرجس»، قابلنا خال نرجس، الحاج ياسر محمد على، أمام مشرحة مستشفى العامرية العام، ينتظر خروج جثمان الفتاة العشرينية.
قال الحاج ياسر: «نرجس ليست فقط بنت أختى، بل ابنتى.. أنا اللى مربيها»، وأضاف: «كانت فرحانة عشان هاتشوف الماتش فى الاستاد، كانت بتحب نادى الأهلى وتتابع جميع المباريات».
وتابع: «لم تكن الأسرة تمنعها من تشجيع الأهلى، وخلال الاستراحة بين الشوطين هاتفت الأسرة وكانت سعيدة وتقول إنها تناولت الطعام مع صديقتها».
وأكمل: «بعد المباراة تواصلنا معها لكن لم يكن هناك رد، حتى أجاب أحد أفراد الأمن من قسم العامرية، وأبلغنا بتعرض ابنتنا لحادث أدى إلى وفاتها فى الحال، هى وصديقتها، والجثمان فى مستشفى العامرية»، مشيرًا إلى أن «نرجس» كانت طالبة بالفرقة الثانية بكلية الحقوق.
وتطرق إلى أن هذا الحادث هو ثانى حادث مأساوى فى الأسرة خلال ٣ أشهر، فوالد نرجس مات منذ أشهر.. هذا قضاء الله وقدره».
وفى «عزبة العمدة» التابعة لقرية الناعورة بمركز الشهداء بالمنوفية، مسقط رأس «نورهان»، التقينا جدة نورهان، التى قالت إنها كانت فى زيارة طويلة لأسرتها للاحتفال بعيد الأضحى، وقالت لها «نورهان» إنها ستحضر المباراة، وطلبت منها أن تشاهدها على التليفزيون.
وأضافت الجدة: «نورهان أول فرحة العيلة، فهى الابنة الكبرى، ولديها ثلاثة أشقاء، وودعت الجميع قبل خروجها من المنزل وقبلت عمتها وقالت إنها سوف تحضر لها مفاجأة عند عودتها من الماتش، وطلبت منا الدعاء لنادى الأهلى بالفوز».
وتابعت: «فى يوم العيد لبست نورهان وقبلتها وأخذت البونبونى ووزعته على أهالى العزبة فى الصلاة، وكانت سعيدة، وقالت لى ستأخذنى معها القاهرة ولن تتركنى.. لكنها رحلت».
أما عمة نورهان، فقالت إنها علمت بخبر الوفاة، فى العاشرة والنصف مساء يوم الحادث، وكانت تجهز لسبوع ابنها، وكانت نورهان هى التى ستتولى تنظيم السبوع.
وأضافت العمة: «كانت تعشق نادى الأهلى وتذهب كل الماتشات، وحلمت بأن تصبح مضيفة طيران حتى تتمكن من زيارة العالم كله».
قررت نيابة العامرية أول بالإسكندرية، سرعة طلب تحريات المباحث حول مصرع المشجعتين فى حادث التصادم والتصريح بدفنهما بعد توقيع الكشف الطبى عليهما لبيان سبب الوفاة، والتحفظ على سائق السيارة لحين ورود تحريات المباحث وسؤاله عن ملابسات الواقعة وظروفها، والتحفظ على كاميرات المراقبة بمحيط مكان الحادث لفحصها، كما أمرت النيابة العامة بإجراء تحليل مخدرات للسائق.