جيش الاحتلال يطلق برنامجًا لمساعدة جنود يعانون اضطرابات نفسية بسبب الحرب
أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن قسم التأهيل في الجيش الإسرائيلي قرر إطلاق برنامج لمساعدة الجنود الذين يعانون الاضطرابات النفسية بسبب الحرب، وتشكيل فرق من الممرضين والأطباء النفسيين، الذين يستطيعون التعامل مع الميل الانتحاري، من أجل إجراء تقييم للجنود الذين يعانون الاضطرابات النفسية.
وأضافت الصحيفة أن "الحرب على غزة تفرض ثمنًا باهظًا يطال الأرواح والإصابات الجسدية والاضطرابات النفسية، خصوصًا بين المصابين من جنود الجيش.
تخوف من الآثار النفسية والصحية على عقول الجنود
ووفقاً لتقرير صدر عن "المعهد الوطني لأبحاث السياسات الصحية" في إسرائيل، كشف عن تخوف من الآثار النفسية والصحية على عقول الجنود الذين تأثروا بالمعارك من نقطة الصفر مع مقاتلي "حماس"، إلى جانب تعرضهم لاضطراب ما بعد الصدمة، جراء حوادث القتل الخطأ التي تعرض لها الجنود على أيدي زملائهم مرات عدة.
وكشف المعهد، في مطلع العام الحالي، عن صورة قاتمة لآثار السابع من أكتوبر الماضي، على الصحة العقلية والنفسية للإسرائيليين.
ووفقًا للمجلس الوطني الإسرائيلي للاضطرابات، وتقرير "ماكينزي"، قد يصاب بين 60 و80 ألف شخص بأعراض تخلف عقلي خطير ومستديم، بسبب اضطراب ما بعد الصدمة من الهجوم المفاجئ والحرب، كما سيصاب ما يصل إلى 550 ألف شخص بأمراض وأزمات نفسية متفاوتة.
واستعرض رئيس جمعية الصحة العقلية في المجتمع الإسرائيلي "إيدو لوريا" بيانات تتوقع أن يعاني ما يصل إلى 625 ألف شخص في إسرائيل من أضرار نفسية، نتيجة هجمات "حماس" والحرب التي أعقبتها على قطاع غزة.
وفي حديث لصحيفة "يسرائيل هيوم"، قال لوريا "هذه التداعيات النفسية والعقلية، تجري في إطار حدث فريد من نوعه وخصائصه، وهو هجوم ضخم، هذه حالة طوارئ نفسية مستمرة".
وفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية، فإن الشهرين الماضيين شهدا زيادة بنسبة 25 في المئة في عدد الحالات إلى خدمات الصحة العقلية والنفسية، وبينت الدراسات أن نسبة تشخيص اضطرابات القلق بين الإسرائيليين زادت عما كانت عليه، قبل السابع من أكتوبر، نحو 50 في المئة، فيما شهد تشخيص "ما بعد الصدمة" زيادة بنسبة 45 في المئة، وارتفع استخدام الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب وأدوية النوم بين الإسرائيليين بنسب مقلقة.
وتشير بيانات مؤسسة "ناتال" الاسرائيلية المتخصصة في مجال علاج الصدمات النفسية، إلى أن المكالمات على الخط الساخن في المؤسسة التي تطلب الدعم النفسي زادت من 25 مكالمة يوميًا إلى نحو 1200 في اليوم، كما اضطرت المؤسسة إلى تدريب مزيد من المتطوعين الاستيعاب الكم الهائل من الاستشارات النفسية التي ترد عبر الإنترنت.
كما أنه من المتوقع أن يستقبل مركز إعادة التأهيل بوزارة الدفاع الإسرائيلية 20 ألف مجند هذا العام مع استمرار القتال في غزة %80 منهم بسبب الإصابات الناتجة عن الحرب.
وفقًا لوزارة الدفاع الإسرائيلية استقبلت مراكز إعادة التأهيل أكثر من 64000 مجند منذ 7 أكتوبر بزيادة ثالث أضعاف عما استقبلته على مدار العام، كما أن أكثر من 64 ألف جندي يعالجون حاليا في مركز إعادة التأهيل التابع لوزارة الدفاع الاسرائيلية، أكثر من ثماني ألف منهم يعالجون من اضطراب ما بعد الصدمة.