هدنة 11 ساعة يوميًا فى محور فيلادلفيا.. موعد تطبيق قرار "إشعال الغضب" بإسرائيل
كشفت القناة السابعة العبرية عن كواليس قرار جيش الاحتلال الإسرائيلي تكثيف وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بعد المضايقات الكبرى التي تعرضت لها شاحنات المساعدات التي تدخل للقطاع عبر معبر كرم أبوسالم، حيث تخشى إسرائيل من العقوبات المالية الغربية على عدد واسع من الإسرائيليين، فضلًا عن اعتزام الولايات المتحدة وأوروبا إصدار مذكرات اعتقال بحق العديد من الإسرائيليين.
تخوفات إسرائيلية جديدة من أوامر الاعتقال والعزلة المالية
وأفادت الشبكة الإسرائيلية بأن جيش الاحتلال قرر وقف العمليات العسكرية على طول محور فلادليفيا لمدة 11 ساعة تبدأ من الساعة 8 صباحًا حتى السابعة مساءً يوميًا؛ من أجل السماح لمئات شاحنات المساعدات الإنسانية بالدخول إلى رفح عبر المعابر الحدودية.
ويهدف وقف إطلاق النار خلال هذه الساعات إلى ضمان عدم تعرض الأبرياء وعمال الإغاثة للأذى، ويتم التنسيق مع منظمات الإغاثة الدولية.
وأضافت الشبكة أنه منذ اتخاذ القرار وتشتعل نيران الغضب داخل حكومة الاحتلال التي يديرها اليمين المتطرف، بعد استقالة جانتس.
ولفتت إلى أن المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، حاول التقليل من أهمية القرار، مشيرًا إلى أن الأمر يقتصر على وقف القتال في الممر الحدودي فقط، وليس في جنوب غزة بالكامل، حيث تستمر العمليات العسكرية في رفح، كما أنه لا توجد أي تغيرات في إدخال البضائع إلى قطاع غزة.
وأضافت أن القرار جاء على خلفية محاولة إسرائيل تعزيز المساعدات الإنسانية داخل قطاع غزة، وخصوصًا مدينة رفح، بعد تصاعد الانتقادات الدولية لإسرائيل لعرقلتها دخول المساعدات، فضلًا عن عزم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إصدار مذكرات اعتقال بحق أعضاء مجموعة "تساف 9" المتطرفة التي حاولت منع دخول المساعدات بل وخربت بعضها.
ونوهت بأنه في حال تم منع أعضاء تساف 9 من السفر للخارج في السنوات القليلة المقبلة، سيكون أمام الحكومة الأمريكية ونظيرتها الغربية الفرصة لاعتقالهم في أي وقت، كما أنهم لن يستطيعوا ممارسة أي نشاط مصرفي، وسيكون على إسرائيل الالتزام بهذه الأوامر، وإلا ستجد نفسها معزولة ماليًا ومحظورة في منظومة التسوية المالية الدولية بجانب العديد من الدول الأخرى التي تخضع للعقوبات مثل إيران.
وأضافت أنه مع تصاعد التهديدات داخل الائتلاف اليميني المتطرف بالانسحاب من الحكومة ما قد يتسبب في انهيارها، لا يبدو أن أحدًا سيكون مقبلًا على اتخاذ مثل هذه الخطوة، خصوصًا إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي المتطرف.
وأشارت إلى أن إسرائيل بدأت تشعر بالعزلة الدولية ودعوات المقاطعة لها على عدة مستويات وهي الصادرات والتعاون الأكاديمي والعلاقات الدبلوماسية مع الدول.
تأثير غير معروف ومحاولات جديدة لزيادة عدد شاحنات المساعدات
وعلى جانب آخر، أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه لم يتضح على الفور مدى تأثير الهدنة على حجم المساعدات التي تدخل غزة، وبالتزامن مع الهدنة، قالت إسرائيل يوم الأحد، إن أكثر من ألف شاحنة مساعدات قامت السلطات الإسرائيلية بتفتيشها عبرت إلى غزة من معبر كرم أبوسالم وتنتظر تفريغ حمولتها، وقال مسئولون إسرائيليون إن توزيع هذه المساعدات سيكون مشروطًا بوكالات الإغاثة.
وقال المتحدث باسم مكتب الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، ينس لايرك، إنه يرحب بالإعلان الإسرائيلي، لكنه "لم يترجم بعد إلى المزيد من المساعدات التي تصل إلى المحتاجين"، ودعا إسرائيل إلى اتخاذ خطوات إضافية، بما في ذلك تسريع مرور شاحنات المساعدات عبر نقاط التفتيش في غزة والسماح بدخول المزيد من الوقود ومعدات الاتصالات لتسريع عمليات تسليم الإغاثة.
وتابع لايرك: "نأمل أن يؤدي هذا إلى مزيد من الإجراءات الملموسة من جانب إسرائيل لمعالجة القضايا القائمة منذ فترة طويلة، والتي تمنع الاستجابة الإنسانية ذات المغزى في غزة".
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن ببدء الهدنة المحدودة، يبدو أن إسرائيل تستجيب لأشهر من الانتقادات الدولية بأن حملتها العسكرية تركت سكان غزة يعانون من نقص شديد في الغذاء والماء والأدوية والوقود وغيرها من الإمدادات.