أسرار حرب غزة.. حماس تفضح وهم النصر الإسرائيلى وتحقق مكاسب حاسمة
أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أنه مع دخول حرب غزة شهرها التاسع، تصاعدت التوترات بشدة في شمال إسرائيل، ليقاتل جيش الاحتلال على جبهتين في وقت واحد، وتكشف هذه الحرب بقيادة حركة حماس عن أن الوعد الإسرائيلي بتحقيق النصر السريع والحاسم في أي معركة هو مجرد وهم بالرغم من استخدام قوة النيران الهائلة وما ترتب عليها من عواقب مدمرة على أرواح المدنيين في قطاع غزة.
حماس تكشف الانتصار الإسرائيلي الوهمي في غزة وتحقق مكاسبها الخاصة
وتابعت أنه في خضم الضغوط الدولية التي تقودها الولايات المتحدة لإجراء محادثات هادفة لوقف إطلاق النار واتفاق إطلاق سراح المحتجزين مقابل الأسرى الفلسطينيين، بدعم من صدور قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فرضت ديناميكيات الحرب الطويلة الأمد واقعها الخاص.
وأضافت أن التقارير التي تفيد بوجود رسائل بعث بها يحيى السنوار، زعيم حماس في غزة، تشير إلى أن الجماعة ترى تقدم الصراع في ضوء مختلف جذريًا عن المسئولين الإسرائيليين.
وأشارت إلى أن حماس تنظر للحرب بشكل مختلف عن إسرائيل، حيث ترى أنها معركتها التاريخية للتحرير من الاحتلال والتي تشبه نضال الجزائر من أجل الاستقلال عن فرنسا والذي عانى من نكسات مدنية كبيرة على أيدي القوات الفرنسية.
وأضافت أن الفشل المستمر في محادثات وقف إطلاق النار الهادفة كشف عن وجهات نظر متعارضة تمامًا بين إسرائيل وحماس - ليس فقط فيما يتعلق بما يمثله الصراع اليوم، بل أيضًا فيما يتعلق بالمسار الأطول أمدًا.
وأشارت إلى أن القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل اعتقدت لسنوات أنه من الممكن إدارة صراعاتها، سواء مع الفلسطينيين أو مع حزب الله في الشمال، في حين تتجاهل العوامل السياسية التي تحرك المقاومة المسلحة في كلا البلدين، وخاصة المطالبة الفلسطينية بإقامة الدولة وتقرير المصير.
وأضافت أن حماس وحزب الله كانا ينظران منذ فترة طويلة إلى أفق أبعد، وبالنسبة لحماس على وجه الخصوص، لا يُنظر إلى الحرب الأخيرة باعتبارها واحدة من سلسلة من الصراعات العرضية، بل باعتبارها انخراطًا في صراع أطول تعتقد أنها ستنتصر فيه في نهاية المطاف.
وتابعت أنه إذا كانت هناك نقطة مشتركة في التقييمات الميدانية لإسرائيل وحماس، فهي تكمن في الاعتقاد الكئيب لدى الجانبين بأنه لا يوجد خيار سوى مواصلة القتال، حيث تعتقد حماس أنها حققت مكاسب كبرى بعيدة عن ساحة القتال وخصوصًا على الجبهة الدبلوماسية مع عزلة إسرائيل الدولية.
وأضافت أن إدارة إسرائيل للحرب باستخدام قوة نيران هائلة وما تلاها من معاناة مدنية كارثية جعلتها تواجه عزلة دبلوماسية متزايدة واتهامات بارتكاب جرائم حرب متسلسلة، بما في ذلك الإبادة الجماعية واستخدام التجويع كسلاح حرب، فضلًا عن اعتراف المزيد من الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية وفقًا لحدود 1967.
وأشارت إلى أنه في الوقت الذي تتهم فيه واشنطن حماس بعدم المرونة في المفاوضات لتمسكها بشروط إنهاء الحرب بالكامل والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، فإن إسرائيل لا تقل تشددًا عن حماس.
وتابعت أنه في الوقت نفسه أدت 9 أشهر من التبادلات اليومية والمكثفة تدريجيًا إلى نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص على جانبي الحدود اللبنانية، حيث أصبح السيناريو الذي لم يكن من الممكن تصوره في سبتمبر الماضي، وهو تورط إسرائيل في حرب حدودية ممتدة وغير حاسمة على نحو خطير مع حزب الله قضية سياسية وسط تزايد المطالبات بشن هجوم موسع على نطاق واسع ضد حزب الله.
وأضافت الصحيفة أن محادثات وقف التصعيد، التي يقودها المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكشتاين، فشلت في تحقيق هدفها حيث أصر حزب الله على أن حملته مشروطة بإنهاء القتال في غزة، ويبدو أن الحرب على الجبهتين - بغض النظر عن الرعب الذي تتسم به - سوف تستمر في الوقت الراهن.