كارثة صحية.. مخلفات الأضاحي خطر يهدد البيئة
مع حلول عيد الأضحى المبارك تتكرر المشلكة التي تحدث كل عام، ألا وهي إلقاء البعض مخلفات الأضاحي بالشوارع مما يتسبب عنه كوارث بيئية خطيرة وذلك عقب انتهاء أيام العيد، وذلك في الوقت الذي تسعى وزارة البيئة للحد من التلوث، والتوعية المستمرة من أجل ذلك.
في "الدستور" نوضح الآثار البيئية والصحية المترتبة على إلقاء مخلفات الآضاحي في الشوارع والطرقات من خلال التواصل مع عدد من الخبراء والمختصين، إذ بدأ موعد تراكمها الآن.
مستشار برنامج المناخ العالمي: تسبب مراض السل والكوليرا والسامونيلا
عرّف الدكتور مجدي علام مستشار برنامج المناخ العالمي وأمين اتحاد خبراء البيئة العربي مخلفات الأضاحي بأنها تتمثل في الدم والجلد والقرون والعظام، وكذلك الحوافر والأجزاء التي لا تصلح للاستخدام الآدمي ومحتويات الكرش والصوف والشعر.
وتابع أن إلقاء هذه المخلفات بالشوارع يعد بمثابة المصنع المتجدد لإنتاج الفيروسات والميكروبات الخطرة على البيئة وصحة جميع الكائنات الحية، والتي تتسبب في انتشار الأمراض مثل الكوليرا والسامونيلا والسل والتهاب الكبد الوبائي وغيرها من الأمراض.
وأضاف أن وجود تلك المخلفات في الشوارع يتسبب في جميع أنواع التلوث تقريبًا، إذ يتسبب في التلوث البصري والهوائي، كما يمكن أن يتسبب في تلوث المياه إذا تسرب دم تلك الأضاحي إلى مناطق قريبة من محطات الشرب أو من المياه الجوفية مما يؤثر كذلك على التربة ويتسبب في تغير في محتوياتها.
كما أوضح علام أن كميات الدماء الناجمة عن ذبح الآضاحي تُشكل بيئة مثاليّة لتكاثر البكتيريا وانتشار الأمراض لافتًا إلى أن تلك البكتريا شرهه في استهلاك "الأكسجين" مما يُسرع من عمليّة "التخمر"، وبالتالي تفوح الروائح الكريهة من المجاري.
وأردف علام في حديثه أنه على المواطنين ذبح الآضاحي في المجازر التي توفرها الدولة، مؤكدًا على أنها بالمجان كما أكد أن بها العديد من الأطباء البيطريين الأكفاء الذين يكتشفون الأمراض في الذبيحة قبل تناولها، وبالتالي يعد ذلك الإجراء هو الأكثر أمنًا للمواطنين أنفسهم أولًا من الذبح خارج المجزر ثم أنه الأكثر أمنًا كذلك على البيئة، إذ يقلل من انتشار الأمراض.
مدير فريق المخلفات: دور هام لشركات النظافة
ومن جهتها قالت الدكتورة مها البشير مدير فريق المخلفات الصلبة، بصندوق التطوير الحضارى والعشوائيات أن هناك العديد من الشركات التي تقوم على التنظيف في الأحياء المختلفة لمحافظات الجمهورية من مهمتها التخلص من هذه المخلفات بالطريقة الآمنة حيث تقوم بجمعها وتوصيلها إلى المدفن الصحي، وهناك يتم إعادة تدوير كل المخلفات التي يمكن إعادة تدويرها من خلال توزيعها على الجهات المختصة، وكذلك دفن المخلفات التي لا يمكن إعادة تدويرها بطريقة لا تضر البيئة.
كما أوضحت مها أنه يمكن استغلال مخلفات الأضاحي في العديد من الأوجه المفيدة بدلًا من تلويثها للبيئة إذ يستخدم الصوف في صناعة السجاد، كما يمكن استخدام حوافر الأضاحي في تصنيع الصمغ، وغيرها من المخلفات التي يمكن استغلالها أيضًا.
حددت المادة 84 مكرر من قانون البيئة رقم 4 لسنة 1994 والمعدل بالقانون رقم 9 لسنة 2009، العقوبات الواجب توقيعها على المتسبب في تلوث البيئة الهوائية والتي تصل إلى الحبس مدة زمنية.
ونصت المادة على أنه: يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة وبغرامة لا تقل عن 5000 جنيه، ولا تزيد على 100 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من يخالف أ حكام المواد 22 و37 بند أ، و69 من هذا القانون.
خبير زراعي: يجب إعادة التدوير
كما أكد الخبير الزراعي سيد فرج في حديثه "للدستور" أن الحكومة المصرية تعمل دائمًا على توفير أماكن مخصصة لذبح الأضاحي بشروط صحية وبيئية ملائمة، ويأتي أهمها المجازر الصحية مؤكدًا على أنها توفر خدمات جمع ونقل المخلفات بشكل فوري وفعال كما أنها تساعد في توفير سيارات مبردة لنقل الأحشاء والأعضاء التي يمكن استغلالها في صناعات أخرى بالإضافة إلى ذلك من خلالها يتم حاويات كبيرة لرمي المخلفات التي لا يمكن استغلالها، وتغطيتها بطبقة من التربة أو الجير، وذلك بهدف تقليل رائحتها وأيضًا انبعاث الغازات منها.
وتابع فرج أن مخلفات الأضاحي من الممكن أن تتحول إلى ثروة قومية في حال تم استغلالها الاستغلال الأمثل إذ أنه يمكن تحويل الأحشاء والأعضاء إلى دهون حيوانية تستخدم في صناعة الصابون والشموع والدهانات، كما يمكن استخدام الجلود في صناعة شتى المنتجات الجلدية.
وأضاف أن الأظافر والشعر أيضا يمكن تحويلهما إلى جيلاتين وهو الذي يستخدم في صناعة الأدوية والحلويات والمستحضرات التجميلية، بالإضافة إلى ذلك فإن جميع المخلفات العضوية بشكل عام مكن تحويلها إلى سماد عضوي أو غاز حيوي يستخدم في الزراعة والطاقة.
الزراعة: مجازر مجانية
ومن جانبه، كان قد أوضح الدكتور محمد القرش، المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة، أن الوزارة رفعت درجة الاستعداد القصوى في 300 مجزر على مستوى جميع المحافظات، وذلك بالتنسيق مع وزارة التنمية المحلية، كما أضاف أن هذه الخطة تهدف إلى توفير كافة التسهيلات للمواطنين لذبح أضاحيهم في المجازر، للحفاظ على سلامة وجودة اللحوم.
وأضاف أن الوزارة ستوفر أطباء بيطريين في المجازر لضمان سلامة الأضاحي، بالإضافة إلى حرصها على نظافة اللحوم وسلامتها، كذلك حذر المتحدث الرسمي من ذبح الأضاحي في الشوارع أو أمام المنازل، مشيرًا إلى وجود غرامات على المواطنين في حال القيام بذلك.
البيئة تناشد المواطنين
وبدورها ناشدت وزارة البيئة، المواطنين، التخلص الآمن من مخلفات الأضاحي في الأماكن المخصصة لذلك بالمحطات الوسيطة ومواقع التخلص الآمن، وكذلك إبلاغ غرفة العمليات المركزية بالوزارة في حالة وجود بؤر لانتشار مخلفات الأضاحي، لسرعة التنسيق مع الجهات المعنية لرفعها أولا بأول.