رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عيد الأضحى يُذكِّر العائلات فى غزة بأعباء الحرب القاسية

غزة
غزة

في الصيف الماضي، احتفل الفلسطينيون في قطاع غزة بعطلة عيد الأضحى كما يفترض أن تكون مع ولائم عائلية كبيرة، وتقاسم اللحوم مع من هم أقل حظًا، وملابس جديدة وهدايا للأطفال.

ولكن هذا العام، وبعد ثمانية أشهر من الحرب المدمرة بين إسرائيل وحماس، سوف تأكل العديد من الأسر الأطعمة المعلبة في الخيام الخانقة، لا تكاد توجد أي لحوم أو ماشية في الأسواق المحلية، ولا توجد أموال لشراء هدايا العيد أو الهدايا - فقط الحرب والجوع والبؤس، ولا نهاية في الأفق.

قالت نادية حمودة، التي استشهدت ابنتها في الحرب وفرت من منزلها في شمال غزة قبل أشهر وتقيم في خيمة في مدينة دير البلح بوسط البلاد في تصريح لوكالة "أسوشيتد برس": "ليس هناك عيد هذا العام، نسمع الأذان نبكي على من فقدنا وعلى الأشياء التي فقدناها، وعلى ما حدث لنا، وكيف كنا نعيش من قبل".

سيحتفل المسلمون في جميع أنحاء العالم بعيد الأضحى الذي يستمر أربعة أيام، في بداية الأسبوع، وهو يحيي ذكرى استعداد النبي إبراهيم للتضحية بابنه إسماعيل، كما ورد في القرآن الكريم، في التقاليد اليهودية والمسيحية، دُعي إبراهيم للتضحية بابنه الآخر إسحاق.

كانت غزة فقيرة ومعزولة حتى قبل الحرب، لكن الناس ما زالوا قادرين على الاحتفال من خلال تعليق الزينة الملونة، ومفاجأة الأطفال بالحلويات والهدايا، وشراء اللحوم أو ذبح الماشية لمشاركتها مع من هم أقل حظًا.

وأضافت "حمودة": "لقد كان عيدًا حقيقيًا. كان الجميع سعداء، بمن في ذلك الأطفال".

 

غزة في حالة خراب

والآن أصبح جزء كبير من غزة في حالة خراب وفر معظم السكان البالغ عددهم 2.3 مليون فلسطيني من منازلهم، بسبب حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي. 

وأدت الحرب إلى استشهاد أكثر من 37 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في غزة، لقد دمر معظم الإنتاج الزراعي والغذائي في القطاع الفلسطيني، ما ترك الناس يعتمدون على المساعدات الإنسانية التي تعطلت بسبب القيود الإسرائيلية والقتال المستمر.

وحذرت وكالات الأمم المتحدة من أن أكثر من مليون شخص، أي ما يقرب من نصف السكان، قد يواجهون أعلى مستوى من المجاعة في الأسابيع المقبلة.

وفي أوائل مايو، أغلقت مصر معبرها المؤدي إلى مدينة رفح جنوب غزة بعد أن استولت إسرائيل على الجانب الفلسطيني منه، ما أدى إلى إغلاق الطريق الوحيد أمام الناس للدخول إلى القطاع أو الخروج منه، وهذا يعني أنه لن يتمكن أي فلسطيني من غزة تقريبًا من أداء فريضة الحج السنوية التي تسبق العيد.