كيف تغلب المسيح على الجاذبية في قصة صعوده للسماء؟
تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية، الخميس، بحلول عيد الصعود المجيد وهو أحد الأعياد السيدية الكبرى طبقا للتقسيم الكنسي للأعياد.
وقال جرجس عبد الله، المتخصص في شؤون الكتاب المُقدس إن هناك عادة تساؤلين فيما يختص بالصعود الاول قوانين الطبيعة واولها الجاذبية، وهنا يجب الاشارة الى انه ليس في الصعود مشكلة أعظم مما في القيامة أو في التجسد فلا يدرك أحد طبيعة جسد قيامة المسيح وكل ما عرف عنه أنه كان يختلف عن الجسد الذي وضع في القبر مع أنه كان أساسًا نفس الجسد فهو نفس الجسد، ومع ذلك يختلف عنه.
وكان الصعود الخاتمة الطبيعية لحياة المسيح على الأرض فالصعود لا ينفصل إطلاقًا عن القيامة، وعليه فكل ما يمكن أن يقال عن القيامة فيما يختص بقوانين الطبيعة ينبطق أيضًا على الصعود.
وبخصوص التساؤل حول تحديد مكان العالم الروحي فيعترض البعض على أن ما جاء في سفر أعمال الرسل عن الصعود، يتضمن القول بأن السماء توجد فوق الارض. والسماء مكان وحالة في نفس الوقت.
وحيث إن الشخصية تستلزم بالضرورة مكانًا لوجود شخص ربنا الإله والأنسان في نفس الوقت فالقول بأن السماء فوق الأرض قد يكون مجرد تعبير رمزى وعلينا أن نفكر في الانتقال من حالة إلى حالة أكثر ما في الأنتقال من مكان إلى مكان فالمعني الحقيقي للصعود هو أن ربنا أنسحب من عالم القيود والمحدوديات إلى وجود أسمى وأشمل حيث يوجد الله.
إلى أهمية لاختلاف مفهومنا الآن عن الكون المادي، عن المفهوم في أيام العهد الجديد فما زلنا نتحدث عن شروق الشمس وغروبها مع أن هذا ليس صحيحًا بالمعنى العلمي الدقيق، وهكذا اختفى المسيح عن النظر دون اعتبار للمسافات أو الاتجاهات ونحن نقبل هذه الحقيقة دون تفسير علمي لها فقد كان الصعود تغييرًا لحالة الوجود، والحقيقة الأساسية هي أنه ارتفع واختفي عن أنظار التلاميذ. فحقيقة الصعود حقيقة أكيدة مثل القيامة، وكلتا الحقيقتين متلازمتان.