كارثة النفايات الطبية.. الموت يفترش الشوارع في قطاع غزة
تفتك الأمراض بقطاع غزة في الوقت الحالي، نتيجة انتشار القمامة والنفايات، خاصة الطبية التي باتت تغطي الشوارع وفي كل مكان، فضلًا عن المياه الملوثة غير الصالحة للشرب التي يضطر أهالي غزة إلى تناولها لعدم توافر غيرها.
وباتت الأمراض المُعدية منتشرة بين الأطفال تحديدًا على رأسها الإسهال، وما زاد الأمرض صعوبة؛ هو مخلفات الحرب نتيجة الغارات الإسرائيلية التي أدت إلى سقوط المباني، وتراكم الخرسانة الخاصة بها ومخلفات الحرب أيضًا.
تراكم أكوام النفايات
واتساقًا مع ذلك، أعلنت منظمة العمل ضد الجوع، أن قطاع غزة مُعرض لتفش غير مسبوق للأمراض هذا الصيف، بسبب أكوام المخلفات التي يصيبها التعفن بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانتشار المخلفات الطبية، ما يزيد مأساة السكان الذين يعانون بالفعل من نقص الغذاء.
ولفتت إلى أن إدارة المخلفات أحد الاهتمامات الرئيسية للمنظمة؛ لأنه لا يمكن إزالتها من القطاع، ولا يستطيع سكانه الوصول إلى مكبات النفايات: «هذه الكمية من المخلفات الصلبة في جميع أنحاء القطاع تسبب مشكلات عديدة تتعلق بالنظافة والصرف الصحي».
وأضافت:«نخشى ظهور أمراض لم تظهر من قبل في القطاع، وأن تؤثر في كل السكان وخاصة في فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة».
فما وضع تراكم النفايات في قطاع غزة وإلى أين وصلت الكارثة؟ «الدستور» في التقرير التالي تحدثت مع خبراء.
الأمراض تنتشر بسبب تراكم النفايات
يؤكد هاني جودة، رئيس شبكة مناصري لاجئي فلسطين، أن النفايات الطبية في غزة تحديدًا أصبحت الأكثر ضررًا، مبينًا أن النفايات منتشرة وأكوام من الحقن والشاش الطبي المغموس في الدم وعبوات المطهرات وغيرها والتي تتراكم في شوارع غزة بشكل خطر.
يوضح لـ«الدستور» أن الحياة بسبب تلك النفايات أصبحت غير آدمية، ولأن المستنقعات امتلأت بالنفايات الطبية الخطرة، مبينًا أن هناك أيضًا مخلفات للحرب التي أدت إلى انتشار الأمراض والسموم في القطاع.
هناك نحو 360 ألف حالة موثقة من الأمراض المعدية في الملاجئ منذ ديسمبر الماضي وحتى يناير، بحسب سليم عويس، مسؤول الإعلام في منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
أزمة أخرى يشير لها جودة وهو أن القمامة تنتشر في وقت لا يوجد فيه مياه صالحة للشرب بل أصبحت المياه كلها ملوثة، وأصبح هناك انتشار كبير للحشرات والأمراض مما يجسد كارثة صحية شديدة.
ونوهت بأن المياه الملوثة مع انتشار القمامة كلها أمور ستؤدي إلى انتشار الأمراض بين السكان: «الحرارة الآن مرتفعة بشدة وكلها تؤدي إلى تعفن النفايات وعدم النظافة يزيد من الأمر في انتشار الأمراض الجلدية».
بالإضافة إلى زيادة حالات جدري الماء والتهاب السحايا والجرب والقمل واليرقان والطفح الجلدي، بحسب عويس، وهناك أكثر من 160 ألف حالة إصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الحادة بسبب الدخان.
المكتب الإعلامي يحذر
كما حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من تداعيات صحية وبيئية خطيرة على سكان شمال القطاع، على خلفية التلوث البيئي غير المسبوق الذي خلفه تكدس جبال نفايات، ومئات المقابر الجماعية المؤقتة، وركام المنازل جراء القصف الإسرائيلي.
وتلاه تحذير آخر بشأن النفايات الصحية الطبية تحديدًا، إذ أن مناطق شمال قطاع غزة تتعرض لمكرهة صحية وتلوث بيئي غير مسبوق ينذر بتداعيات صحية وبيئية خطيرة على أكثر من 700 ألف نسمة يعيشون فيها وفق المكتب.