رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مالك العثامنة: صعود اليمين فى أوروبا سيكون له أثره في سياسات الاتحاد

مالك العثامنة
مالك العثامنة

شهدت انتخابات البرلمان الأوروبي الأخيرة تحقيق الأحزاب المنتمية لليمين المتطرف مكاسب تاريخية في دول رئيسية بالقارة العجوز، ما أثار تساؤلات بشأن أسباب صعودها وتداعيات ذلك على التوجهات السياسية للاتحاد الأوروبي.

وتشير التوقعات إلى استمرار سيطرة أحزاب الوسط والأحزاب الليبرالية على غالبية المقاعد في المؤسسة التشريعية الأوروبية، لكن التقدم الذي حققته أحزاب اليمين ينذر بتحولات كبيرة في تكتل أوروبا، وسينعكس على عديد الملفات.

وقال الكاتب والمحلل السياسي المقيم في بروكسل، مالك العثامنة، إن صعود أحزاب اليمين في البرلمان الأوروبي سيكون له أثره في سياسات الاتحاد نفسها، خصوصا الداخلية المتعلقة بأوروبا وهو ما سينعكس على قوانين الهجرة واللجوء. 

مزاج الناخب الأوروبي

وأضاف العثامنة لـ"الدستور": لن نتوقع تغييرا جذريا سريعا في سياسات الاتحاد الأوروبي لكن صعود اليمين يعكس مزاج الناخب الأوروبي نفسه في الاتحاد، وهو ما ينعكس على الانتخابات الداخلية لتلك الدول والتخوف من تزايد سيطرة اليمين على سياسات الدول نفسها مثل فرنسا وألمانيا.

وواصل قائلا: بالنسبة للحرب على غزة، فسياسات اليمين لن تكون بعيدة عن السياسات الحالية إلا في تأثيرها على بعض الدول التي انحازت لصالح القضية الفلسطينية مثل السويد وإسبانيا وربما بلجيكا.

وتابع بقوله، إنه بالنسبة للحرب على أوكرانيا فليس كل التيار اليميني متفق على الوقوف مع روسيا، وهذا تصور خاطئ، فاليمين الأوروبي يحتوي على أحزاب قومية أوروبية ووطنية تتعارض مصالحها مع مصالح روسيا، لكنها غير متفقة على سياسات الاتحاد الأوروبي في الحرب الروسية الأوكرانية.

صعود اليمين المتطرف

واستطاعت الأحزاب المنتمية لليمين المتطرف تحقيق مكاسب في انتخابات البرلمان الأوروبي، يوم الأحد، ما وجه ضربة قوية إلى كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون،  والمستشار الألماني، أولاف شولتس.

وفاجأ الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، العالم، مساء الأحد، بإعلانه حل الجمعية الوطنية "البرلمان الفرنسي"، والدعوة لانتخابات مبكرة في 30 يونيو الجاري، بعد الخسارة التي مني بها حزبه في انتخابات البرلمان الأوروبي، مقابل صعود أحزاب اليمين المتطرف.

ويسعى ماكرون، الذي لا يحظى حزبه "النهضة" بأغلبية برلمانية في الداخل، إلى محاولة تحقيق هذه الأغلبية ليستطيع السيطرة على زمام الأمور في فرنسا، بعد أن فقدها لصالح اليمين المتطرف في الخارج، فيما يبقى احتمال خسارته الداخلية قائما.