تحت غطاء حرب الإبادة.. المستشار محمد خفاجي يكشف الدور الخطير للصندوق القومي اليهودي
تحت غطاء حرب الإبادة الجماعية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد السكان المدنيين بقطاع غزة، خاصة الأطفال والنساء حتى وصل إلى مستويات متطرفة من الوحشية في غياب العدل الدولي لما يتعرض له شعب عربي مسلم أعزل، وتسببت الحرب في دمار شامل وموت للفلسطينيين المحاصرين ، يأتى الدور الخطير للصندوق القومي اليهودى الذى لم يتكلم عنه أحد في تهجيرالفلسطينيين، ولجمع تبرعات العالم يزرعون بها الأشجار لإخفاء التطهير العرقي.
كشف المفكر والمؤرخ القضائى القاضى المصرى الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة في أحدث دراساته مهمة عن الملف الفلسطينى الإسرائيلى بعنوان (الدور الخطير للصندوق القومي اليهودى منذ 125 عامًا في تهجيرالفلسطينيين والاستحواذ على أراضيهم وتهويدها بما يحفظ لإسرائيل حمضها النووى ) عن حقيقة الصندوق القومي اليهودى نشأ منذ 125 عامًا وأغراضه فى تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وهو ما ترفضه مصر بثبات لصالح القضية الفلسطينية، ونعرض لأهم ما ورد بتلك الدراسة المهمة للعرب.
الصندوق القومي اليهودي نشأ منذ 125 عامًا للمساعدة فى قيام دولة إسرائيل والاستحواذ على أراضى الفلسطينيين وتهويدها بما يحفظ لإسرائيل حمضها النووى!
يقول الدكتور محمد خفاجي: "تأسس الصندوق القومى اليهودى في المؤتمر الصهيوني الخامس عام 1901 في بازل بسويسرا، وكان هدفه الأصلي، الحصول على الأراضي والممتلكات الفلسطينية بغرض توطين اليهود هناك، وللمساعدة في إقامة دولة إسرائيل، والتفويض الأبدى الممنوح له من الشعب اليهودي هو العمل في دولة إسرائيل أو في أي منطقة تراها حكومة إسرائيل تخضع لولايته من أراضى العرب"
ويضيف " يقوم الصندوق القومي اليهودى على الاستحواذ والسيطرة على أراضى الفلسطينيين وتهويدها بما يحفظ لإسرائيل حمضها النووى !، إذ يقوم حديثا في شراء الأراضي لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة بطرق مشبوهة. وهذا باعتراف القائمين على إدارة هذا الصندوق ففى مقابلة تلفزيونية على قناة كان 11 – وهى قناة حكومية إسرائيلية تدار من قبل هيئة البث الإسرائيلي تم إطلاقها في 15 مايو 2017 لتحل محل القناة الإسرائيلية الأولى- حيث أكد رئيس الصندوق القومي اليهودي أفراهام دوفدفاني أن السياسة الجديدة لا تبتعد في الواقع عن المبادئ الأساسية للمنظمة وأن استرداد الأرض كان دائمًا هو دور الصندوق على جانبي الخط الأخضر، وفقًا لمذكرة التفاهم لعام 1954 التي تسمح له بالعمل في أي منطقة تقع ضمن نطاق سلطة حكومة إسرائيل من أجل إنقاذ الأرض"
ويشير " وهكذا نرى أن الصندوق القومي اليهودي يلعب دورًا محوريًا في التمييز المنهجي الذي تمارسه إسرائيل ضد المجتمع الفلسطيني داخل الخط الأخضر وفي تجريد الفلسطينيين من ممتلكاتهم على جانبي هذا الخط. كما أعرب دافيدي بن تسيون، عضو مجلس إدارة الصندوق القومي اليهودي الذي يعيش في مستوطنة بالضفة الغربية، أن وضع السياسة الجديدة هى أن الجهود التي تبذلها المنظمة للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، والتي كانت تتم سابقًا بصورة هادئة أو عن طريق الشركات التابعة لها، بينما تتم الآن في العلن وبشكل صريح للتهويد التدريجي للقدس الشرقية المحتلة والضفة الغربية منذ عام 1967 والسكان البدو الأصليين في صحراء النقب. "
الرسالة الأسمى للصندوق القومي اليهودي ترحيل الفلسطينيين من أراضيهم إلى سيناء
ويذكر " يعترف الموقع العبري للصندوق اليهودي اليهودي بأن تيودور هرتزل، أبو الصهيونية السياسية الحديثة، جادل باصرار في الكونجرس من أجل استخدام الأموال اليهودية لشراء الأراضي الفلسطينينة وترحيلهم إلى شبه جزيرة سيناء، وشرائها ثم شراء سوريا وأجزاء أخرى من تركيا في آسيا وأوروبا "
ويوضح "كانت فكرة تهجير السكان الأصليين الفلسطينيين لسيناء واضحة بالنسبة للقادة الصهاينة قبل قيام الدولة الإسرائيلية ذاتها، ففي المؤتمر الصهيوني العشرين عام 1937، ذكر ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل بأن ترحيل الفلسطينيين عقيدة يهودية يجب أن يقوم عليها نشاط الصندوق القومي اليهودي في هذا الصدد. كما ذكر يوسف فايتز، مدير دائرة الأراضي في الصندوق القومي اليهودي من عام 1932 إلى عام 1972، وهو من أبرز المدافعين عن التطهير العرقي للفلسطينيين، أنه لا سبيل سوى نقل العرب من هنا إلى الدول المجاورة، ونقلهم جميعًا، ربما باستثناء بيت لحم والناصرة والقدس القديمة. ويجب ألا تبقى قرية واحدة، ولا قبيلة بدوية واحدة. وترحليهم بالقوة وهنا ستختفي المشكلة اليهودية من الوجود وليس هناك حل آخر."
بعد النكبة عام 1948 وتأسيس دولة إسرائيل، قامت الحكومات الإسرائيلية بنقل مساحات كبيرة من أراضي فلسطين إلى الصندوق القومي اليهودي بعد تهجير سكانها
ويؤكد " بعد النكبة عام 1948 وتأسيس دولة إسرائيل، اكتملت رؤية الصندوق القومي اليهودي بشكل أساسي ، فقد أصبحت الأرض تحت السيطرة اليهودية،وتم تهجير عدد كبير من السكان العرب، وبدأت الدولة الجديدة في استيعاب الهجرة اليهودية بشكل جماعي. وتحول الصندوق القومي اليهودي إلى منظمة شبه حكومية دورها منصوص عليه في القانون الإسرائيلي منذ عام 1953.وهذا ما لا يعلمه العرب "
ويشير "ويسجل التاريخ أنه منذ عام 1948، قامت الحكومات الإسرائيلية بنقل مساحات كبيرة من أراضي الدولة إلى الصندوق القومي اليهودي ومعظمها من الأراضي المصادرة من الفلسطينيين في أعقاب النكبة. من بين ما يقرب من 2.5 مليون دونم يملكها الصندوق القومي اليهودي 13% من كامل مساحة دولة إسرائيل وتم تسليم حوالي 2 مليون دونم إليه من قبل الدولة بين عامي 1948 و1953، ومنذ ذلك الحين لم تتغير سلطات الصندوق القومي اليهودى وحتى يومنا هذا، إذ تسمح لوائحه الداخلية فقط له بتأجير وتطوير الأراضي للاستخدام اليهودى فقط. وولاء الصندوق القومي اليهودي مقصور على الشعب اليهودي وحده "
ما لا يعرفه العرب: الصندوق القومي اليهودي قام بزراعة الغابات فوق أنقاض المجتمعات الفلسطينية بحجة البيئة بعد التهجير
يكشف الدكتور محمد خفاجى عن حقيقة غائبة عن العرب فيقول " ما لا يعرفه العرب بعد انكبة 1948 قام الصندوق القومي اليهودي بزراعة الغابات فوق أنقاض المجتمعات الفلسطينية بحجة البيئة، وذلك من أجل سحق أحلام اللاجئين في العودة والتغطية على أدلة وجودهم، وحتى يومنا هذا، فإن مشروعات التشجير التابعة للصندوق القومي اليهودي نفسها هى وسيلة لتدمير واستبدال المجتمع الأصلي تحت مسمى الحفاظ على البيئة التى يتبناها الصندوق القومي اليهودي ويعتبرها مهمة قومية.وهو الذى يعتدى على البيئة الفلسطينية ويدمرها، فما يقوم به الصندوق من جهود التشجير هو فى حقيقيته تدمير للمناطق الفلسطينية وتدمير لتنوعها البيولوجى الفريد "
ويعطى الدكتور محمد خفاجى الأمثلة فيقول " على سبيل المثال لا الحصر فى حقبة تاريخية ماضية لا تزال المجتمعات البدوية في النقب بنفس السكان المهمشين الذين يدعي الصندوق القومي اليهودي أنه يدعمهم ويتعاون معهم والحقيقة أنه يتم تهجيرهم بصورة متكررة لإفساح المجال أمام غابات الصندوق القومي اليهودي. منها قرية العراقيب غير المعترف بها، والتي دأبت إسرائيل على هدمها بلا رحمة أو هوادة منذ عام 2010 لإفساح المجال أمام إنشاء غابة تابعة للصندوق القومي اليهودي إذ قامت القوات الإسرائيلية بطرد وتهجير سكان العراقيب تجاوز عددها أكثر من 183 مرة تهجير."
الصندوق القومي اليهودي يزرع الاشجار لتغطية آثار وأدلة المجتمع العربي الفلسطيني ويجمع التبرعات في الخارج لإخفاء التطهير العرقي
ويذكر " يسجل التاريخ أنه في أعقاب التطهير العرقي الذي قام به جيش الاحتلال المكون حديثًا خلال الفترة من عام 1948 حتى 1949 تعرض له ما يقرب من مليون فلسطيني والتدمير المنهجي لأكثر من 400 بلدة وقرية فلسطينية، وقام الصندوق القومي اليهودي بزراعة الغابات في العديد من المناطق لتغطية آثار وأدلة المجتمع العربي الفلسطيني التي كانت موجودة بشكل كبير. بني إسرائيل فوق. "
ويضيف " ومنذ بدايته قام الصندوق القومي اليهودي بجمع الأموال في الخارج من خلال حملة الصندوق الأزرق، حيث حصل على مبالغ ضخمة في الولايات المتحدة ودول أخرى. في الولايات المتحدة، يعتبر الصندوق القومي اليهودي منظمة خيرية مسجلة بموجب المادة 501 (ج) (3(، مما يعني أن دافعي الضرائب الأمريكيين يدعمون أنشطته في فلسطين. وفي عام 2017، حصل الصندوق القومي اليهودي على أكثر من (72) مليون دولار من المساهمات والمنح المعفاة من الضرائب في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها. "
الأمم المتحدة ترفض طلب الصندوق القومي اليهودي للحصول على المركز الاستشاري ومصر كانت المرجحة للرفض
ويشير الدكتور محمد خفاجى لنقطة غاية فى الأهمية عن دور مصر تجاه القضية الفلسطينية ضد الكيان المحتل فيقول " نظرا لسياسة الصندوق القومي اليهودي ضد الفلسطينيين، ففى 18 مايو 2007 رفضت لجنة الأمم المتحدة المعنية بالمنظمات غير الحكومية طلب الصندوق القومي اليهودي للحصول على المركز الاستشاري لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة (ECOSOC) بأغلبية 8 أصوات مقابل 7 وامتناع ثلاثة أعضاء عن التصويت. ومن المعلوم أن المركز الاستشاري للمنظمات غير الحكومية له تعميم البيانات والمشاركة في المؤتمرات الدولية ذات الصلة التي تعقدها الأمم المتحدة وفي اجتماعات هيئاتها التحضيرية."
ويؤكد " وكشفًا لحقائق الدول وأخذًا فى الاعتبار أن مصر لعبت دور المرجح لرفض طلب الصندوق القومى اليهودى، إذ أن الدول الثماني التي صوتت ضد منح صفة الصندوق القومي اليهودي هي بوروندي، الصين، كوبا، مصر، غينيا، الاتحاد الروسي، قطر، والسودان؛ والدول السبع التي صوتت لصالحها هي كولومبيا، وإسرائيل، وبيرو، ورومانيا، وتركيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة؛ والدول الثلاث الممتنعة عن التصويت هي أنجولا والهند وباكستان."
أيها العرب أوقفوا الصندوق القومي اليهودى -- فهذه هى أفعاله الخطرة !
ويختتم "أيها العرب أوقفوا الصندوق القومي اليهودى، وهذه الدعوة ليست من عندياتى، وإنما هى حملة دولية تهدف إلى إنهاء دور الصندوق القومي اليهودى لعدة الأسباب: لأن هذا الصندوق يقوم 1- بالتهجير المستمر للفلسطينيين الأصليين من أراضيهم 2- سرقة ممتلكاتهم 3- تمويل المستعمرات التاريخية والحالية 4- تدمير البيئة الطبيعية الفلسطينية "
"أن الصندوق القومي اليهودي صندوق خطير ورغم أنه يتمتع والمنظمات التابعة له بمركز خيري في أكثر من 50 دولة، إلا أنه يواصل العمل كمؤسسة عالمية لجمع التبرعات من أجل التطهير العرقي لشعب فلسطين والاحتلال والفصل العنصري. إن إسرائيل تعتمد اعتمادا كبيرا فى وجودها على الصندوق القومي اليهودى والذى يساهم بشكل رئيسى ومستتر فى الاستيلاء على الأراضى الفلسطينية المحتلة، وهو الإطار الاستعمارى الاستيطاني لفلسطين العربية "