كيف ساعدت المخابرات الأمريكية فى اقتحام جيش الاحتلال لمخيم النصيرات؟
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" منذ ساعات عن حقيقة مساعدة المخابرات الأمريكية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في اقتحام مخيم النصيرات وإنقاذ الأربع رهائن الذين استشهد في مقابلهم أكثر من 280 شهيدًا غير الإصابات بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وقد كشفت الصحيفة في التحقيق المنشور عن أن فرق جمع وتحليل المعلومات المخابراتية من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، تواجدت في غزة طوال أشهر الحرب.
ووفقًا لمسئولين أمريكيين وإسرائيليين مطلعين على هذه المساعدات، قالوا إن الولايات المتحدة قدمت معلومات مخابراتية عن أماكن الرهائن إلى قوات جيش الاحتلال قبل عملية الإنقاذ الناجحة التي شنتها إسرائيل على المخيم أمس السبت.
وأضاف مسئول أمريكي أن فريقًا من مسئولي استعادة الرهائن الأمريكيين المتواجدين في إسرائيل ساعد جيش الاحتلال في جهود إنقاذ الأسرى الأربعة من خلال توفير المعلومات المخابراتية وغيرها من الدعم اللوجستي.
وقد أفاد مسئول دفاعي إسرائيلي كبير مطلع على العملية، لـ صحيفة نيويورك تايمز، بأن هناك فِرق جمع وتحليل للمعلومات المخابراتية من الولايات المتحدة وبريطانيا موجودة في إسرائيل طوال فترة الحرب، لمساعدة المخابرات الإسرائيلية في جمع وتحليل المعلومات المتعلقة بالرهائن في محاولة للعثور عليهم وإنقاذهم، وبعض هؤلاء الرهائن مواطنون من كلا البلدين.
وقد صرّح اثنان من مسئولي المخابرات الإسرائيلية بأن المسئولين العسكريين الأمريكيين في إسرائيل قدموا بعض المعلومات المخابراتية عن الرهائن الأربع المُنقذون.
وخلال حديثه في باريس بعد لقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قال الرئيس بايدن إنه "يرحب بالإنقاذ الآمن للرهائن الأربع الذين أعيدوا إلى عائلاتهم في إسرائيل"، ثم أضاف قائلًا: "لن نتوقف عن العمل حتى يعود جميع الرهائن إلى منازلهم ونتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وهذا أمر حتمي".
وبحسب تحقيق الصحيفة، فإن المعلومات التي قدمها البنتاجون والمخابرات المركزية الأمريكية، جُمعت من الطيارات من دون طيار المُحلّقة فوق غزة، والتنصت على الاتصالات، ومصادر أخرى حول الموقع المحتمل لتواجد الرهائن.
وقد أوضح المسئول الإسرائيلي أنه بينما تمتلك إسرائيل معلوماتها المخابراتية، فإن الولايات المتحدة وبريطانيا تمكنتا من توفير معلومات مخابراتية مختلفة من الجو والفضاء الإلكتروني لا تستطيع إسرائيل جمعها بمفردها.
وبينما يحتفل جيك سوليفان مستشار الأمن القومي، بعملية الإنقاذ، مر سريعًا على دور المساعدات الأمريكية فى هذه العملية.
وقال في بيانه: "إن الولايات المتحدة تدعم جميع الجهود الرامية إلى تأمين إطلاق سراح الرهائن الذين لا يزالون محتجزين لدى حماس، بما في ذلك المواطنون الأمريكيون، وهذه الجهود تشمل المفاوضات الجارية أو وسائل أخرى".
وأضاف"سوليفان" أن مقترح وقف إطلاق النار الذي تناقشه حاليًا الوفود من حماس وإسرائيل ومصر وقطر والولايات المتحدة سيكون هو السبيل لإعادة الرهائن المتبقين إلى منازلهم.
واستأنف قائلًا: "إن إطلاق سراح الرهائن واتفاق وقف إطلاق النار المطروح الآن على الطاولة سيضمن إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين بجانب ضمانات أمنية لإسرائيل وإغاثة المدنيين الأبرياء في غزة".
وقد ذكر مسئولون أمريكيون للصحيفة أن دعمهم المخابراتي لإسرائيل يتركز على مواقع احتجاز الرهائن والمعلومات المتعلقة بالقيادات العليا لحماس، وبحسب المسئول، فإن هذا الاعتقاد يعود إلى حد كبير إلى أن المسئولين الأمريكيين يعتقدون أن أفضل طريقة لإقناع إسرائيل بإنهاء الحرب هي استعادة رهائنها واعتقال أو قتل كبار قادة حماس.
وقال المسئول الإسرائيلي إن الفرق الأمريكية والبريطانية لم تشارك في تخطيط أو تنفيذ العمليات العسكرية لإنقاذ الرهائن، ولم يكن الإسرائيليون، الخبراء في إنقاذ الرهائن، بحاجة إلا إلى القليل من الدعم في التخطيط التكتيكي، لكن المسئولين الأمريكيين والإسرائيليين قالوا إن المعلومات المخابراتية الخارجية قدمت مساعدة كبيرة.