رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ختامى «فرق الأقاليم».. مسرح من أجلك أنت

عزيزى المتفرج: لقد انتهيت لتوك الآن من يوم عمل أو دراسة أو من واجبات أسرية ومنزلية وأنت تحتاج بالضرورة إلى نوع من أنواع الترفيه، لون من ألوان الفرجة الذكية التى تحترم وعيك، تثقفك وتمتعك فى آن واحد.

ربما أنت فى حيرة من أمرك: هل تشاهد مسلسلك المفضل، الذى طالما شاهدته مرارًا؟ هل تبحث عن مسلسل جديد على إحدى المنصات، وما أكثرها؟ هل تبحث عن فيلم أكشن أو رومانسى وفقًا لمزاجك وتحمله لمشاهدته؟ هل تختلى بنفسك وتمسك بموبايلك وتتصفح مواقع التواصل الاجتماعى، أو تشاهد فيديوهات التيك توك أو تلعب لعبة إلكترونية تستغرق ذهنك كلية، وباقتك أيضًا؟ 

لدىّ اقتراح، لمَ لا تدع كل هذا جانبًا؟، فيمكنك أن تفعله فى أى وقت شئت، لا شىء هناك سيفوتك، المسلسل والفيلم والألعاب والسوشيال ميديا باقية، وهى جميعًا باقية من دوننا، ومن دون صناعها أيضًا، فقد استطاعت الآلة «الوسيطة» حفظها للأبد، لذا تعال لنتشارك سويًا المتعة الوحيدة التى لا تتكرر، والتى لا يمكنها أن تتحقق فى لحظتها ومكانها بدوننا، تعال لنتأنق ونرتدى أفضل ما لدينا، ونضع عطرنا الخاص ونذهب سويًا أو كل بمفرده إلى المسرح. 

وسأقدم لك عرضًا أكثر إغراء، لأنك ستذهب إلى مسرح متنوع خلاب صادق، والدخول إليه لن يحتاج لأن تدفع ثمن تذكرة حتى، ستذهب للمهرجان الختامى لعروض مسرح قصور الثقافة، أفضل العروض التى قدمت خلال هذا العام، حيث تشاهد عروضًا مسرحية لفنانين معظمهم من الشباب قادمين من كل محافظات مصر بعروض تحمل نبضهم وهمومهم وأفكارهم وأحلامهم التى هى نبضنا وهمومنا وأفكارنا وأحلامنا، مسرح صُنع ببصمة محلية المضمون عالمية الشكل، وبحساسية شباب موهوب شغوف بالفن.

يتوجهون إليك، إليك أنت فقط المتفرج فى صالة العرض، لا فى صالون المنزل ولا خلف شاشة الموبايل، هم لحم ودم يتوجهون لك بلحمك ودمك، بفنهم ومسرحهم، «دراما وموسيقى وتشخيصًا وإضاءة وديكورًا»، يتشاركون معك الضحكات والدموع، يسايرونك ويسامرونك ويصطفون لتحيتك فى نهاية العرض.

٢٥ عرضًا مسرحيًا لـ٢٥ مخرجًا و٢٥ مؤلفًا و٢٥ مصممًا للديكور والأزياء والإضاءة ومئات الممثلين والممثلات، وسط هذا الكم والتنوع الثقافى والفنى ستجد حتمًا ما يناسبك، فى مسرح يستهدفك، مسرح بلا إعادة، مسرح إذا لم تشاهده الآن لن تشاهده ثانية، فلا شىء فى المسرح يحدث مرتين، مسرح لا يمكن تثبيته فى كادر آلى متعسف ولا يمكن الاستمتاع به بمشاهدته خلف شاشة موبايل، لأنه مسرح حى نابض متجدد يكتسب حيويته من التجدد اليومى للجمهور وللسياق الاجتماعى والسياسى واللغوى. 

تقدم العروض على مدار أسبوعين: الأسبوع الحالى والأسبوع اللاحق لإجازة العيد مباشرة، يقدمون من أجلك كل يوم عرضين: عرضًا فى السادسة مساءً على مسرح قصر ثقافة روض الفرج، والعرض الثانى فى الثامنة مساءً على مسرح السامر، وسنقدم على الصفحة هنا على مدار الأسابيع المقبلة تغطية للعروض المسرحية المشاركة بالمهرجان، علّنا نشارك فى إيصال أصواتهم.

لذا أدعوكم جميعًا لأن تكونوا جمهور هذا المسرح الذى يحتاجكم بقدر ما تحتاجون إليه، هذا المسرح الصادق فى طرح أتراحه وأفراحه، وهذا المسرح تحديدًا الذى يستحيل أن تخرج منه أبدًا كما دخلت إليه، بل ستعود محملًا بقيم مضافة من الجمال والصدق والمعرفة.