رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اعتراف أمريكي بالتورط في المجازر الإسرائيلية بغزة.. ماذا حدث في السفارة؟

مخيم النصيرات
مخيم النصيرات

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تورط إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في المجازر الإسرائيلية التي ترتكب في قطاع غزة، حيث اعترفت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بعد عدة أيام من اندلاع الحرب في 7 أكتوبر الماضي، بأن ثمة عددًا من الأفراد العسكريين الأمريكيين في السفارة الأمريكية بإسرائيل يساعدون الحكومة الإسرائيلية في الحرب على غزة.

وبحسب الصحيفة فإن الأفراد العسكريين في السفارة الأمريكية في إسرائيل يقدمون التخطيط والدعم الاستخباراتي كجزء من جهودها لاستعادة المحتجزين ويعتقد أن ثمانية إسرائيليين أمريكيين من بين الذين ما زالوا محتجزين في غزة، بما في ذلك رفات ثلاثة يعتقد أنهم ماتوا.

وأضافت أنه تم توفير المراقبة الجوية واعتراض الاتصالات وغيرها من المعلومات الاستخباراتية حول الموقع المحتمل للمحتجزين، بما في ذلك المساعدة في العملية الأخيرة لتحرير 4 محتجزين، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر.

وأشارت إلى أن محللو الاستخبارات الأمريكية يساعدون أيضًا المسؤولين الإسرائيليين في رسم خريطة لشبكة واسعة من الأنفاق التي بنتها حماس تحت غزة، مما يساهم في تقنيات تحليلية قوية تدمج أجزاء من المعلومات، وفقًا لمسؤولين مطلعين على العمل.

وأظهر مقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، قيل أنه تم التقاطه وقت الغارة، مروحيات إسرائيلية تعمل بالقرب من الرصيف الذي بناه الجيش الأمريكي لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في غزة، ويسيطر جيش الدفاع الإسرائيلي على الشاطئ المحيط بمنطقة الإنزال.

وقال مسؤول أمريكي ردا على الأسئلة إن الرصيف مخصص للاستخدام الإنساني فقط و"لم يستخدم في عملية إنقاذ المحتجزين اليوم في غزة"، لكن مسؤول أمريكي بارز آخر قال إنه تم استخدام منطقة جنوب المنشأة لإعادة المحتجزين بأمان إلى إسرائيل، وأي ادعاء بخلاف ذلك فهو باطل.

وأضافت أنه فيما استعدت الولايات المتحدة لتقديم قرار جديد يدعم خطة وقف إطلاق النار للتصويت عليه، دعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى عقد جلسة طارئة للمجلس لإدانة المذبحة الدموية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين خلال الغارة في حي النصيرات.

وأشارت الصحيفة إلى أن القادة في المنطقة العربية وخارجها يرون أن الجمود الذي يسود المفاوضات الحالية لإنهاء الحرب، هو مؤشر آخر على تراجع قوة الولايات المتحدة، ويشير إلى التنافر بين دعمها المستمر لإسرائيل والجهود المبذولة لوقف القتال وتعزيز المساعدات الإنسانية.

وقال عبد الخالق عبد الله، الزميل البارز في مبادرة الشرق الأوسط في كلية كينيدي بجامعة هارفارد: "لقد اعتقدنا حقًا أنه إذا كان هناك أمل أخير لوقف إطلاق النار في غزة، فسيكون هذا الأمل، ولكن يبدو أن إدارة بايدن غير قادرة على تغيير السلوك الإسرائيلي".

ويرفض كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية هذا التقييم بشدة، مشيرين إلى أنهم تحدثوا منذ فترة طويلة بصراحة مع نتنياهو في السر، وبشكل متزايد في العلن، حول ما يعتقدون أنها استراتيجيته الخاسرة للسلام طويل الأمد لإسرائيل، وقد علق بايدن بالفعل شحنة واحدة من الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل وتعهد بحجب المزيد إذا لم يهدأ التدمير المستمر لغزة وحرمان المدنيين.

ولا يزال المسؤولون الأمريكيون يصرون على أن الضغوط الكامنة على كلا الجانبين ستقودهم في نهاية المطاف إلى التوصل إلى اتفاق، وأنه بمجرد موافقة حماس، فإن إسرائيل سوف تنضم في نهاية المطاف.