رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منال رضوان: تشيخوف حرص على تصوير الحياة اليومية لأبطاله

منال رضوان
منال رضوان

حول النزعة الواقعية لدى تشيحوف، تحدثت الكاتبة القاصة منال رضوان لــ “الدستور”، مشيرة إلي أن: أغلب نقاد الأدب يصنفون الأديب الروسي أنطون تشيخوف 1860 ــ 1904  في عداد الكتاب الواقعيين. 

حرص تشيخوف علي تصوير الحياة اليومية لأبطاله

وأوضحت “رضوان”: وفي ذلك يرصدون ــ ناقد الأدب ــ  تلك اللبنة الأولية التي يكتب مسرحياته وفقا لها؛ حيث يتضح حرصه على تصوير الحياة اليومية لأبطاله، من الأمل والألم، وسبل الأفراح والمتارح، المعاناة واللامبالاة، الاهتمام وعدم الاكتراث، تلك المنمنمات التي تجتمع معا؛ لتكون صورة مكتملة واضحة تكمن الحياة بين طياتها، ولذا مثلت كتاباته الثورة على الدراما الصاخبة ذات الأحداث المثيرة من الألف إلى الياء، والتي تبدو في كثير من الأحيان وكأنها محاكاة لمأساة أسطورية تعصف بالعادي والمنطقي والطبيعي لصالح المأساة التي تجسدها هذه الكتابة، وتشحذ همم الأدباء لها، ويعلن تشيخوف عن موقفه ذلك، صراحة وضمنا.

تشيخوف

وتضيف رضوان عن تشيخوف:  فبطريق غير مباشرة كما في طائر البحر (النورس) -على سبيل المثال- نجد تربليوف "Treplyov" ذلك الشاب المتمرد على الثبات والجمود والذي يصب جام غضبه على المواعظ المحفوظة، والتقاليد العتيقة، ويطالب بصور فنية جديدة فإن لم نحصل عليها.. " فالأجدر ألا يكون لنا شيء على الإطلاق"* وإن انتهت حياة الشاب ذاته بمأساة؛ غير أن العمل حمل تلك الثنائيات التي يمكن بواسطتها إدراك منظومة متكاملة تكتمل الحياة معها، فنجد أنفسنا أمام وجهين لكل حقيقة؛ كذلك نجد تشيخوف يعبر صراحة، وليس ضمنا عن موقفه من الواقعية قائلًا: "في الحياة العادية لا يحدث أن ينتحر الناس كل لحظة أو يشنقون أنفسهم أو يعترفون بحبهم لبعضهم البعض أو يتحدثون أحاديث ذكية، فهم على الغالب يأكلون ويشربون ويتداعبون ويتكلمون عن أشياء تافهة، ومن الضروري أن يظهر ذلك على خشبة المسرح؛ لهذا السبب يجب علينا خلق مسرحية يحضر الناس فيها وينصرفون إلى تناول طعامهم، ويتحدثون عن الطقس ويلهون.. لا لأن الكاتب بحاجة إلى هذه الأشياء؛ بل لأنها تجري في الحياة الواقعية، ليكن كل ما على المسرح معقدًا وبسيطًا كما في الحياة نفسها."

واختتمت “حور.. سنوات الجراد” مشددة علي: وبوجه عام خضع أسلوب القص عند تشيخوف، والذي تضمنت مسيرته أربع مسرحيات ومئات القصص القصيرة، إلى استدعاء اللحظة ورصدها بدقة فائقة وإعادة إنتاجها كمفارقة تحمل ثنائيات الأضداد التي لا يمكن للواقع أن يخلو منها ومدى تأثير ذلك على النفس الإنسانية بكل نوازعها.