"أفضل أعمال العشر الأول من ذى الحجة" موضوع خطبة الجمعة 7-6-2024
حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم 7 يونيو 2024م، الموافق 1 ذو الحجة 1445هـ، والتي جاءت تحت عنوان "أفضلُ أعمالِ العشرِ الأولِ مِن ذِي الحجةِ".
وأكدت وزارة الأوقاف على جميع الأئمة الالتزام بموضوع خطبة الجمعة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير، وألا يزيد أداء الخطبة على عشر دقائق للخطبتين الأولى والثانية مراعاة للظروف الراهنة.
نص خطبة الجمعة 7 يونيو 2024
أفضلُ أعمالِ العشرِ الأولِ مِن ذِي الحجةِ
1 ذو الحجة 1445هـ – 7 يونيو 2024م
المـــوضــــــــــوع
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابِهِ الكريمِ:{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيْمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}، وَأَشْهدُ أنْ لا إلَهَ إِلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنَّ سيدَنَا ونبيَّنَا مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللَّهُمَّ صَلَّ وسلِّمْ وباركْ عليهِ، وعَلَى آلِهِ وصحبِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ،وبعدُ:
فإنَّ مِن فضلِ اللهِ تعالَى على عبادِهِ أنْ جعلَ لهُم مواسمَ للخيراتِ، تُضاعَفُ فيهَا الحسناتُ، وتتنوعُ فيهَا الطاعاتُ، ومِن أعظمِ هذه المواسمِ العشرُ الأولُ مِن ذِي الحجةِ، فهي أيامٌ مباركةٌ فاضلةٌ عاليةُ القدرِ والمنزلةِ، ولا أدَلَّ على ذلكَ مِن أنَّ اللهَ سبحانَهُ وتعالَى أقسمَ بهَا في كتابِهِ الكريمِ، تنويهًا بشأنِهَا وتعظيمًا لمكانتِهَا، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ * والشفع والوتر}، قالَ سيدُنَا عبدُ اللهِ بنُ عباسٍ رضي اللهُ عنهمَا: هي ليالِي العشرِ الأولِ مِن ذِي الحجةِ، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ:(مَا مِن أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ مِن هذه الأيَّامِ العشرِ. قالوا: يا رسولَ اللهِ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ ؟ فقال رسولُ اللهِ ﷺ: ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلَّا رجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ فلم يرجِعْ مِن ذلكَ بشيءٍ).
ومِن أفضلِ أعمالِ العشرِ الأولِ مِن ذي الحجةِ الإكثارُ مِن الصيامِ فيهَا، وآكدُ هذه الأيامِ صيامًا يومُ عرفةَ لغيرِ الحاجِّ، فقد سُئِلَ نبيُّنَا ﷺ عن صومِ يومِ عرفةَ فقالَ: “يكفِّرُ السنةَ الماضيةَ والباقيةَ”.
ومِن أفضلِ أعمالِ العشرِ الأولِ مِن ذِي الحجةِ الإكثارُ مِن ذكرِ اللهِ تعالَى، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ}، قالَ سيدُنَا عبدُ اللهِ بنُ عباسٍ (رضي اللهُ عنهمَا: “هي أيامُ العشرِ”، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: ” مَا مِن أيَّامٍ أعظمُ عندَ اللهِ ولا أحبُّ إليهِ العملُ فيهنَّ من هذِه الأيَّامِ العشرِ فأكثروا فيهنَّ منَ التَّهليلِ والتَّحميدِ والتسبيح والتَّكبيرِ“.
ومنها: التقربُ إلى اللهِ (عزَّ وجلَّ) بشعيرةِ الأضحيةِ لِمَا في ذلكَ مِن موافقةِ سنةِ نبيِّنَا ﷺ، وإحياءٍ لسنةِ الخليلِ إبراهيمَ (عليهِ السلامُ)، ورعايةِ حقِّ الفقراءِ والمساكين، وهي مِن شعائرِ الدينِ العظيمةِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ:{لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ}، ويقولُ سبحانَهُ: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}، وَعَنْ أَنَسٍ (رضي اللهُ عنه) قَالَ: “ضَحَّى النبيُّ ﷺ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ”.
علمًا بأنَّ شعيرةَ الأضحيةِ كما تتحققُ بالأداءِ الفعلِي في الأماكنِ المخصصةِ لذلكَ فإنَّهَا تتحققُ بالوكالةِ مِن خلالِ صكوكِ الأضاحِي، حيثُ يُعدُّ الصكُّ نوعًا مِن الإنابةِ في الأضحيةِ، مع ما لذلكَ مع مِن فوائدَ جمةٍ مِن أهمِّهَا الوصولُ إلى المستحقينَ الحقيقيينَ أينَمَا كانُوا بعزةٍ وكرامةٍ.
***
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدِنَا مُحمدٍ ﷺ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.
إنَّ مِن أعظمِ الأعمالِ الصالحةِ، في هذه الأيامِ الفاضلةِ الإكثارَ مِن الصدقاتِ، لا سيَّمَا على ذَوِي الأرحامِ والحاجاتِ حتى تشيعَ روحُ التراحمِ والتكافلِ والتسامحِ والمحبةِ والفرحِ والسرورِ بينَ أفرادِ المجتمعِ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ، تَكشِفُ عنه كُربةً، أو تقضِي عنه دَيْنًا، أو تَطرُدُ عنه جوعًا، ولأَنْ أمشيَ مع أخٍ في حاجةٍ ؛ أَحَبُّ إليَّ من أن اعتكِفَ في هذا المسجدِ يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا)، ويقولُ ﷺ:(إِنَّ الصَّدَقَةَ لَتُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَتَدْفَعُ مِيتَةً السوء)، ويقولُ صلواتُ ربِّي وسلامُهُ عليهِ: (مَن أَحَبَّ أن يُبْسَطَ له في رزقِه، وأن يُنْسَأَ له في أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَه).
اللهُمَّ تقبلْ منَّا صالحَ أعمالِنَا
واحفظْ مصرنَا وارفعْ رايتَهَا في العالمين