"نصنع الخبز من علف الحيوانات".. تحذيرات أممية من اتساع المجاعة في غزة
تحذيرات أممية تتصاعد يومًا بعد الآخر، بشأن مجاعة وشيكة يتعرض لها قطاع غزة نتيجة عدم كفاية المساعدات الغذائية، وحجم الكارثة الإنسانية التي تسبب فيها الاحتلال الإسرائيلي منذ حرب السابع من أكتوبر إلى الآن.
وتتناقص قدرة الأفراد في قطاع غزة على تدبير الطعام كل يوم، وتكتفي الأسر بتناول وجبة واحدة كل يوم أو أكثر، مما يزيد من معدلات فقر الدم لا سيما بين الأطفال ويهدد بحدوث مجاعة وشيكة.
تحذيرات أممية
واتساقًا مع ذلك، حذرت وكالات الأمم المتحدة، من أن أكثر من مليون فلسطيني في قطاع غزة قد يواجهون أعلى مستوى من الجوع الشديد بحلول منتصف الشهر المقبل، إن استمرت الأعمال العدائية في القطاع.
وقال برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة في تقرير مشترك، إن الجوع يتفاقم بسبب القيود الشديدة على وصول المساعدات الإنسانية وانهيار نظام الغذاء في الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ نحو 8 أشهر.
وأضاف التقرير، أن الوضع لا يزال متدهورًا في شمال قطاع غزة المحاصر من قبل القوات الإسرائيلية منذ شهور، كون توزيع المساعدات داخل غزة يشهد عراقيل كبيرة بسبب استمرار القتال وانهيار النظام ووجود قيود إسرائيلية أخرى.. فما وضع الغذاء في غزة؟ وكيف يتعامل أهالي القطاع مع عدم توافره؟.
حسناء: «نستخدم علف الحيوانات لصناعة الخبز»
حسناء السيد، فلسطينية، تقطن مخيم النصيرات، توضح أن الطعام أصبح شحيح للغاية في كل مراكز الإيواء، ومدارس الأونروا لم تعد قادرة على استيعاب الكم الهائل من الاحتياج للغذاء في وقت تتعنت فيه إسرائيل لإدخال المساعدات الغذائية.
وتقول: «كل شيء في قطاع غزة نأكله دون النظر إلى مدى صلاحيته للبشر، حتى علف الحيوانات أصبح هو الغذاء الرسمي لنا، ومنه نصنع الخبز بعد طحنه.. دائرة المجاعة تتسع وتلتهم الجميع».
أعلنت هيئة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أن 677 ألف شخص في غزة يعانون المرحلة الخامسة من الجوع، وهو أعلى مستوى يعادل المجاعة.
وتابعت: «لا فارق بين الشمال والجنوب في الوقت الحالي، لأن القطاع بأكمله يتشارك في ذات المعاناة، بسبب نقص كل أنواع الطعام ويتضرر الأطفال من سوء التغذية في كل مراكز الإيواء، بسبب تعنت إسرائيل في إدخال المساعدات تحديدًا الغذائية لفرض مزيد من الحصار على الأهالي».
حسناء إحدى السيدات اللاتي خضن تجربة صناعة الخبز من علف الحيوانات، حيث تخلط الشعير مع الذرة الناشفة وإذا توافر بعض القمح وتطحنهم لصناعة رغيف خبز إلا أنه يكون بلا «ردة» لذلك فهو غير مشبع، فضلًا عن أنه ينشف بعد مرور ساعات قليلة تجعله لا يصلح للتناول سوى بالماء.
تصف الأمم المتحدة أي منطقة بالمجاعة في حال عانت 20% من الأسر نقصًا شديدًا في الغذاء، أو يعاني ما لا يقل عن 30% من الأطفال سوء تغذية حادًا أو هزالًا، أو موت شخصان بالغان أو 4 أطفال يوميًا من كل 10 آلاف شخص بسبب الجوع.
فيما تؤكد الصحفية الفلسطينية نبال فرسخ، أن المجاعة سببها التعنت الإسرائيلي في إدخال المساعدات، فقبل الحرب كان يدخل القطاع 500 شاحنة أغلبها مساعدات غذائية والآن يتناقص العدد حتى وصل إلى 170 فقط.
وأوضحت لـ«الدستور»: «أنه في حال إدخال المساعدات الغذائية اللازمة فأنها لا تكفي الحاجة الغذائية أو تستوعب حجم الكارثة التي تمر بها غزة، فهي لا تسد سوى 10% من احتياجات القطاع للغذاء في الوقت الحالي من حرب السابع من أكتوبر»