اثنين بجسد واحد.. الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم رفقاء الدرب بين الأغاني والمعتقلات
لقب بالشيخ إمام وقال عنه أحمد فؤاد نجم "كنت عينه وهو صوتي" مؤكدًا أنهم اثنين في جسد واحد، إنه إمام محمد أحمد عيسى مطرب الشعب أنذاك الذي رحل عن عالمنا في السابع من يونيه عام 1995 عن عمر يناهز 77 عام.
الفقر والعمى
ولد الشيخ إمام لأسرة فقيرة بمحافظة الجيزة، وعندما بلغ من عمره عامًا أصيب بالتهاب في عينيه واستخدمت والدته بعض الوصفات الشعبية لعلاج الالتهاب بدلًا من اصطحابه للطبيب بسبب ضيق الحال، وهو ما تسبب في إصابته بالعمى ليعيش كفيفًا لبقية حياته.
في الذكرى الـ 29 على رحيله عن عالمنا بعد تاريخ حافل من الأغاني الشهيرة مثل أغنية (بحبك بحبك يامصر) و(شرفت يانكسون بابا) و(شرم برم)، سنتحدث عن علاقته القوية مع الشاعر أحمد فؤاد نجم الذي كان رفيق دربه وشريكه في معظم أغانيه.
علاقة وطيدة واعتقالات عديدة
جمعت بين الثنائي علاقة صداقة عميقة ظهرت في أغانيهما التي أخذت منحنى سياسيًا ساخرًا وهو ما جعلها تنتشر سريعًا بين الشعب المصري وتشتهر بين ربوع الدولة في وقت قصير.
تمددت هذه العلاقة القوية إلى أن قرر الشيخ إمام والشاعر أحمد فؤاد نجم تأسيس شراكة خاصة بهما وانضم إليهما عددًا من الشركاء حتى أصبحت شراكة فنية متكاملة التأليف والتلحين والغناء.
لكن هذه العلاقة القوية تسببت في الزج بالثنائي في المعتقل عام 1974 بسبب أغنيتهما "نيكسون بابا" التي كتبها (نجم) في توقيت الزيارة الأمريكية لرئيس أمريكا الأسبق نيكسون مصر وغناها (إمام) بعد حرب أكتوبر.
وبعد 3 سنوات، تم الحكم على الثنائي بالسجن لمدة عام بسبب قصيدتها "الفول واللحمة".
وبسبب أغانيهما السياسية التي أخذت طابع السخرية على النظام الحاكم تم اعتقال الثنائي أكثر من مرة.
وفي أوائل التسعينيات بدأت هذه العلاقة الوطيدة في التفكك إلى أن انفصلا وقرر (إمام) العكوف على الغناء في المناسبات الخاصة للغاية إلى أن وافته المنية ورحل عن عالمنا عام 1995. واتجه (نجم) لتأليف تتر المسلسلات وأشعار لمسرح الدولة وأيضًا ألف فوازير رمضان.