سمير الأمير: تعلمت القراءة في مكتبة أمي التي جلبتها مع جهاز زواجها

تعد المكتبة من أبرز ما تجده في منازل الكتاب والمثقفين، بل تكاد منازل بعضهم تتحول إلى مكتبات يعيشون فيها. وفي زيارة جديدة لإحدي مكتبات المثقفين، نزور مكتبة الشاعر سمير الأمير.

وحول مكتبات المثقفين، وكم فقدوا منها خلال تنقلاتهم وأسفارهم، وهل يعير الكاتب كتبه أو يستعيرها، وغيرها من المحاور يقدمها "الدستور" في سلسلة حوارات مكتبات المثقفين. 

وفي الحلقة الـ 32 من حلقات هذه السلسلة من الحوارات يحدثنا الشاعر والناقد سمير الأمير، عن مكتبته وأول كتاب اقتناه، وما الكتاب الذي لا يستطيع الاستغناء عنه، وأهم الكتب في مكتبته وغير ذلك.

و"سمير الأمير"، شاعر وناقد، صدر له عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، كتاب "شعر أو لا شعر"، كما أن له العديد من الدراسات في الأدب الشعبي، يكتب المقالات والمراجعات النقدية في شعر الفصحى والعامية لكثير من الصحف والمجلات المصرية والعربية، وصدرت له عدة دواوين، وله العديد من الأعمال المترجمة.

ومن أعماله "شعر أولاشعر"، وديوان "أكتب هنا "، و"رباعيات في زمن الكورونا"، و" صل ويسلم للوطن أشعار بالعامية المصرية _ الهيئة المصرية" 2- برة المجرة شعر - الهيئة المصرية العامة"، "ردح شعبي من تراث القهر"، "مجرد رد فعل"، "كلام بالصدفة وبالقصد "، .ومن الأعمال فكرية - محنة الثوره على نفقة الكاتب.والأعمال المترجمة "واقعية اشتراكية"جديدة - مجلة أدب ونقد." الأدب والبرسترويكا "مجلة أدب ونقد، جليرى 68 دراسة للباحثة الأمريكية إليزبيث كنتل - مجلة الكتابة الأخرى ـ، الروح الإنسانية - اوسكار وايلد - مجلة أدب ونقد إلى جانب مقالات سياسية وأدبية بالجرائد والمجلات المصرية، وأبحاث في التراث الشعبي وفي شعر العامية والفصحى لمؤتمرات هيئة قصور الثقافة. فضلا عن ترجمته لكتاب "صراع القوى العظمى والعلاقات البريطانية - المصرية  1945 - 1956".

متي اشتريت أول كتاب؟

في واقع الأمر لا أتذكر على وجه اليقين، فقد وجدت الكتب حولي في كل مكان منذ بدأ وعيي مبكرا في سني الطفولة.. كانت أمي “أمال عبد الباقي” رحمة الله عليها ابنة الأستاذ عبد الباقي عوض مدرس اللغة العربية بمدينة المنصورة قد تزوجت في قرية منشأة الأمير إحدى قرى محافظة الشرقية، وكان من ضمن ماجلبته معها في جهازها كعروس مكتبة ضخمة تضم كل مجلدات ألف ليلة وليلة طبعة بولاق القديمة، وكل كتب طه حسين ومحمد عبد الحليم عبد الله وفتحي غانم ويوسف إدريس فضلا عن كتب في السياسة والفلسفة ولا سيما كتب الفكر القومي والاشتراكي.

أعطتني المكتبة ميزة لدى من يكبرونني في السن من أبناء القرية ومدرسي المدرسة الابتدائية، حيث لم يكن في القرية أكثر من جهازي تلفزيون، ولذا كانت التسلية الوحيدة المتاحة هي "مكتبة الست أم سمير" وللأسف أضعت الكثير من تلك الكتب مقابل مثلا السماح باشتراكي في مبارة لكرة قدم، أو ركوب حمار أو حصان ولما وعيت لأهميتها بعدما كبرت ندمت، بل كثيرا ما أرى هذه الكتب في أحلامي وكأني لم أفرط فيها!

وربما كان أول كتاب اشتريته كان من مكتبة “السروي” بالمنصورة وأنا في العاشرة من عمري.. كان به قصص أطفال مترجمة لهانز كرستيان أندرسون.

واشتريت كتاب آخر به قصص مترجمة للأطفال أشعلت خيالي، أذكر منها قصة عن حبات البازلاء التي تساعد البائع بالقفز على كفة الميزان بنفسها، وقصة عن الفراشاة السحرية التي يستخدمها الشاب ليساعد المساكين فإن وجد جائعين رسم لهم طعاما، وإن وجد مهزومين رسم لهم فرسانا يحاربون معهم.. لقد تعلقت بالقراءة من باب كونها أداة للوعي وللاستطاعة.

 ما أهم الكتب في مكتبتك؟

أهم الكتب عندي هي مؤلفات العظيم طه حسين، وأعمال جمال حمدان وسيد عويس وصلاح عيسي وروايات جورج زيدان ونجيب محفوظ وقصص يوسف إدريس والأعمال الكاملة لفؤاد حداد وديكنز ودي أتش لورانس..

 ما الكتاب الذي لا يمكنك الاستغناء عنه؟

"الكارثة التي تهددنا" لصلاح عيسي، واعتقد أن ذلك بسبب رصده المتعمق في أزمة التنوير في مصر حيث رصد هذا العيب البنيوي في عقلية النخبة، وهو التراجع والاعتذار في النهاية عن كل ما كافحت من أجله.

 ما الكتاب الذي لديك أكتر من نسخة منه؟

رواية "تاريخ آخر للحزن" لأحمد صبري أبو الفتوح.

 هل فكرت أن تستغني عن مكتبتك أو كتبت وصية بشأنها؟

أتمنى أن أتركها ليوسف حفيدي أو لحفيدتي ليلى وأن أطمئن قبلها أنهم يحبون قراءة الكتب الورقية.

كم مكتبة فقدت لظروف خارجة عن إرادتك؟

 بسبب إغلاق بيت العائلة بعد رحيل أمي التي كانت شغوفة بالقراءة وبتنظيم المكتبة واقتناء الجديد من الكتب.. من بعد وفاتها فقدت الشغف بالبيت وأصبح من الصعب تصور البيت بدونها، ولكني أحيانا أذهب للبحث في المكتبة عن كتاب ما أحتاجه لكتابة بحث أو مقال، أو لمجرد الحنين لقراءته ثانية.

ما الكتاب الذي تمنيت اقتناءه ولم تعثر عليه؟

كتاب صغير جدا قرأته في سنوات الصبا فغيرني ولكني كنت فقدته وفشلت في العثور على نسخة منه حتى الآن وهو كتاب "انتصار الحياة"، للراحل العظيم صلاح حافظ.

 هل تشتري كتب ولا تقرأها لظروف ضيق الوقت أو غيرها؟

بالتاكيد ولكني غالبا أتصفحها سريعا باستخدام مهارات التصفح التي تعلمتها وعلمتها لطلابي كمدرس لغة إنجليزية، لأعرف طبعا متى احتاجها وأعود إليها.

 هل تحدد ميزانية لتزويد مكتبتك موسميا في مناسبات كمعرض الكتاب؟

لا مطلقا، أشتري ما أريد إن لم أتمكن من الحصول عليه من مؤلفه أو ما يروق لي في التو واللحظة أثناء زيارة المكتبات والمعارض.

هل تعير كتبك لأحد وهل تستعيدها أم لا ترد إليك، وهل تستعير كتب من الأصدقاء وهل تعيدها؟

هناك كتب معينة يستحيل علي إعارتها، تعلمت هذا من زياراتي للأستاذ صلاح عيسي في مكتبه بجريدة القاهرة، وقت أن كنت من كتابها، كنت أحيانا أطلب منه كتبا أراها أمامه على المكتب، وكان يعطيني بعضها، ويرفض أن يعطيني البعض الآخر قائلا: "لا سيب دول.. دول عدة الشغل"، أي أنه كان يحتاجها في تحقيقاته الصحفية.